الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع المتنبي شريان بغداد الحي

اكرام نجم

2014 / 3 / 17
الادب والفن


وسط كل الموت والفوضى التي يعيشها العراق منذ 2003 وحتى اليوم , تبقى بغداد رغم كل التشوه الذي لحق بها على ايدي اعداء الحضارة والتاريخ والعراق , تبقى تقاوم , تقاوم قوى الظلام والتدمير لكل شيء جميل فيها , وبالرغم من اليأس الكبير الذي يعيشه الشرفاء في العراق وفي بغداد من استحالة التغيير لللاوضاع الماساوية بكل المقاييس التي يعيشونها, الا ان مازال في بغداد اشعاع يشرق على العراق , ويبقي الامل في قلوب العراقيين بان بغداد لم تمت بعد وانها ستبقى حية تلد المبدعين والعلماء ومحبي الحياه والجمال .
شارع المتنبي ... هذا الشارع العريق الذي ولد منذ مئات السنين في مدينة بغداد الجميلة والغالية على قلوب جميع العراقيين .. الشارع الذي بدأ صغيرا لايتعدى نشاطه بيع الكتب التي قدم فيها مبدعي العالم عصارة خبراتهم وتجاربهم الحياتية والانسانية ,, وظل هذا الشارع لفترات طويلة هدفا لزواره من عاشقي الثقافة والاطلاع والقراءة , من العراقيين والعرب الذين كانوا يزورون بغداد , وضمن الهجمات الظلامية الشرسة على كل جمال وحياة ونهضة في بغداد تعرض للتدمير لاكثر من مرة , الا انه وبعون الشرفاء والمثقفين والمبدعين الاصلاء , اعادوا له الحياة من جديد , و تم تطويره بابنية جميلة ونصب لعمالقة الشعر والادب العرب , ومقاهي غربية وبغدادية لتجمع اكبر عدد من مثقفي العراق وضيوفهم القلة الذين يقدمون الى بغداد لسبب او اخر من مثقفي العرب والعالم .
في شارع المتنبي عرس ثقافي وانساني كل يوم جمعة , اذ يلتقي في هذا الشارع الوحيد الحي في مدينة بغداد الممزقة والمشوهه , الادباء والمثقفين والفنانين والكتاب ومحبي الثقافة يتبادلون قصائد الشعر وواحاديث الود والحب , ويلتقون احبة واصدقاء قدماء شتتهم المنافي ,ويشع نور هذا الشارع العريق والجميل على نهر دجلة الخالد , حيث تاتيك من النهر اصوات انغام الموسيقى العراقية الشجية وقهقهات محبي الحياة الذين يتلامسون مع مياهه المقدسة ودفىء شمس بغداد المليئة بالامل والفرح والبهجة التي تملاء قلوب زواره .
شارع المتنبي الذي يقبع اليوم وسط واحد من اعرق واشهر شوارع مدينة بغداد ( شارع الرشيد) , يعتبر اجمل وانظف مكان وسط تلال من النفايات والفوضى التي تنتشر في شارع الرشيد العريق الذي يعاني من الاهمال والشيخوخة دون ان يجد من يلتفت اليه ويحافظ عليه من الدمار والانهيار , في العراق اليوم الذي لم يعد الكثيرين فيه يهتمون بالثقافة امام نفوذ السلطة والمال والمصالح الشخصية ,
من يزور شارع المتنبي , يتاكد ان بغداد لن تموت وسياتي يوم قريب وتنهض من اوجاعها وانكساراتها وتنفض الغبار عنها , لتري العالم انها مدينة الجمال والحياة والابداع كما كانت وستظل الى الابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير