الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتلوني والمالكي معي !!

جاسم البغدادي

2014 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ربما كان العنوان اقرب وصف لحال خصوم المالكي في الاستعداد للانتخابات القادمه , فاسقاط المالكي يبدو انه بات بذاته غايه البعض لدخول المعترك الانتخابي حتى لو لم يكسب منها (الانتخابات ) ما يطمح اليه كل سياسي يرشح نفسه للناس ..حتى الان لم نسمع شيئا عن البرامج الانتخابيه التي يعلن بها المرشحون ولو اعلاميا اهدافهم الانتخابيه وما سوف يقدمونه للشعب ..وكأن الانتخابات ونتائجها اختزلت بشخص المالكي ولا علاقه لها بالشعب العراقي من قريب ولا من بعيد وهذا متوافق تماما مع واقع حال السياسه العراقيه الحاليه وسياسييها الذين لا ترى اعينهم ابعد من المنصب ..ليست المشكله ولم تكن من قبل بالمالكي بقدر ما كانت بخصومه دون ان يعفى هو بنفسه عن المشاركه بها طبعا ..لو جاز لنا تصنيف هؤلاء الخصوم فمن الممكن تصنيفهم الى ثلاث اصناف ..خصوم حقيقين (متحدون .. اياد علاوي) وغير حقيقيين (التيار الصدري والمجلس الى حد ما ) وخصوم دائميين (الاكراد) ..ومن الواضح ان قائمه متحدون و الدكتور اياد علاوي هم الخصم التقليدي والحقيقي للمالكي وهي التي تسعى جاده وبقوه لازاحته اولا ثم للقفز على منصب رئاسه الوزراء التي طال انتظار السيد علاوي لنيله رغم انه يأس منه عدة مرات وما زال كابوس اليأس ملازما له وهو معذور بهذا طبعا فالتخندق الطائفي (حسب وصفه) ما زال فعالا جدا في رسم الخارطه السياسيه للعراق ..ومن هنا جاء وصف التيار والمجلس انهم خصوم غير حقيقين لانهم (ولا اعرف لماذا الاصرار على تجاوز هذه الاشكاليه في مواقفهم ) مرغمين اولا وآخرا على الخضوع لاراده الاغلبيه (الشيعيه) في الاستحواذ على منصب رئاسه الوزراء وعدم تركه لخصومهم من اهل السنه الذين يشكلون العمود الفقري لقائمه متحدون ..لاحظ ان الكلام هنا هو الكلام يبتعد عن التهذيب الدبلوماسي الذي يفترض به ان يكون مغموسا بالتوريه والتمويه والتظليل وانتقاء المصطلحات البعيده عن قساوه الواقع ..فالتيار الصدري الذي يهاجم المالكي ليل نهار لا يستطيع تقديم الحل البديل للازمه القادمه اذا اصر على موقفه هذا فهل سيلوذ للانضمام تحت عباءه المتحدون وبدله السيد علاوي ؟ وهل سيضحي بخسران الشيعه لرئاسه الوزراء فقط لانه غير راض عن المالكي ..التيار والمجلس كلاهما (ولو اتحدا ) لا يستطيعون كسب الاغلبيه لتشكيل حكومه من دون دوله القانون , ولا يستطيعون ايضا التغلب على جموح المتحدون الذين سيتحدون اكثر لكسب هذه الرئاسه وعليهم من الان مواجهه هذه الحقيقه بدل اشغال قاعدتهم الشعبيه بشعارات مناهضه للمالكي ثم العوده (مرغمين) لتقديم تنازلات لاعنين السياسه الخبيثه التي تجبرهم على ذلك ..لا عيب في السيد اياد علاوي , ولست ممن يتصيد له مواقف قديمه جدا فالرجل هجر البعث وغدا معارضا له منذ سبعينات القرن الماضي وهو مزامن جدا للمالكي في الموقف المعارض للنظام البعثي وان كان اقل نشاطا منه بكثير ولا يمتلك عشر القاعده الشعبيه التي يمتلكها المالكي وحزب لدعوه الاسلاميه وفي تسعينات القرن الماضي خطط لاكثر من عمليه انقلابيه بمساعده امريكا للاطاحه بالنظام الصدامي وتجنيب البلاد ويلات الاحتلال والتدخل الخارجي وقد دعا المعارضه العراقيه مرارا لتحريك وحداتها العسكريه داخل العمق العراقي ولم يحصل على الاستجابه لاسباب معروفه آنذاك ..لكن السيد علاوي يُعد ضيفا على العراق اكثر منه مواطنا عراقيا وهذا الامر بذاته اشد العوائق له في الوصول لسدة الحكم ولعله قبل غيره مدركا جدا لهذا الواقع فاكتفى ان يجعل من نفسه صوره لا اكثر لزعماء الكتل والاحزاب (خصوصا السنيه) لتحقيق طموحهم باداره الدوله من خلال هذه الزعامه العلمانيه - الشيعيه ظاهرا ..وما آلت اليه نتائج الانتخابات السابقه وما تلاها من تشتت انصاره وقاعدته الشعبيه المتذبذبه هشاشه مكانته السياسيه وهو الان يعود( بشخصه) اضعف كثيرا مما كان عليه من قبل ومكبلا بشروط اثقل ..اما الاكراد فمن الشطط اعتبارهم خصوما للمالكي فهم (واقعا ) خصوم لحكومه بغداد المحتله لوطنهم كردستان سواء كانت برئاسه المالكي او غيره ومشاكلهم مع المركز ستستمر لحين اعلان دولتهم المنتظره والدليل ان معظم هذه المشاكل تلتقي في حلبه واحده وهي السعي لكسب اكبر قدر من الاستقلال الذاتي الذي يجعل من قيام دوله كردستان عمليه سهله مستقبلا ..ورغم ان الاكراد يشكلون معادله مهمه جدا في الخارطه السياسيه لكن يبقى موقفهم الاخير يميل للاغلبيه كي يحافظوا على مكاسبهم خصوصا ان تاريخ معاناتهم ارتبط بحكم الاقليه ومع ذلك فانهم سيشكلون مصدر قلق كبير للمالكي في محاوله منهم لابتزاز قدر اكبر من التنازلات المستقبليه ..ومن يدري فلعلهم سيربكون النتائج بمواقف غير مسبوقه تغير الكثير من التوقعات ..ومعظم النار من مستصغر الشرر !!
لعل اكثر الحلول التي ستكون مطروحه بشأن مستقبل المالكي هو محاوله ايجاد بديل آخر من التحالف الوطني , كالجعفري او خضير الخزاعي او غيرهما وهذا تحدده نتائج الانتخابات وما تفرزه من عدد اصوات كل كتله ..لكن لا يبدوا حتى الان ان المالكي سيكون طري اللحم بل سيكون خصما عنيدا وعنيدا جدا يستعصي على كل المحاولات ايَا كان مصدرها ..لذا فشعار اقتلوني (سياسيا) والمالكي معي يبدو مفهوما جدا وله ما يبرره ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي




.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24