الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة الجهاد المسلح في سورية

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2014 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


استعادة قوات الجيش السوري مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني لسيطرتها على مدينة يبرود الصغيرة لكن ذات الأهمية الاستراتيجية شمال العاصمة دمشق بعد طرد مجموعات المعارضة المسلحة منها لا تقف دلالاته عند حدود هذه المدينة، إنما تتعدى ذلك إلى ما قد يصل إلى سقوط ’الاستراتيجية الحربية‘ كما تنتهجها المملكة العربية السعودية منذ التأسيس الثاني خلال النصف الأخير من القرن الفائت. منذ قيامها، قد انتهجت المملكة استراتيجية حربية تعد في نواحي كثيرة ’تنويعه‘ حديثة من ’استراتيجية الجهاد‘ المسلح القديمة كما كانت تمارسها القبائل العربية فيما بينها وضد الأعداء الأجانب في قديم الزمان ثم ورثتها عنها الدولة الإسلامية في مراحلها الأولى، قبل أن تضع الخلافة الأموية نهاية لها وتتبنى بدلاً منها استراتيجية ‘الجيوش النظامية‘ المأجورة.

في أبرز خصائصها، تقوم ’استراتيجية الجهاد‘ المسلح على التعبئة المعنوية للرجال القادرين على حمل السلاح، لكن غير المتفرغين لأعمال الحرب؛ هذه التعبئة المعنوية تؤدي في خطوة تالية متوقعة إلى ’حشد‘ من الأفراد المتحمسين عاطفياً حتى الموت في سبيل القضية التي قد أعلن الجهاد نصرة لها، لكنهم في الوقت نفسه يفتقرون إلى ’الهيكل المؤسسي‘ الضروري لتنظيم هذه المشاعر الفردية المتأججة وترجمتها في النهاية إلى أعمال حربية قادرة على تحقيق الإنجاز على أرض الميدان حيث القتالي الحقيقي. وفي غياب هذا الهيكل المؤسسي المنظم، تنصرف طاقات هؤلاء الرجال البواسل في أحسن الأحوال إلى فرق وجماعات مقاتلة مبعثرة تفتقر لأدنى درجات التنسيق اللازم للجهد الحربي فيما بينها، ما يحولها في أحيان كثيرة إلى تهديد بالغ الخطورة على بعضها البعض قبل أن تصبح في النهاية فريسة بالغة الضعف يستطيع أن يلهو بها الخصم المحترف طالما ظل استمرار بقاؤها يلبي مصلحة له، أو أن يقضي عليها بسهولة وقتما تنقضي حاجته منها أو إذا ما اشتم منها تهديداً جاداً.

السعودية تمتلك ’بنية تحتية‘ ضخمة للتعبئة المعنوية للرجال لكي يضحوا بأرزاقهم وحياتهم نصرة لأتفه قضية تمس الدين الإسلامي أو المسلمين بسوء في أي مكان حول العالم. علاوة على هذه البنية التحتية العملاقة لتذكية الجهاد الديني المسلح وبذل الأموال والأنفس في سبيل ’إعلاء كلمة الله‘ سواء من فوق منابر المساجد أو من داخل المؤسسات الدينية والتعليمية والتوعوية والتثقيفية على كثرتها، المملكة تمتلك قوة لا يستهان من الرجال في سن التجنيد ومن العتاد الحربي والقدرات المادية والمعنوية الجبارة؛ لكنها، في المقابل، لا تمتلك ’الهيكل المؤسسي‘ الحربي اللازم لترجمة كل هذه المميزات الواضحة إلى قوة عسكرية مكافئة على الأرض. المملكة العربية السعودية لا تملك جيشاً وطنياً نظامياً محترفاً.

في مواجهة جيشين وطنيين نظاميين ومحترفين وفق أحدث النظريات والاستراتيجيات والتشكيلات القتالية العالمية- الجيش السوري والجيش الإيراني من خلال ذراعه اللبناني- لا يمكن أن يتخيل عاقل أن تستطيع مجموعات قد امتلأت بشحن وجداني حتى التطرف ولم تتلقى من العلم أو التدريب العسكري الاحترافي شيئاً يذكر أن تكسب حرباً شاملة، حتى لو أظهرت بأساً وبسالة مشهودة مرة هنا وأخرى هناك في بعض المعارك العابرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايهزم أبدا الجهاد
عبد الله اغونان ( 2014 / 3 / 16 - 21:31 )
يمكن المجاهدون يفقدون معركة
لكن يكسبون الحرب في الأخير
ذلك درس تاريخي منذ غزوة بدر الى معارك حماس الان في فلسطين

لايغرنك تقلبهم في البلاد

والله غالب على أمره
ولكن أكثر الناس لايعلمون


2 - تباً لمملكة ألشر
هانى شاكر ( 2014 / 3 / 17 - 02:47 )


تباً لمملكة ألشر
_________

أستخدمت مملكة ألشر ألتعبئة إياها لحرق ألعالم كله وليس سوريا فقط ... ستدور ألدوائر وتحرق تلك ألنار مملكة ألشر نفسها ... يوم يقود ألأحرار آخر مجرم من أحفاد إبن سعود ليشنقوه بأمعاء آخر أجرب مُتخلِف من معاتيه إبن عبد ألوهاب

ساعتها سترتاح ألنار
وترتاح ألحجاز
ويرتاح ألعالم كله

....


3 - انه ضحك على الذقون. هل هم مجاهدون؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 3 / 17 - 03:49 )
لقد انهزم المجاهدون كما تسميهم ـ يا عبد الله اغونان ـ وهم في الحقيقة ارهابيون والله براء مما يعملون وهو غني عنهم وعن جهادهم . نعم انهم مجاهدون للمصالح الامريكية حسب طلب البيت الابيض كلما اقتضت الحاجة والمجد كل المجد لدار الافتاء في السعودية التي لا تبخل في تلبية النداء الامريكي. ان اولائك المجاهدون هم جراثيم فتاكة ما حلوا في وادي الا اهلكوه ولك في ليبيا و افغانستان والشيشان والجزائر واليمن وما يدور في سوريا الآن من تخريب بدون اي نتيجة ملموسة سوى في سوريا او في البلدان المذكورة سوى الدمار.انهم مرتزقة آل سعود ولقد اصبحوا منبوذبن حتى من امهم الحنون. المجد والتحية للجيش العربي السوري الذي دك معاقلهم متمنين له التصر المؤزر والخزي لـ داعش والمنضمين تحت لوائها.
نبا لامة منكوبة لا تعرف كوعها من بوعها يسوقها العرعور والقرضاوي وغيرهم الى سوح القتال باسم الجهاد وهم وذويهم في الغرفات آمنون وفي احضان حور الدنيا يتقلبون. لماذا لا نراهم في جبهات القتال متقدمون اذا كانوا حقا بحور العين يؤمنون؟؟. اليس هذا ضجك على الذقون؟؟.
لا تصدق يا صغير السن اطماع القيادة
انت في الحرب اداة عند طلاب السيادة


اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي