الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القسوة أصل من أصول التربية ؟

سميرة الوردي

2014 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هل القسوة أصل من أصول التربية ؟ !
سميرة الوردي
وأنا أتصفح الفيس بك
المدى برس/ ميسان
أفاد مصدر في شرطة محافظة ميسان، اليوم الاثنين، بأن طالبا في المرحلة الابتدائية توفي بعد شهر على دخوله في غيبوبة اثر تعرضه للضرب بقضيب حديدي من قبل مدير مدرسته جنوبي العمارة (380 كم جنوب بغداد
وقال المصدر في حديث الى (المدى برس)، إن "طالبا يبلغ من العمر11 عاما في الصف الخامس الابتدائي فارق الحياة، مساء اليوم، بعد غيبوبة استمرت لمدة شهر كامل في مستشفى الصدر اثر تعرضه لضربة بقضيب من الحديد من قبل مدير مدرسته في قضاء المشرح، (20 كم جنوبي العمارة)"، موضحا أن "الطالب كان فاقدا للوعي ومصابا بنزيف دموي داخلي".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "جثة الطالب تم نقلها الى دائرة الطب العدلي".
وتعد ميسان من المحافظات المستقرة امنيا، الا انها تشهد حدوث مشاكل عشائرية او جرائم جنائية بين الحين والاخر)) ..
إننا نمر بقرون وسطى قرون مفعمة بالجهل والتجهيل وبفرض السيطرة على الحياة بالقسوة وباسم الرب ، دافعين القوانين الموضوعية عرض الحائط ، منذ زمن طويل ونحن نحيا تحت سلطة التخويف من السلطة ومن الأب اي رب الأسرة والزوج والأخ الكبير والمدرس ، وهكذا تتالى العقود والجميع يدورون في دوامة مفرطة من العنف والتخويف حتى سكن الخوف والقسوة في أعماق سحيقة من نفوسنا وضمائرنا .
لقد مررت بتجربة مشابهة مع ولدي الذي كان آنذاك في الصف الثاني الإبتدائي أي في مرحلة تأسيسية لحياة أطفالنا ، وما سيكون لها من تأثير عظيم في مستقبل حياتهم العلمية والنفسية والإجتماعية .
جاءني متذمرا من المدرسة ويريد تركها بكل اصرار وعناد وكلما أردت معرفة سبب عناده التزم بالصمت ، علما أنه كان من الأطفال الأذكياء والمتفوقين بالرغم من بداية الطريق .
وما زلت ألح عليه لأعرف السبب حتى نظر الي بخوف قائلاً : معلمتي ضربتني على رأسي بالمسطرة . سألته إن كان قد أساء التصرف في الصف أو عمل شيئا أغضبها ، نفى ان يكون قد أحدث شيئا أثار غضبها .
استرضيته وطيبت خاطره وقلت له سأسير معك الى المدرسه فلا تخف ولكنه بكى وقال : أخاف من المعلمة إن أنتِ شكوتيها ، احتظنته وطمأنته . وسرت معه في صباح اليوم الثاني وشكوت الى المدير ما حدث لولدي ، فاستدعى المدير المعلمة كانت شابة في مقتبل العمر ، ما أن عرفت سبب قدومي الى المدرسة حتى بان الإنفعال على ملامحها ، قلت لها بهدوء لاتنفعلي ، مهمتك عسيرة وانت في أول الطريق لابد لك من الصبر والأخذ بيدهم إن أخطأوا أو أساؤا والضرب ممنوع بقانون رسمي في المدارس ، وأتمنى أن لا تكرري هذه الفعلة لا معه ولا مع غيره .
استأذنت من المدير وخرجت آملة بأن ما قلته للمعلمة سينفعها .
ولكن بعد يومين عاد الي بنفس لهجته الغاضبة المتذمرة رافضا الذهاب الى المدرسة لأنها ضربته ثانية على رأسه .
سرت ثانية الى المدرسة ومن حسن الحظ كان نفس المدير لأنه أحيانا يغيب ويكلف المعاونة للقيام بمهامه ، وما إن عرف سبب مجيئي حتى بعث خلف المعلمة وما أن شاهدتني ، امتعضت ،
قلت لها إنني غير بعيدة عن العملية التربوية ولذا من حقي أن أسألك عن سبب ضربك له ؟
أجابتني : إنه حرك
سألتها هل يصرخ في الصف ؟
لا
هل أساء لأحد ؟
لا
هل أساء لك ؟
لا
إنه حرك فقط
وهل حركته تستوجب ضربه على رأسه وتعريضه للخطر؟ ، إنني لم أرسل لك نبيا لتعلميه بل أرسلت لك طفلا تساعديه على تعلم القراءة والكتابة والتمتع بما يتعلمه ، وإنني آسفة أن أبلغك إذا ضربتيه ثالثة فسيكون بيني وبينك وزارة التربية ، ولم يكن في وزارة التربية في حينها إمعات استولوا على مراكز القرار بقدرة قادر ويأثرون في المناهج حسب رغباتهم . وإنما أصدرت الوزارة قرارا عممته على كل المدارس بمنع ضرب التلاميذ . ومن لم يلتزم يعرض نفسه ومهنته للعقوبة .
لابد لمن كان يقدم الى الكليات التربوية بغرض الإختصاص في التعليم من توفر شروط عديدة ، أهمها اللياقة البدنية والعقلية والنفسية ، ولكننا في مجتمع يتجاهل أبسط مقومات السلامة النفسية للتربوي والطفل ، مما يؤدي الى حالات ومصاعب تصاحب العملية التربوية والتي تؤدي الى تسرب أعداد كبيرة من التلاميذ والطلاب وهم لم يتأهلوا علميا ، لمواصلة حياتهم كبناة في المجتمع .
وتتكرر مثل هذه الحالات دائما ولكن ليس هناك من حساب لمن يُسيء للعملية التربوية وللطفل تحت راية التأديب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يواجه محاكمة جنائية بقضية شراء الصمت| #أميركا_اليوم


.. القناة 12 الإسرائيلية: القيادة السياسية والأمنية قررت الرد ب




.. رئيس الوزراء العراقي: نحث على الالتزام بالقوانين الدولية الت


.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها أو تغير مسارها بسبب التوتر ب




.. تحقيق باحتمالية معرفة طاقم سفينة دالي بعطل فيها والتغاضي عنه