الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تونس : هيبة الدولة والاستبداد المقنع
يوسف بوقرة
2014 / 3 / 14الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عاد الحديث في الساحة السياسية التونسية عن ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة بعد أن «استهان» بها الجميع، غير أن اللافت للانتباه في هذا الموضوع هو التركيز المفرط على الجانب الأمني دون غيره من الجوانب.
في البداية لابد من الإشارة إلى أنّ مصطلح «هيبة الدولة» لم يرد لا تصريحا ولا تلميحا في قاموس شعارات الثورة التي رفعها المتظاهرون خلال فترة المدّ الثوري التي امتدت من 11 كانون الأول 2010 إلى السادس والعشرين من فبراير 2011، بل بدأ الساسة بالحديث عنها إبّان فترة حكم الباجي قايد السبسي.
تحدث الجميع حكاما ومعارضة عن ضرورة إعادة الهيبة للدّولة ولكن لا أحد منهم حدّد مفهومها واقتصر النقاش على ربطة عنق الرئيس الغائبة ورجل الأمن المثير للشفقة وضرورة احترامه وإعادة الثقة بينه وبين المواطن وأصبح المدافعون عن هذا المفهوم الأمني أكثر شراسة إثر إعلان الحرب على ما يسمّى الإرهاب، حرب بدأت مطلع هذا القرن في غرب المعمورة وهاهي تنتقل إلى شرقها، حرب مستنسَخة دعاية وأسلوبا وتشريعات وأهدافا.
إن هيبة الدولة ليست بدلات رسمية أنيقة يرتديها من هو في هرم السلطة أوأساطيل من السيارات الفارهة أو موكبا رئاسيا يمرّ خلال لحظاتٍ، تاركا خلفه مصالح عامّة قد تتعطل لأشهر أو سنوات، أورجل أمن حادّ النظرات، أومسؤولا إداريا تتطلب مقابلته مطالب كتابية وعبور عدّة بوّابات وأسئلة بوليسية يطرحها البوّاب وعامل النظافة والسكرتيرة. إنّ اختزال هيبة الدولة في مثل هذه السّلوكات وما شابهها ليس إلا غطاء لاستبداد عانى منه التونسيّون طيلة أكثر من نصف قرن من عمر الجمهورية الأولى.
إنّ من شروط استعا دة الدولة لهيبتها التزام ممثّليها بوعودهم تجاه ناخبيهم، واحترام المواطن ومصارحته بما يفهم وما لا يفهم وتوفير الخدمات له والكفّ عن استبلاهه ومقايضة أمنه بمدى خضوعه إلى سلطان الدولة، وتحويل مقولة «دولة القانون والمؤسسات» التي ردّدها الرئيس المخلوع في أغلب خطبه ما عدا خطب الوداع الثّلاث، إلى ممارسة يومية تشمل مختلف جوانب الحياة وتحقيق أهداف الثورة المأسوف على رجالاتها وشعاراتها.
«الأولوية هي توفير الأمن» جملة قالها المهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية المؤقتة في أوّل إطلالة تلفزية مسجلة كالعادة، وكأن البثّ المباشر لقنواتنا يقتصر على نقل المباريات الرياضية بكواليسها وبيوت استحمامها وأهازيجها التي تحثّ على الروح الرّياضية أوتترحّم عليها، كما تحدث رئيس الحكومة عن المخابرات وغرف العمليات والتنسيق بين الوزارات وهي إجراءات توحي بأن دولة الاستبداد والبوليس هي الوعد والوعيد في قادم الأيام!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني
.. فرنسا تدرس إحياء ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين
.. حركة النهضة تعتبر الأحكام في قضية اغتيال شكري بلعيد دليلا عل