الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باسم يوسف يسقط أمام السيسي بالضربة القاضية الفنية

جوزيف بشارة

2014 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الضربة القاضية الفنية بلغة الملاكمة هي سقوط ملاكم أمام منافسه بسبب سوء حالته البدنية وعدم تمكنه اللعب واستكمال المباراة. هكذا سقط الإعلامي باسم يوسف أمام المشير السيسي بعد مأساة المقال الذي نقله يوسف عن أحد الكتاب البريطانيين من دون أن يلتزم بأخلاق المهنة وأدابها. لم يعط يوسف الكاتب الأصلي للمقال، بن جودا، مراسل مجلة بوليتيكو، حقه الأدبي والفكري في تأليف ووضع أفكار المقال. تنكر يوسف للمباديء وقام بنسب المقال لنفسه في تكرار لخطأ أثبتت تقارير اليوم أنه ارتكبه من قبل. اعتذر باسم يوسف عن خطئه وقال أن هوامش المقال، التي تضمنت المصادر التي استقى منها المعلومات، سقطت سهواً من المقال. لم ينطل الاعتذار على الكثيرين لأنه من غير المعقول أن تسقط الهوامش من النسخة الإلكترونية والنسخة الورقية في وقت واحد. كما أنه من الصعب تصديق أن يوسف لم يلتفت إلى الخطأ عندما قام بإجراء تعديلات على المقال، بعد قليل من نشره، لإصلاح خطأ معلوماتي أخر خلط فيه بين محاولة غزو خليج الخنازير عام 1961 وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
كان لباسم يوسف غرضان ظاهران من نقل مقال بن جودا، الغرض الأول: معارضة السياسة الروسية تجاه أوكرانيا ومسألة شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي، والغرض الثاني: هدف يوسف للهجوم على الدول الغربية التي لا تحرك ساكناً تجاه ما قال أنه انتهاكات لحقوق الإنسان في شرق أوروبا، متهماً إياها بالصمت مقابل غسيل المليارات من الأموال الروسية. لكن كان ليوسف هدف ثالث خفي.

نقل باسم يوسف عن كاتب المقال الأصلي، بن جودا، انتقاده للغرب بسبب عدم الاهتمام بالانتهاكات الروسية لحقوق الإنسان في جورجيا حين بلغت القوات الروسية مشارف عاصمتها تبليسي عام 2008، وحين قمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل عامين، تظاهرات ضمت نحو مائة ألف روسي للاعتراض على سياساته، واليوم حين يغزو الروس القرم. ولعل هذا يدعونا للاعتقاد بأن اختيار يوسف للمقال لم يكن اعتباطياً، لكنه كان مدروساً بعناية. كان هناك إسقاط على الحالة السياسية والحقوقية في مصر في الوقت الراهن. ورغم عدم ذكر يوسف لمصر بالإسم، إلا أنه كان واضحاً أنه أراد باختياره للمقال أن يلّمح ويذكر ويكرر ما اعتاد قوله في الشهور الأخيرة بأن الغرب تخلى عن مصر في الوقت الذي ينتهك فيه النظام الحالي مباديء حقوق الإنسان.

وفي إسقاط غير مباشر أخر، على الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها مصر في معركتها مع الإرهاب الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين بالاشتراك مع حلفائها من الإسلاميين وعلى القبول الذي يحظى به المشير عبد الفتاح السيسي في الشارع المصري، يذكر باسم يوسف في المقال ذي الصياغة الركيكة "إذا أعاد بوتين القرم فسيهلل له ملايين الروس ولن يهتم أحد بحقوق الإنسان والفقر والفساد. فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة. فكيف تحرؤ على أن تطالب القيصر المنتصر بحقوق الإنسان."
لا تخفى على أحد مشاعر الرفض التي يكنها باسم يوسف تجاه النظام الانتقالي الحالي في بلاده. تظهر هذه المشاعر بوضوح شديد في مقالاته وبرنامجه الكوميدي الشهير. يتهم الكثيرون، ومنهم باسم يوسف، المشير عبد الفتاح السيسي، القائد الحقيقي للمرحلة الانتقالية، بعدم احترام حقوق الإنسان، وقمع الحريات، وسجن قيادات المعارضة، والانقلاب على مباديء ثورة يناير، والعمل على إعادة رموز الفساد من عهد مبارك. يعتقد يوسف أن السيسي يعود بمصر إلى الوراء، ويحمل على عاتقه مهمة معارضة ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة بدعوى عدم إقحام القوات المسلحة في الحياة السياسية والرغبة في وجود نظام حكم مدني وليس عسكرياً لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.

لست أعتقد أن باسم يوسف كان سيلجأ لنقل المقال لو لم يقصد الإسقاط على النظام الحالي وقائده عبد الفتاح السيسي، إذ لست أعتقد أنه يهتم كثيراً بأوكرانيا وحقوق الإنسان في روسيا. هو أراد فقط مهاجمة روسيا لأن قائدها بوتين تحالف مع السيسي ودعمه، ولو أن السيسي تحالف مع أمريكا لهاجمها يوسف وأيد روسيا. لكن سلاح يوسف ذي الحدين الذي استخدمه في المعركة أصابه هو بل وأسقطه طريحاً أمام المصريين والعالم. لم يؤثر المقال المنقول/المسروق سلباً في النظام الحاكم أو السيسي، بل من الممكن أن يؤدي خطأ باسم يوسف إلى تزايد شعبية النظام وقائده بعد أن فقد الكثيرون ثقتهم في أبرز الإعلاميي المناهضين للسيسي. سقط باسم يوسف أمام بالضربة القاضية الفنية. لم يبذل السيسي أو رجال النظام مجهوداً لإسقاط باسم يوسف. كان عدم التزام باسم يوسف بأخلاق وأداب المهنة وضعف إمكاناته الصحفية ما أسقطه.

لقد كنت ومازلت وسأظل من المدافعين عن الحريات العامة وبخاصة حرية التعبير في مصر، وكنت ومازلت وسأظل من المتصدين للحكام المتسلطين والطغاة. وبسبب قناعتي بأن حرية التعبير لا تتجزأ دافعت كثيراً عن باسم يوسف في مواجهاته مع الإخوان، حين كانوا في السلطة، ثم في معركته مع النظام الحالي. أؤمن بشدة بأن حرية التعبير لا تعني أن نقول ما يسمح به الحكام، ولا تعني أن نكتب ما تقبل به الأغلبية، ولا تعني أن نسمع ما يرضينا، أؤمن أن حرية التعبير تعني أن من حق الجميع أن يقولوا ما يشاءون بغض النظر عن اتفاقنا معهم من عدمه. دافعت عن باسم يوسف رغم اقتناعي بأن المرحلة الحالية التي تعيشها مصر استثناية يجب خلالها اللجوء إلى قوانين استثناية لمقاومة العنف والإرهاب الذي تستخدمه جماعة الإخوان المسلمين ضد المصريين. لكن باسم يوسف، اعتدائه الصارخ على أخلاق العمل الفكري، خذلنا وخذل كل المؤمنين بالحريات. كنت حتى اليوم من مؤيدي منح يوسف فرصة لإصلاح ما أفسده بخطئه بعدما اعتذرعلنا. لكن التقارير التي أكدت أن مقال بن جودا لم يكن الأول الذي ينقله/يسرقه يوسف جعلني أغير موقفي تماماً. لقد أسقط باسم يوسف نفسه، ولم يعد هناك فارق بينه وبين الإعلام الفاسد الذي "صدّعنا" بنقده غير الصادق له.

- تقرير يؤكد سرقة باسم يوسف لمقال للكاتب الراحل جمال البنا: http://www.youtube.com/watch?v=nq9qEWgHPpk&feature=youtu.be








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قناة الجزيرة وباسم يوسف
يوحنا ( 2014 / 3 / 21 - 00:16 )
أعتقد بأن باسم يوسف مدعوم من الجهات الداعمة لقناة الجزيرة (قطر وأمريكا وإسرائيل) وهدفه هو هدف داعمي قناة الجزيرة من الوطن العربي وخاصة في مصر المسلطة عليها الأضواء حالياً في هذا الوقت الحرج . حتى الفريق المرافق لباسم الذي يؤدي أدوار في برنامجه والأغاني فإنها تحتاج لبذل أموال لا يمكن أن تنجح بدون دعم سخي لإنجاح البرنامج . يقول باسم يوسف أن الفريق الذي معه بدأوا متطوعين مجانياً وهو كذب آخر من بين كذبه الذي تم اكتشافه في أكثر من مكان
باسم ينتقد روسيا كما تريد منه أمريكا التي تسعى لعزل روسيا . وينتقد السيسي كما ترسم له أمريكا لأنه أنقذ مصر من براثنها الوحشية في تمرير خططها العدوانية التخريبية
جزيل الشكر للكاتب على مقاله الذي ينير الطريق وأن نكون حذرين ولا نؤخذ بأسلوب باسم الكوميدي المرح لتمرير أهداف شق الصف العربي وانتقاد الرمز عبد الفتاح السيسي الذي أنقذ مصر من كارثة خطيرة وفيه كشَف نوايا أمريكا وأياديها الملوثة في هذه الكارثة وما زالت الأيادي تلعب لتمرير خداع المصريين


2 - ت 1
عمر ( 2014 / 3 / 21 - 06:28 )
بالأمس كان يسخر من مرسي!
كيف يصبح اليوم مدعوما من الجزيرة وقطر ؟!!!
قليلا من الحيادية قد تكفي للعاقل. .


3 - المصالح
محمد بن عبد الله ( 2014 / 3 / 21 - 11:30 )
الغاية لا تبرر الوسيلة يا أستاذ جوزيف وما تعتقده بأن السيسي ونظامه سيكونون عادلين وسيصونون حياة وحرية ومصالح الأقباط وهْم

ناصر والسادات ومبارك والاخوان والسيسي يسيرون على نفس السياسة تجاه أبناء مصر الأقباط ..كل الحكاية ان النظام الحالي أبدل الاخوان المدعومين من قطر بالسفليين المدعومين من السعودية وما ألعن من سيدي إلا ستي

يا سيدي افهمها: مافيش فايدة..لا تبيع ضميرك سعيا وراء وهم خادع بل قف مع باسم يوسف الداعي إلى الحرية بصدق فماذا تكسب لو ربحت العالم (في المشمش) وفقدت ضميرك؟


4 - إلى الأستاذ محمد بن عبد الله
جوزيف بشارة ( 2014 / 3 / 21 - 13:31 )
الأستاذ محمد بن عبد الله، شكرًا على لغتك الراقية في التعليق. اسمح لي بتوضيح النقاط الآتية:
أولا: لا علاقة للأقباط بقضية المقال. القضية مصرية بحتة، ولا أحب تقسيم المصريين بشأنها على أساس طائفي.
ثانيا: لست أدري عن أية غاية وأية وسيلة تتحدث. المقال يقول أن الإعلامي باسم يوسف أسقط نفسه في معركته مع المشير السيسي بسبب خطئه الفادح. غاية المقال لم تكن إلا الدفاع عن المباديء.
ثالثا: كنت من المدافعين عن باسم يوسف، ولو أنك قرأت مقالاتي السابقة لأدركت كم وكيف أدافع عن حرية التعبير. لكن باسم خذلنا باعتدائه على أهم المباديء المهنية والأخلاقية التي تعلمناها ككتاب وصحفيين.
رابعا: المباديء لا تتجزأ هي وحدة واحدة، ومن يكسر واحدة يكسرها كلها. ومن لا يكون صادقا وأمينا في عمله لا يكون صادقا أو أمينا في ما يقوله أو يدافع عنه.
خامسا: بشأن حقوق الأقباط، فهي مرتبطة بعلمانية ومدنية الدولة ودستورها. لذا فهي ستظل غائبة طالما غابت العلمانية والمدنية عن الدولة ودستورها.
شكرًا لكم.


5 - قطر وقناتها والإخوان
يوحنا ( 2014 / 3 / 21 - 13:54 )

للمعلق رقم 2 أقول مهلاً . داعمو قناة الجزيرة هم أمريكا وإسرائيل والممول فقط هي قطر التي بدون دعم أمريكا وإسرائيل لها تزول من على الخارطة. قطر والسعودية والإخوان المسلمون وبعض المثاقفون الجشعون من بلادنا هم أدوات بيد أمريكا وإسرائيل تشتريهم وتستخدمهم بما يخدم أهدافها في إدامة الفرقة والتعصب والتخلف وإدامة حاجتهم للمعونات التي تبقيهم مذلولين منصاعين للأوامر العليا تحت أسماء ودعايات ووعود بالحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الحيوان وحرية الكلمة وكلها لاتعدو كلمات خادعة مغرية ومخدرة

نحتاج إلى محبة الوطن ، نحتاج إلى كرامة قبل محبتنا للمال والإغراءات وقبل الحرية والديمقراطية التي تريدها لنا أمريكا


6 - الانقلابي والمهرج كلاهما ساقط
عبد الله اغونان ( 2014 / 3 / 21 - 15:21 )

تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى

المهرج
أدى دوره وانتهى والان توجه اليه الانتقادات

الانقلابي
في عنق الزجاجة اكتشف أن الاخوان ليسوا هم القادة فقط بل العمال والطلبة
والنساء وبعض المسيحيين كمان. لحد الان لم يجرؤ على الترشح


7 - إلى الأستاذ عبدا الله أغونان
حوزيف بشارة ( 2014 / 3 / 21 - 15:46 )
الأستاذ عبد الله أغونان، التهريج في برنامج فكاهي لا يعيب الإعلامي باسم يوسف أبدأ.
بالنسبة للمشير السيسي، فهو ليس انقلابيا. هو أدى دور وطني بامتياز لأنه استجاب لرغبة الملايين الذين خُدِعوا في نظام حكم الإخوان الفاشستي. ولولا مساندة الجيش للشعب لبقيت مصر في مستنقع الإخوان لعقود من الزمان. خلافنا مع السيسي يتعلق فقط بترشحه للرئاسة وبمدى الحريات التي يمكن أن يسمح بها في حال انتُخب رئيسا.


8 - أمام الخسة والنذالة لا أقف في صف المجرمين
محمد بن عبد الله ( 2014 / 3 / 21 - 15:55 )
تقول ((حقوق الأقباط، مرتبطة بعلمانية ومدنية الدولة ودستورها. لذا فهي ستظل غائبة طالما غابت العلمانية والمدنية عن الدولة ودستورها.))
منذ اليوم الأول دافع باسم عن حرية الرأي وعن العلمانية وعن مدنية الدولة ووقف بالمرصاد لاخوان الخراب والسفليين

((المباديء لا تتجزأ هي وحدة واحدة، ومن يكسر واحدة يكسرها كلها. ومن لا يكون صادقا وأمينا في عمله لا يكون صادقا أو أمينا في ما يقوله أو يدافع عنه))

ما حدث بشأن المقال حوله الكثير من المجهول أما الذين حاربهم باسم يوسف فلا أظن مصريا محترما واحدا يكن لهم التقدير ففيهم المتعصب الكذاب مصطفى بكري والقواد الحقير أحمد موسى وأحمد الغيطي وأديب ولميس ورولا وأماني وغيرهم من كلاب يحترفون الكذب بغباء وتبجح لحساب هذه الجهة أو تلك

أتقف مع عبد الرحيم على الذي يذيع مكالمات ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والأعراف ويتلاعب بكلماتها ليوهم الجهلاء بما يريد؟ أتوافق على التشويش على برنامج وأنت تعلم جيدا أن أعداء باسم بهذه الخسة والنذالة؟

يا أخي إن لم يثرك كل هذا القبح والانحطاط من فامنع نفسك على الأقل من مهاجمة باسم اليوم وهو يتلقى هذه الضربات الخسيسة تحت الحزام !!


9 - إلى الأستاذ محمد بن عبد الله
جوزيف بشارة ( 2014 / 3 / 21 - 20:15 )
الأستاذ محمد بن عبد الله، أرجو أن تلتزم باحترام الجميع. الإهانة سبيل الضعفاء ومن لا حجة لهم.
هل يكفي أن يتكلم الإنسان حتى يكون صادقا؟ بالطبع لا. باسم يوسف يتكلم لكنه لا يفعل. حين بدأ برنامجه تحدث عن الشفافية والمباديء والأخلاق سعيه لتأسيس عمل إعلامي غير فاسد. كلام جميل. عند العمل وجدناه ينقل من أخرين من دون أن يلتزم بالأخلاق والمباديء. أي أنه سقط في نفس مستنقع الإعلام الفاسد الذي ينتقده. يتحدث باسم عن علمانية الدولة ثم تجده يتعاطف ويتحالف مع تجار الدين. هذا لا يستقيم مع ذاك. كل من يضعون أيديهم في أيدي جماعات تمزج الدين بالسياسة بلا مباديء ولا يؤمنون بعلمانية الدولة. هذه الجماعات لها حقوق المواطنة كاملة، لكنها لا تلعب أدوارا في الحياة السياسية.
قلت في مناسبات كثيرة أن الإعلام المصري فاسد. الجيدون قليلون جدا، بل نادرون. كنت شخصيا آمل أن يكون باسم مختلفا، لكنه اثبت لا يختلف عن الأخيرين إلا في الكلام. باسم يوسف، للأسف أثبت أنه ينتمي إلى نفس البيئة الفاسدة. معذرة لا يمكن الدفاع عن من لا يحترم المباديء والقيم. الأخلاق. القرصنة الفكرية أسوأ خطايا الإعلاميين. بالمناسبة، باسم لا يقف وحيدا هنا.

اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254