الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إصلاح مراوغ تحت عباءة الدين
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
2014 / 3 / 22العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
* بفعل طبقات كثيفة من التفاسير وتفاسير التفاسير، والشروح وشروح الشروح، والتآويل وتأويل التآويل المتراكمة جميعها فوق نص بدائي (القرآن والسنة)، قد تحولت العباءة الدينية بمرور الزمن من نسيج بسيط وشفاف إلى سد حديدي مانع لا يسمح برؤية ما بخارجه.
* من المفارقة أن معظم المفكرين العرب كلما تطلعوا إلى وسعوا في إصلاح واقعهم المتخلف مقارنة بالأمم المتقدمة، وبدلاً من محاولة قراءة هذا الواقع بذاته كما هو قائم ومحاولة تشخيص أفضل الحلول الممكنة في ضوء القدرات الفعلية والنصوص النظرية المختلفة ثم العودة إلى الواقع ثانية للحكم أي النصوص قد أفلحت فتعتمد وأيها أخفقت فتستبعد، كانوا يرتدون أولاً عباءة النص الديني الحديدية المانعة ثم يحاولون في عتمتها قراءة الواقع وتشخيص الحلول! لذلك كان منطقياً أن لا يروا الكثير، وأن تكون حلولهم غارقة في المثاليات النظرية وغير متصلة بحقائق الواقع.
* الله، بكافة صفاته وتعاليمه وإيحاءاته وتجلياته المتدفقة في ذهن الفرد المسلم فور استماع أو ترديد هذه اللفظة، هو منشأ اجتماعي خالص قد نشأ وتطور مع نشأة وتطور الجماعة البشرية، وليس العكس؛ الله الذي قد أرسل الرسل وبعث الأنبياء، وأنزل القرآن، وأوحى إلى نبيه محمد، وخلق آدم وحواء، وشرع للبشر كافة، ومسير الكون...الخ ليس أكثر من ’شخص اجتماعي‘، حيث تختزل درجة تطور المجتمع ومعارفه، ووعيه بذاته، ونظرته لنفسه والآخرين، وغاياته المنشودة من الوجود والحياة، وتوقعاته وأمنياته لما بعد الموت...الخ. أما عن فرضية أن يكون هناك بالفعل في مكان ما وفي شكل ما خالق للخلق ومدبر للكون رغم عجز الإنسان عن الاتصال به، فهذا سؤال فلسفي خارج الموضوع، ولا يمت بصلة للآلهة- ومنها الله- التي قد أقامتها البشرية ونسبت إليها هذا الدور منذ الأزل.
* تخيل وجود مثل هذا ’الشخص الاجتماعي‘ الخارق فيما وراء الطبيعة كحقيقة بصورة ما وفي مكان ما حول السموات والأراضين السبع، وقدرته إذا شاء على التواصل المباشر أو غير المباشر مع البشر، قد أدى إلى ’شخصنة‘ العقل العربي وطريقته في التفكير، بما جعله عاجزاً عن استقراء أو بناء شيء مستقل بمعزل عن الصفات الشخصية الطبيعية المرتبطة بالشخص البشري. من هذا النبع، استقت السلطات (المرجعيات) الدينية المستندة بدورها إلى شخصيات دينية أقدم، المتصلين بدورهم بشكل مباشر أو غير مباشر بالشخص الاجتماعي الأعظم أو بوحيه النازل من السماء، قوةً ونفوذاً داخل المجتمعات الإسلامية غير متناسبين مع قوتهم ونفوذهم الطبيعي الحقيقي لولا الوجود المتخيل لهذه المرجعية الإلهية الأعظم.
* الخروج من تحت سلطة النص المقدس وعباءة المرجعيات الدينية هو أمر لا بديل عنه قبل رؤية الواقع والقدرة على التعامل معه بفاعلية. فور التحرر من عتمة هذه العباءة الضيقة إلى الفضاء الاجتماعي والانساني الرحب، سوف يكتشف المصلحون العرب أن الدين بنصوصه ومرجعياته لا يشكل سوى رافد هزيل للغاية في نهر الحضارة البشرية المتعدد الروافد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تعليق
عبد الله خلف
(
2014 / 3 / 23 - 12:28
)
الله (ليس كمثله شيء) , الله (لم يكن له كفوا أحد) .
هل تُريد إله لا يُبالي , أنت تريد إله لا يستقبح قبحا ولا يستحسن حسنا , أو أنه فى غفلة عن خلقه لا يعرف الظالم من المظلوم ولو عرف فإن عزته وكرامته تمنعه من عقاب الظالم وإنصاف المظلوم , تريد إله غافل يستوى عنده الحسن والقبيح والقاتل والمقتول من أجل أن تفر بجرمك وتفعل ما تريد؟ .
نحن نقول : إن الله تعالى عليم بكل شىء , يعلم السر و أخفى و يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور , و أنه يثيب المحسن ويضاعف له الإحسان و يعاقب الظالم و يعفو عنه إن تاب ويأخذ للمظلوم حقه من الظالم .
• الله يرى و يسمع و له الأسماء الحسنى و الصفات العُلى وصفات الله , كـ : الرؤية و السمع , رؤية ليست كرؤيتنا و سمع ليس كسمعنا (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى : 11] , من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل .
هذه عقيدة أهل (السنة والجماعة) , و هكذا في باقي الصفات الثابتة بالكتاب وصحيح السنة .
فالذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه و وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تأويل
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو