الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناقصات عقل ودين!!

عبدالله الدمياطى

2014 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحاول البعض اقناع الناس بان وصف النساء بأنها ناقصات عقل ودين ليس تحقير لها ولا تقليل من شانها ويحاولون تبرئة الاسلام من تحقيره للمراة، والحقيقة ان هذه الأقوال تمثل هجاءا صارخا للمراة بل ويحتقرها و يدوس كرامتها وينتقص من إنسانيتها ويتعذر معه اى عملية تبرير اوتجميل
لقد اعطى الله الرسول الحكمة وفصل الخطاب فكيف لرسول الله ان يعمم بنقص الدين والعقل للمراة ويخالف حكم الله على النساء وكيف يكون التعميم صحيحا وقد أورد الله فى القرءان قصص زوجة سيدنا ابراهيم وزوجة عمران والسيدة مريم التى اصطفاها الله وامرأة فرعون التى جعلها الله مثلا للمؤمنين، فهل كل هؤلاء القدوة من النساء ناقصات عقل ودين؟
ان اتهام النساء بانهن ناقصات عقل فالرد على هذا الاتهام هو بتعريف العقل وهل المقصود بالعقل هو التفكير ام شئ أخر.
معنى العقل فى لغة القران الكريم ولدى العرب مختلف تماما لمعنى العقل الذى نعرفه الان، فهو يدل على التقييد فضلا عن ان له منحى اخلاقيا يتمثل فى الزجر عن القبائح والتمسك بالفضائل، وهذا ما اصفحت عنه معاجم اللغة وكتب التعريفات التى نقلت الينا لغة العرب وخاصة عرب الحجاز الذى نزل القران الكريم بلغتهم، وهنا يشرح لنا الاصفهانى معنى كلمة عقل فيضرب لنا قول "ابوبكر" عندما امتنعت قبائل عن دفع الزكاة وقوله ( لو منعونى عقالا لقاتلتهم عليه ) فيحدثنا انه الامساك والاستمساك، وضرب لنا امثله اخرى تؤيد تفسيره ففسر لنا لماذا تسمى المراة عندهم عقيلة وهى التى تمنع اى تحبس فى عقر بيتها، وايضا كعقل البعير بالعقال وعقل الدواء البطن وعقلت المراة شعرها، والحصن يسمى المعقل وكلها تدل على التقييد والمنع، اذا فالعقل هو العلم الاول الذى يزجر عن القبائح اى العقل يمنع صاحبه من الوقوع فى القبيح، وهوالعلم بصفات الأشياء من حسنها وقبحها وكمالها ونقصانها، ولجم النفس عما يؤدى بها الى ارتكاب المعاصى، ولم يقصد به الخروج من تلك الدائرة فمن المحال ان يخاطب القران الكريم من نزل اليهم بدلالات يستحيل او حتى يعسر عليهم فهمها من الفاظه، والأيات كثيرة منها
(ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون) ، (وما عند الله خير وابقى افلا تعقلون)
(ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون) ، (قد بينا الايات لعلكم تعقلون) ، (ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون)
اذا قول ناقصات عقل يقصد بها ناقصات اخلاقا وفضيلة، وهل يقبل ان يقول الرسول بشكل عام ومطلق ان النساء ناقصات اخلاقا وفضيلة مقابل الرجال، هذا يتناقض مع المنهج القرانى الذى لم يفضل الرجل على المراة، وفيما يتعلق بشهادة الرجل تعدل شهادة امراتين فهذا لعدم خبرتها المفترض فى هذه المعاملات، ان الرواية التى تتهم النساء بنقص العقل لا تعد الا شطحه من خيال افرزته حضارة تحتقر المراة وقد دست على السنة لتبرير استعباد واهدار ادميتها..
والادعاء بان النساء ناقصات دين تربطة الرواية الشهيرة بفترات انقطاع النساء عن اداء بعض الفروض، ولكن لو كان عدم اداء بعض الفروض من العبادات لعزر شرعى نقصانا للدين لكان الرجل الفقير الغير قادر على الحج ناقص دين بالمقارنة للمراة التى ادت فريضة الحج، وكان الرجل الفقير مستحق الركاة ناقص دين بالمقارنة مع المراة التى تخرج الزكاة، وكان المريض المفطر ناقص دين بالمقارنة مع المراة التى تصوم، وبهذا التبرير والقول يختصر الدين الاسلامى فى اداء الشعائر وهذا ليس صحيح .
وبالنسبة لقول الرسول انه راى ان اكثر اهل النار من النساء، اقول اين راى الرسول اهل النار واهل الجنة وليس امامى الا رحلة الاسراء والمعراج فهل سمحت رحلة المعراج ان يقوم الرسول باحصاء قاطع للجنس البشرى حتى يخرج لنا نتيجة الاحصاء؟ ام ان الظاهرة كانت صارخة لدرجة انها ترى بمجرد النظر؟ وكيف تربى النساء وهن اكثر اهل النار رجالا يكون اكثرهم اهل الجنة؟ واذا كانت الجنة تحت اقدام الامهات فكيف تكون الجنة تحت اقدامهن واكثرهن من اهل النار؟
وقول الرسول بان النساء يكثرن اللعن ويكفرن العشير نتسائل هل هناك احصاءات علمية جادة تؤيد هذا القول ؟ ام هى خبرة بشرية للرسول طبقا لطبيعة الصحابيات فى عصر النبوة؟ ولماذا لم نسمع عن هؤلاء الصحابيات؟ ولو صح هذا القول الم تكن النتيجة الحتمية ان ينتقل هذا العيب عن طريق التربية والاقتداء الى ابناء النساء ذكورا واناثا على حد سواء؟ لو كان هذا القول صحيحا لما قامت للمجتمع الاسلامى قائمة ولما استطاع الصحابة ان يقوموا بالجهاد والفتح بينما النساء من ورائهم غير مؤمنات على اسرهن واقل فضيلة واخلاقا، ان الرسول حين جعل للنساء اجر المجاهدين لم يكن ذلك الا لوفائهن لازواجهن فى غيابهن وحفظهن لبيوتهن، ان غريزة الامومة التى اودعها الله فى المراة تفضح هذه الاقوال فنحن نرى رجالا كثر يقوموا بهجر اسرهم ويتزوجوا من اخريات اجحافا وارضاء للنزوات، ولا نكاد نرى امراة تهجر بيتها بل تبين الخبرات الحياتية كم تصبر النساء على ظلم الرجال لهم، وكم تصبر النساء على غيبة الرجل او فقده، كل ذلك وفاء لأبنائها ولأسرتها.
واخيرا اقول ان كل تلك الاقوال المنسوبة للرسول الله تحمل تحقيرا للمراة وتحمل هجاءا صارخا للمراة يتعذر معه اى عملية تجميلية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا