الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدب الروسي .. وإعلان الحرب الباردة

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2014 / 3 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


من المعروف في موازين القوى الدولية؛ أنه لا يمكن تجاهل بعض الأقطاب واللاعبين الدوليين وذلك لكونهم من صناع النظام الدولي ومن المتحكمين بمعايير القوة في تلك النظام، فالحرب الباردة عبرت عن حقيبة الثنائية القطبية بين السوفيت والأمريكان وقد انقسم العالم على اساسها بين معسكرين:المعسكر الغريبي والشرقي، وهو ما خلق حالة من التوزان والردع بين القطبين في العلاقات الدولية، وحالة الحروب بالوكالة للحلفاء والدول المعتمدة على كلا القطبين. اليوم بعد مرور اكثر من عقدين على انتهاء الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفيتي وظهور النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة التي اعتمدت على مبدا القوة الصلبة في فترة الجمهوريين، والمرنه في فترة الديمقراطيين وتبنت سياسة الاحادية القطبية رغم ظهور اقطاب جديدة على مستوى الاقتصاد والنفوذ السياسي، وعلى ضوء الحقائقوالمعطيات المذكورة تعد روسيا من ابرز اللاعبين الدوليين الذين يتحكمون بقواعد اللعبة السياسية في العلاقات الدولية، وذلك لكونها وريثة اقوى الدول من حيث التقنية العسكرية والنفوذ السياسي في عمق استراتيجي عالمي في كل من أوربا الشرقية واسيا، فضلا عن تحكم الروس بالموقع الاستراتيجي على الخريطة السياسية للعالم.
السؤال الذي يبادر الى الذهن، هل موسكو مستعدة لاعادة خلق توازنات من خلال استخدام نفوذها الاقتصادي والعسكري، والى مإذا تنوي؟ هل تريد الدب الروسي اعائقة مشاريع اليانكي الامريكي من خلال صناعة الردع المضاد بعد محأولات واشنطن لعزل روسيا واحاطتها بمشروع الدرع الصاروخي المثير للجدل؟
إن روسيا تشعر بمخأوف جدية على امنها ومصالحها القومية خاصة بعد الربيع العربي وخلق حالة التوازنات الجديدة بين الدول العظمى والاقليمية، فالروس استبعدوا من شمال افريقيا بخطة امريكية- أوربية من خلال دعم الثورة الليبية وبذلك اعادة هيمنة الغرب في تلك البقعة من الحساسة من شمال افريقيا، ان موسكو تستخدم نفوذها العسكري والسياسي من خلال اعادة التوازن مع الولايات المتحدة الامريكية، ولكن المثير للجدل عدم مراعاة الروس لاي مبدا أو اخلاقية في معايير العلاقات الدولية، ففي سوريا يتم مذابح وابادة جماعية تحت المظلة الروسية،فالكراملين الروسي يحأول جاهدا على اعادة خلق التوازن في العلاقات الدولية خاصة بينها وبين اللاعبين المؤثرين من خلال استخدام أوراق اقتصادية، سياسية، عسكرية ومن اجل خلق التوازن والضغط على واشنطن بالتفكير في مشاريعها شبة العدوانية وفق المنظور الروسي خاصة مشروع الدرع الصاروخي والتفرد الامريكي السابق بالملفات الدولية الحساسة دون الاهتمام بالمصالح الروسي؛ الا ان بوتين يبدو قد أكمل مشروعه في تقوية روسيا اقتصاديًا في المرحلة الأولى، ومن ثم اعادة التدخل الروسي في الملفات الدولية لحماية مصالحها وخلق تحالفات استراتيجية جديدة مع دول العالم.
إن التدخل الروسي في الازمة الأوكرانية والتدخل المباشر في ملفات الشرق الأوسط تعود بالذاكرة الى أيام قوة السوفيت، فالتدخل في شبة جزيرة القرم، ومن ثم محأولة الأخيرة بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام الى روسيا؛ تعد رسالة تهديدية واضحة لكل من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة؛ مفادها أن الروس مستعدون لاستخدام القوة الصلبة (العسكرية) إذا اقتضت الضرورة لذلك، وقد فعلت ذلك في أزمة أوستيتا في 2008.
إن قيام الروس بدور شرطي العالم دون الاهتمام بالمعايير والاعراف الدولية والدبلوماسية؛ تعبر عن بداية حقبة جديدة قد تدخل العالم حقبة جديدة من الثنائية القطبية هذا إذا تبنت الأقطابالصاعدة سياسة الانحياز وعدم الانجرار في مشاريع الروس والأمريكان، وهذا يبشر ببداية نظام عالمي جديد توفر مناخًا مناسبًا لعالم متعدد الأقطاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل