الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوباني تواجه الغبار

مصطفى بالي

2014 / 3 / 20
القضية الكردية


على مرمى لهفة أو لهفتان،في أحضان الوجد وتفتح الشقائق،تلوح لنا نوروز بأناملها الضاربة في جذور التاريخ،المستمدة من إينانا،تفتح ذراعيها كأم تريد حمايتنا من عصف ريح مغبرة،كأنها زرقاء اليمامة إذ تلمح شجرا يتحرك.
على مرمى خندق أو خندقان يلوح لنا من بعيد آنكي اللص و هو يتلمظ شفاه الشهوة الآثمة،يصر على أن يفسد علينا ربيعنا التموزي.
بين نوروز إينانا و غدر ولصوصية آنكي ينتصب أبناء النور و النار بقامات لها أناقة تراب الوطن،لها تدفق الفرات الخالد بخرير الحرية،ولهم هيبة مشتى النور كأنها سفينة نوح إذ تنقذ الصالحين و تترك خلفها أبناء الضلال،تحاكي قامة جودي بسيرورة الحياة،و أن الطوفان زائل لا محالة.
من ثقوب التاريخ تسرب هؤلاء،على ثقب في الذاكرة ما زال ينزف جثثا و أشلاء،كالجراد الذين يمعنون النظر في اخضرار المدى أمامهم بينما لا يتلفتون للخلف لأن الخراب انعكاس لدواخلهم لا غير،معتقدين واهمين أن ما لاقوه من(حسن استقبال)في أماكن أخرى سيلقونها هنا في كوباني أيضاً،مراهنين على خنوع البعض الضال.
هم من نسل مسيلمة الذي إن رفع رأسه من قبره لاعتزل مهنة الكذب و الرياء،كما أنهم جهلة لم يقرؤوا تاريخ كوباني يوما،وإلا لعرفوا أن (دوريش)مع تسعة من رفاقه واجه جيشا عرمرما هنا،ضحى بنفسه لكنه رسم بمداد دمه سورا كسور الصين بل هو أعظم،وهم يجهلون الجغرافيا أيضا و إلا لعرفوا أن مشتى النور و قرةبركل لم تحتضن يوما الغزاة الغواة وكانت على الدوام سعيرا لكل متطاول،وهم يجهلون واقع الحال و إلا لعرفوا أن الأمهات التي أنجبت شيلان و صادق و دجلة و عاكف ما زالت خصيبة تنجب الأساطير تلو الأساطير.
كوباني كما هي عفرين و كما هي قامشلو و كما هي سري كانيه،حصينة بأبناءها كما لو كانت قلعة كتيمة لا يستطيع نور الشمس النفاذ إليها،منفتحة على المحبة و التآخي كما لو أنها سهب فسيح يسمح لكل الرياح أن تتلاعب في رحابه،تتفاعل مع أغصان أشجاره لكنها قطعا لا تسمح لأي ريح باقتلاع شجرة ما من جذورها.
على خاصرة كوباني الجنوبية هناك عراك أهرامان و أهورا مازدا،العراك الأزلي المعروف النتيجة قبل بدء العراك،وفي كوباني مشتى النور العمل جار على قدم وساق لاحتضان نوروز كما تعود الكوبانيين منذ أكثر من ألفي عام و سيبقى الحال كذلك إلى قيام الساعة.
نوروز التي لم يستطع أحد خنقها منذ خمسة عشر قرنا بالتأكيد لن يستطيع الذباب المتسرب من هذا الثقب التاريخي إطفاء هذه الشعلة و ستبقى هذه الشعلة نورا لمن يريد الهداية و نارا محرقة لمن يريد الضلال.
أثناء ذلك و ريثما تنتهي تحضيرات الاحتفال بنوروز يواصل أبناء النور و النار في الخاصرة الجنوبية لنا بتسطير ملاحم البطولة و الفداء و سيكونون معنا على قمة مشتى النور ليلقوا تحية الصباح
كل نوروز و العالم شعلة من نور،كل نوروز و أنتم أكثر حرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد


.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في




.. غضب عربي بعد -الفيتو- الأميركي ضد العضوية الكاملة لفلسطين با


.. اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق




.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب