الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان إلى الشعب القبطي المكلوم

سامي المصري

2014 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن الأقباط في أشد الحجة اليوم للصدق مع النفس. نحن نعايش اليوم حالة من التمزق والتفسخ الشديد بين أعضاء الكنيسة القبطية كبار وصغار على مستوى المجتمع وعلى مستوى الكنيسة. الأربعين سنة لعصر الأنبا شنودة تركت الكنيسة مهلهلة في كل شيء. شبابنا القبطي من منهم لم يهجر الكنيسة حتى الآن فإما أنه عنده مشروع لهجرها وإما أنه قرر أن يهجر استخدام العقل فانغلق على نفسه فكريا وأصيب بحالة من الهلوسة الدينية والعبادة الوثنية. إن أغلب من يحاول أن يستخدم عقله في المجتمع القبطي فإما أنه ترك الكنيسة القبطية فعلا لكنائس أخرى أو أنه أصبح ملحدا أو أنه قنع بما يعتقد بدون تعليم أو رعاية وانغلق على نفسه وأصبح يبغض بشدة كل ما له علاقة بالكنيسة القبطية. أن تلك الحالة من التمزق هي النتيجة الطبيعة لكل ما حدث في عصر الأنبا شنودة من:

فساد في التعليم
فساد في الرعاية
سوء استخدام السلطة
مع الإصرار على إلغاء استخدام العقل

وترتب على ذلك أن هذه هي أول مرة يتفشى كل هذا الكم من التعاليم الهرطوقية الخطرة البعيدة عن الإيمان الأرثوذكسي في الكنيسة القبطية التي تميز تاريخها الطويل باستقامة الرأي والنقاء العقائدي.

إن هذه هي أول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية تتعرض لكل هذا الانقسام المشين والمسيء لنا جميعا والتشويه والتعريض بسمعة معلميها الروحيين على الملأ مع لاستهانة بعثرة الشعب القبطي مما أضر بنا جميعا.

إن هذه هي أول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية تحدث تلك الفجوة الضخمة بين الشعب وقادته. لقد فقد الشعب تماما ثقته في القيادة الكنسية خصوص الأجيال الجديدة التي لم تعد تجد أي غضاضة في التهكم والاستهزاء بقيادات الكنيسة التي فقدت كرامتها بعد أن تنازلت عن قيمها الأصيلة التي تحفظ لها وقارها واحترامها.

إن هذه أول مرة نرى الشعب القبطي منقسما على نفسه في كل شيء بهذه الدرجة الغير مسبوقة بسبب انقسام قياداته المدمر لكل خير في الكنيسة. لقد انهارت الكثير من الربط التي كانت تجمع الأقباط في وحدة فكرية ومجتمعية نادرة وذلك بانهيار القيم القبطية الأصيلة وضياع الوعي الكنسي المفقود والمفتقد، فإذ بالقيادة الكنسية المنقسمة تضيع ما تبقى لنا من التماسك المجتمعي.

لقد بدأ الأنبا تاوضروس بدءا حسنا بعمل المؤتمرات الحوارية للدراسات الجماعية الجادة لإمكان الوصول لحلول عملية لكل المشاكل الصعبة جدا التي تواجهها الكنيسة القبطية. إلا أن كل تلك الدارسات والجهود تمر بمرحلة التجميد أمام مواقف المجمع المقدس وبعض الأساقفة المعارضين للإصلاح الكنسي وذلك اعتبارا لمصالحهم الخاصة التي هي ضد العمل الكنسي ومصلحة الشعب القبطي كله. والأخطر من ذلك أن بدأ التلاسن والهجوم على شخص الأنبا تاوضروس. وقد ظهرت جماعات مندسة بين ألأقباط تحمل أسماء قبطية يحركها الأساقفة لنشر الوقيعة والهجوم على البابا وخططه الإصلاحية لتجميد الموقف لحساب الفساد القائم اليوم في الكنيسة. والأخطر من ذلك هو أن بدأ هجوم الأساقفة للدفاع عن موقفهم المتردي في الفساد يأخذ شكلا أكثر خطرا بالخروج إلى صفحا ت الجرائد اليومية مستخدمين الظروف السياسية الدقيقة التي تمر بها مصر في محولة للتعريض بالبابا وابتزازه حتى تتوقف كل الخطط الإصلاحية.

لذلك علي الشعب القبطي بكل مثقفيه وقياداته أن يقف وقفة قوية حازمة للعمل على إنقاذ ما تبقى لنا كأقباط بعد أربعين سنة من التراجع الثقافي والحضاري والمعرفي الذي أثر علينا جمعا وتراجع بالمجتمع القبطي على كل المستويات سواء المستوى الفردي أو الأسري أو المجتمعي مما أثر جدا على حضور الأقباط المؤثر وشراكتهم في المجتمع المدني والعمل الوطني.

لكل ذلك يلزم سرعة قيا م المنظمات القبطية بعمل اجتماعات على المستوى الشعبي. أولا لشرح خطر ما نحن فيه من وضع متردي يقوده أساقفة الكنيسة . ثم البدء في عمل خطة عمل لإنقاذ المجتمع القبطي من خطر مريع يتهددنا جميعا.

سامي المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و