الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ يَا حَلَبْ
جان برو
2014 / 3 / 14الادب والفن
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ يَا حَلَبْ
مَتَى سَوفَ نَعُودُ يَا حَلَبْ..
مَتَى أَرَى الحُبَّ فِينَا يَنْتَصِرُ،
وَإِلَى الجَحِيمِ..
أَرَى جُرْحُنَا العَمِيقَ قَدْ ذَهَبْ،
أَخْشَى مَا أَخْشَاهُ يَا سَيِّدَتِي الطَّاهِرَةْ،
أَنْ تَنْتَهِي أَيَّامِي، فَلَا أَرَى أَزْهَارَكِ ثَانِيَةً،
وَلَا أَرَى فِيكِ سِرْبَ حَامَمٍ،
وَلَا حَتَّى قَشْةٍ أَو حَطَبْ،
وَقَدْ دَارَتْ بِيَ أَلأَيَامُ وَأبْعَدَتْنِي عَنْكِ،
فَلَا أَنَا بِمَيِّتٍ مُنْتَهِيٍ،
وَلَا أَنَا مَنْ رِضَى الحَيَاةِ قَدْ كَسَبْ،
أَكَادُ لَا أُصَدِّقُ يَا حَلَبْ،
أَكَادُ مِنْ غَضَبِي أَحْتَرِقُ، أَكَادُ أَنْفَجِرُ بِصَمْتٍ،
لَا دُخَانً لِإِنْفِجَارِي، ولَا ضَجِيجً أَو صَخَبْ،
وَسَاعَةُ الفِرَاقِ مَازَالَتْ فِي النَفْسِ مَرَارَتُهَا،
تَجْلِدُنِي بِقَسْوَةِ الطُّغَاةِ،
وَتُدْمِي عُيُونِي بِشِدَّتِي العَتَبْ،
وَلَولَا الفِرَاقُ يَا حَبِيبَتِي، لَمَا نَزَفَ لِي جُرْحٌ،
وَلَا الدَّمْعُ النَّادِمُ مِنْ عَيْنِي الجَرِيحَةِ قَدْ إِنْسَكَبْ،
وَمَا كَانَ الفِرَاقُ اِخْتِيَارِي وَأَنْتِ تَعْلَمِينَ،
وَمَا كُنْتُ لَهُ قَاصِدً مُتَعَمِدً،
وَلَا كَانَ حَتَّى مِنْ قَبِيلِ الهَرَبْ،
فَمَا كُنْتُ بِنَذْلٍ أو جَبَانٍ حَتَّى عَنْكِ أَنْفَضُّ،
وَلَا كَانَ النُّبْلُ مِنْ عُرُوقِي قَدْ إِنْسَحَبْ،
وَلَسْتُ أَنَا بِبَاحِثٍ عَنْ مَجْدٍ أو جَاهٍ،
وَلَا عَنْ اِسْمٍ أو لَقَبْ،
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ يَا حَلَبْ..
وِالشَّوقُ ذَبَّاحٌ، وَنَارٌ تَحْرِقُ الفُؤَادَ،
وَتَصْنَعُ بِالعُشَّاقِ عَجَائِبَ العَجَبْ،
وَالشَّوْقُ لَيْسَ بِحَاجَةٍ لِأنْ أَقُولَهُ،
أو أَبْحَثُ لَهُ عَنْ بُرْهَانٍ أو سَبَبْ،
وَالشَّوقُ وَحْدَهُ يَفْرِضُ شُرُوطَهُ عَلَى المُحِّبِينَ،
كَرِهَ مَنْ كَرِهَ، وَأَحَبَّ مَنْ أَحَبْ،
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ.. فَهَلْ لِأَشْواقِي تُذْعِنُ الأَقْدَارُ،
وَيَكُونُ لَنَا لِقَاءً آخَرً،
مِنْ بَعْدِ كُلِّ هَذَا الشَّقَاءِ وَالتَّعَبْ،
وَهَلْ لِلحُبِّ أَنْ يُعِيدَنِي إِلَيْكْ،
وَالحُبُّ غَيْرَ الحُبِّ مَا جَلَبْ،
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ شَوْقَ حَبِيبٍ،
فِي سَبِيلِ عُيونِ حَبِيبَتِهِ طَلَبَ المَوتَ،
وَرَاحَ يَزِيدُ فِي الطَّلَب،
يَا عَرُوسَةَ الشَّامِ، يَا دَرْبً تُرَابِيَاً،
نَسَجَتْ أُمِّي عَلَى أَطْرَافِهِ قَمِيصِي القَصَبْ،
يَا مَنْ وَضَعْتِ يَومَ مِيلَادِي فِي تَارِيخِكِ المُبَجَّلِ،
وَمَا التَّارِيخُ إنْ لَمْ تَكُنْ لَكِ كُلُّ أَصَالَتِهِ تُنْتَسَبْ،
أُحِبُّكِ يَا حَلَبْ.. وَإِنَّ سَهْمَكِ المَجْنُونُ،
بَيْنَ ثَنَايَا الرُّوحِ هَدَفَهُ فِي الصَّمِيمِ قَدْ أَصَبْ،
وَإنَّ حُبَّكِ الفَتَّانُ، قَدْ اِحْتَلَ كُلَّ جَسَدِي،
وَفِي نَوَاةِ القَلْبِ مُعَسْكَرَهُ الكَبِيرَ قَدْ نَصَبْ،
وَطُمَأْنِينَتِي، وَرَاحَتُ بَالِي، وَإبْتِسَامَتِي،
مِنْ عَلَى وَجْهِي الحَزِينِ قَدْ شَطبْ،
مَتَى سَوفَ نَعُودُ..
وَهَلْ حَقً سَيَكُونُ لَنَا مَوعِدً فِي حَدِيقَتِكِ،
وَمَشَاوِّيرً سَنَمْشِيهَا فِي شَوَارِعَكِ،
وَلَيَالِ أُنْسٍ، تَفُوحُ عِطْرً وَطَرَبْ،
وَفِنْجَانُ قَهْوَةٍ فِي بَيْتِنَا العَتِيقِ،
وَبَعْضُ عَصَافِيرٍ تُزَقْزِقُ عَلَى ضِفَافِ بَحْرَتِنَا،
تَحْتَ ظِلَالِ اللِّيْمُونِ، وَفَيئِ دَالِيةِ العِنَبْ،
مَتَى سَوفَ نَعُودُ يَا حَلَبْ..
لِنَحْرِقَ عَلَى أَسْوَارِكِ اَوجَاعَنَا،
وَنَطُوفَ حَولَ قَلْعَتِكِ المُقَدَّسَةِ،
وَنَمْسَحَ بِطُهْرِ تُرَابِكِ أَوجُهَنَا،
مِنْ بَقَايَا السُّخْطِ وَالغَضَبْ،
مَتَى سَوْفَ نَعُودُ، لَا تَتَرَدَّدِي فِي الإِجَابَةِ،
وَقُولِي لِي قَولً وَاحِدً،
إِنَّ مَوْعِدَ لِقَائِنَا فِي الحَدِيقَةِ،
يَا حَبِيبِي قَدْ إقْتَرَبْ.
جان برو
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟