الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يكون الدمع مقيماً ..؟

علي غشام

2014 / 3 / 17
الادب والفن


الحيانية مدينتي التي منحت الكثير وما زالت دون ان تُمنح لحظة هدوء او فرحاً مؤجلاً من زمن الحروب .. تئن أرواح أهلها وجعاً مخفياً خلف جدران البلوك والطابوق تحكي قصص وحكايات وسط تلك الدور المتكئة على أعتاب السنين تحلم ربما بدمع جديد او وجعٍ آخر او فرحاً كفرح الفخاتي على اغصان اشجار السدر والنخيل أو عاشقاً يحلم بقبلة تطفئ هجير الفراق .. !!
كلما مررت بتلك الدار اسمع ذلك الأنين الموجع الذي يفطر القلب ..
فهي مازالت تنوح ..وتنوح ..وتنوح وتبكي .. هكذا هي حياتها نواح في نواح بعد ان أحنت الهموم ظهرها قبل سنيها الستون وصاحب المرض جسدها النحيل ..!
أذهلني صوتها الشجي والمؤلم أخترق أسماعي مما دعاني الى التوقف والاستماع الى مراثيها لمن رحلوا .. وقفت وأنا أغالب دمعة تحاول الانفلات من جفني لتستقر على طرف فمي واستشعر ملوحتها ..!
وحدتها مع شريك حياتها المتعب دون أولاد دون ضجيج منزلي ..
وحدهما يُترَكَون لوحدتهما تأكل ما بقي من جسديهما النحيلين .. يذويان وسط دخان لفافات التبغ ، ينفثانه بحرقة وشبه بيت يؤويهما من غوائل الزمن الصعب .. تلك هي لياليهما موصولة بأيامهما .. دون زائر دون ابتسامه دون حديث .. غير الدموع والنواح وبقايا ذكريات لا تفارقهما ..!

- الحيانية // مدينة من مدن البصرة الفيحاء
- الفخاتي // جمع فاختية وهو طائر من فصيلة الحمام اسمه العلمي اليمام العراقي المطوق يكثر في جنوب العراق له صوت شجي يشبه أنين الموجوع ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني