الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا -على قيد الحياة-

لمى الأتاسي

2014 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


نعيش في سوريا الثائرة حالة غريبة جدا في صفوف المناطق المعارضة بالداخل حالة من ذل الانسان لاخيه الانسان، اوصلت قياداتنا الوطنية بالداخل للتسول .. الجميع بات مقتنع بان الاستمرار هو مرتبط بالحصول على تمويل و قيادات الداخل عكس سياسيي الخارج غالبا لا يريدون التمويل لسرقة نصفه بل فعلا لشراء سلاح و طعام لمناطقهم و مجموعاتهم الصغيرة .... جرت العادة بأن يرسلوا ممثل لهم لاستنبول او دولة اخرى و يضعوه سمسار لهم هناك يفاصل باسمهم مع المعارضة على اختلافها ثمن ولاء "قرون اوسطي" .. يعرضون ولاءاتهم لاناس لا يمكن ان يتفقوا معهم فكريا و لكن لبئس الحال هم متنازلين حتى عن الفكر مقابل البقاء "على قيد الحياة".. مقابل بقاء اطفال قريتهم على قيد الحياة.. و من منا يحق له ان يلومهم.
العملية اصبحت لا أكثر من حق بدائي هو "البقاء على قيد الحياة" تماما كما هي قوانين الغابة و غريزة الحيوانات ..من الذي انتصر و من الذي خسر الحرب ؟ حتما لا أحد... حتما خسرت الإنسانية بأسرها عندما حولت الإنسان السوري من مفكر الى فريسه تعاني الخوف على طفلها من الانقراض.
اكتشف هؤلاءالذين في الداخل بأن ذويهم الذين تمولوا باسمهم قد تركوهم فريسة للنظام في الداخل لا يفرقون شيء عن هذا النظام لا باساليبهم و لا بتعاليهم .. صديق الزنزانة الذي كان يتقاسم معه المناضلون القوت في الثمانينات اصبح لا يرد عليهم حين يتصلوا به و يتكبر و يزدريهم.. استاذ الابتدائي الذي بدأ القصة ثائر اصبح يلبس بدلة ثمنها الاف الدولارات .. و مع هذا هم يضعون على الجرح ملح و يذهبون اليه لبيع الولاء مقابل ربع ما يقبض باسمهم و كل هذا لانهم في دوامة مغلقة لا يوجد من يرحمهم و يفهم معاناتهم ..
المحصلة هي أنه لم يعد لدى قيادات الثورة الشرفاء بالداخل اي دقيقة للتفكير و لا امكانية للتحليل و لا بوصلة و لا شراع .. هم في حالة اندثار ان لن يصفيهم النظام بانتقاء شديد لخوفه من فكرهم ستصفيهم معارضة البترودولار من قيادات خارجية..لانها مشروع فساد بديل للنظام بل اشرس منه خطورةعلى المصلحة العامة.
في بدايات الثورة ارسل الشباب ممثليهم من مناضلين الداخل لتمثيلهم ضمن هيئات القيادة السياسية المعترف بها دوليا (المجلس الوطني مثلا) و لكن سرعان ما تم شراء من ارسلوا او تم تغييب دورهم..
الدول المعنية بالقضية السورية و على راسها اميركا كانت تعلم كل هذا و ترى عمليات البيع و الشراء بل و تساهم فيها و من معها من دول تابعة لها كقطر و السعودية و دول الخليج فرنسا و بريطانيا الخ... لم يا ترى ؟
و كيف كان الحال بالعراق ؟ حتما مشابه ... والدليل : لماذا بعد سقوط صدام لم يتحول العراق لبلد نظيف من الفساد بل يعد اليوم اكثر فسادا من ايام صدام ؟ الاحصائيات الدولية تقيس الفساد بالعراق بانه في ادنى المستويات الدولية و الدليل ايضا مستوى حياة الفرد الذي تدنى عن ايام الطاغية صدام .
و ليبيا هل اصبحت ديموقراطية .. ام هل هناك امل بهذا ؟
هل هناك سلوك و منهج في تلك الدول بعد سقوط الطغاة يدل انها يوما ما ستنهض ؟
ما تتبعه السياسة الاميركية عن عمد او عن غير عمد هو تجهيل و تفقير اكثر فاكثر لشعوب كانت نامية و لم تعد. و يحق لنا ان نفهم لماذا الادارة الاميركية ديموقراطية ام جمهورية كانت تقود العالم بمفردها بدون اكتراث لاهمية الانسان و كأن سوريا حقل تجارب و طفلنا فئر في مخبر تجارب موته لا يترك ولا يؤثر..
لم تجرب الدول الصديقة ان تنظف العملية السياسية و ان تستنتج امكانية توحيد صف لهدف سامي بل ساهمت بالشرذمة و بالتوسيخ.
لن يجيبنا أحد عن تلك الأسئلة و لكن لربما كثرة ترددها قد يفهم الغرب بأن الذي حصل إجرام بحق الإنسانية و هذا ليس لصالحهم لأنهم معنيين بتطوير الإنسانية في كل مكان... ربما سيعون بأنهم و دون الحكم على النوايا فشلوا في إحداث السلام و الامن و الاستقرار بالعالم و بالتحديد في الشرق الأوسط و ربما و من يدري سيراجعون سياستهم و يغيروها .. من يدري.

يتكلمون عن شرذمة المعارضة بالخارج و بطيبة قلب و سذاجة يقول من في الداخل " توحدوا" .. ظانين بكل براءه بأن وحدة المعارضة او انعدامها سيؤثر على مسار الثورة.
كيف نوحد من اغتنى بدماء الناس مع آخر يناضل لفكر و يضحي بكل ما يملك ؟
على اي قاعدة سيجدون ارضية مشتركة؟
بات توحيد الشريف مع النظام اقرب من منطلق عدو تعرفه و لا صديق يخونك...!!!
و ينظرون و يتفلسفون و يمولون مرة أخرى تجمعات في ساحة سياسية اصبحت "كالحمام المقطوعة مياهه" و لكن هناك جديد .. حالة من القرف اصابت الأميركان على ما يبدو... و حالة من الضياع ارتاعت لها الدول التي تعتبر صديقة.. و المال الخليجي في تراجع...
قريبا ستجف اموال البترودولار و قريبا ستغلق تركيا بوابة الجهاد (الذي هو نوع من انواع الابتزاز بارواح اجنبية) ..
ما الذي سيبقى في "الغابة الوحشية" اي سوريا التي خلت منها الانسانية ..
احسن ما يمكن ان يحصل لسوريا هو ان يهرب مرتزقة المعارضة (مجلس و ائتلاف و غيرهم و حاشيتهم ) باموال الاغاثة و ما سرقوه من معاشات شهرية و يجدوا اقامة في دول تحويهم.. أحسن ما يمكن ان يحصل هو غربلة.. عل سوريا تفتح باب لطريق جديد لكل دول ما بعد الطغاة... هذا سيكون وعي هو بحد ذاته ثورة في دول الفساد..
للمفارقة ستجدون حينها تراجع بالخطاب الديني و ستخف المتاجرة به لانه كان ممول و مشروط .. اسألوا السماسرة في استنبول و ارجعوا لاجتمعات الاخوان السرية و لتاريخهم...
الجديد ايضا تخلي اميركا عن الإخوان .. اهل قررت اميركا ان ترحم اطفال سوريا؟
مستقبل الصراع سيكون حرب ما بين من يريد بقاء سوريا و من يريد تقسيمها.
دعاة التقسيم الحقيقين هم دعاة الاسلام السياسي بقيادة الاجانب الذين ليسوا كلهم صعاليك و منحرفين كما تظنون فهم يملكون مخططات صغيرة لكي تبقى و تزرع دويلات اسلامية في مناطق متعددة من سوريا، و هناك صعاليك من ارهابيين كالشبيحة منهم الذي استعمله النظام خارج الجيش النظامي ايضا يريدون دويلة باسم الطائفة العلوية بحجة حمايتهم و لكن الحقيقة هي انهم لا يريدون العودة لدولة منظمة ايا كانت لانهم لم يعيشوا يوما تحت سيادة القانون، هم ايضا لهم مفكرين يخططون لدويلة عصابية تستحوذ على غاز الساحل و هو ثروة جديدة مهمة بامكانها لو فهمنا "مصلحتنا العامة" ان تنهض بسوريا. .. طبعا حتى الشبيحة و الاسلاميين كل "منحرف" بطريقته و بدمويته هل يجب ان يعالج المجتمع السوري منحرفين و ربما يوجب ان يسامحهم لانهم مرضى فهم مفرز من هذا المجتمع السوري العليل و ليس الحل بابادة احد... طبعاهذه lوجهة نظر خاصة و هي من منطلق انساني بحت و لكن اظن ان هذا المنطلق هو الحل الحقيقي لبقاء سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة الامريكية والمؤامرة والخيانة
مروان سعيد ( 2014 / 3 / 16 - 11:22 )
تحية لك وللجميع
ياسيدتي اعتبر ان مثقفينا لايروا ابعد من انوفهم ان الحكاية واضحة من اول يوم وكان مثلنا الاعلى الثورة المصرية نحن واقعين بين براثن ثقافة اسلامية واساسها القتل والسبي ونهب الاخرين وحتى اقرب اقربائنا وسندفش سيئ سياتي الاسواء والحبل جرار
ويستحضرني مقطع من تمثيلية لياسر العظمة بمراية كان يمثل رئيس عصابة فقال لااتباعه وهو ماسك وعاء زجاجي مليء بالمجوهرات والفلوس افضل لكم ان لاتنقلبوا علي لاان هذا الوعاء اقترب ان يمتلئ ولن يتسع اكثر اما الذي سياتي بعدي سيبدا من جديد بملئ الوعاء
الجميع لايشبع النهب والسلطة والديكتاتورية موجودة بقلب كل شخص فكان الافضل لنا بهذا الحرامي من ان نجلب علينا حرامي وقاتل وزاني يجاهد ويكسب حوريات وغلمان مخلدون على حسابنا
كبروا عقولكم والصلح خير الاحكام ولاطريق نسلكه الا طريق المسيح وهو المحبة
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات