الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد البرادعى.. إيقونة الثورة أم طابور خامس

عبدالنبي فرج

2014 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


روائى مصري
لكى ندرك مأساة ما حدث للمصرين من جرائم من نظام مبارك الذي مازال سارياً منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 حتى الآن علينا أن نعرف نمر على عداد المصريين الذين تم إزهاق أرواحهم.
ورغم أنه لا توجد أرقاماً دقيقه إلا أن تقرير هيئة تقصي الحقائق عن ثورة 25 يناير بأن عدد الضحايا الحقيقي يصل إلى 846 ضحية في كافة محافظات الجمهورية، ثم يستمر عداد القتل في ظل حكم المجلس العسكري، في ماسبيرو ومحمد محمود، ومجلس الوزراء و العباسية الخ وهذا لا يجعلني أن ننسي أن هناك سبعة مواطنين استشهدوا في عهد الدكتور مرسي أمام الاتحادية، وهى مسؤولية رئيس الدولة مع الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري، أما ما بعد الانقلاب فعداد إزهاق الأرواح اخذ يسير بصرعة الصاروخ، يكفي ان نحصى يوم واحد ليكشف عن جريمة كبري ضد المصريين وهو يوم فض رابعة والذي تحول لمذبحة والذي تم توثيق 1182 قتيل و5000 مصاب و350 مفقودا ومن خلال تجليات المشهد السياسي تستطيع ان تدين أي طرف طبقا للزوايا أو الطيف السياسي الذي تنتمي إليه لأن المشهد حمال أوجه بطبيعته فما بالك بمشهد فوضوي، مشهد هدد الدولة المصرية برمته، لذلك الموضوعية وعدم التمركز حول الذات والمراجعات الدائمة هى قارب النجاة الوحيد فالثورة من أهم مميزاتها أنها هدمت الأصنام و هدمت الرموز السياسية والثقافية وكل المحاولات الحثيثة لخلق صنم جديد ستبوء بالفشل والخسران، فالمراجعة والنقد الذاتي مطلوبة, أول، بأول وإلا لن نخرج، من هذا المشهد الكارثة، والذي أوصلنا له كل الأطراف السياسية، ومن هؤلاء الذي كان له دورا إيجابياً وسلبيا هو السيد محمد البرادعى والذي كسر بقوة صلف وغرور وأكاذيب النخبة السياسية الفاسدة الذي صنعها حسني مبارك، معارضة وموالاه بأنه لا يوجد احد في مصر من له خبرة سياسية تؤهله لحكم مصر.
كأن حسني مبارك نفسه كان مؤهلا لحكم دولة عريقة مثل مصر، لكي نقبل بريحه منه وهو أبنه جمال الكئيب، الذي لم يبين كرامة للمصريين، تشفع له رغم انه يحكم مصر شراكة من عام 2000 تقريبا، أعلن البرادعى أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية، في حالة وجود ضمانات حقيقية وإشراف قضائي ودولي على الانتخابات، وإ عادة تعديل المواد 76، 77، و88 من الدستور المصري ليسمح لأي مصري بخوض الانتخابات الرئاسية و وكانت ضربة موجعة للنظام لذلك أخرج معداته الثقيلة لاغتيال البرادعى معنوياً ورمزياً، لصعوبة اغتياله ماديا أو تلفيق له قضايا وسجن أو تعريته وتعذيبه ورميه في الصحراء كما هى عادة نظام مبارك في التعامل مع الخصوم، وخرجت صحف النظام لتحمل البرادعى مسؤولية احتلال العراق و وتتهمه بالتأمر على مصر، وأنه يعمل في المخابرات الأمريكية، وأشاعوا أن ابنته غيرت ديانتها وتزوجت مسيحي واخرجوا صورا خاصة لأبنته وهي في حمام السباحة أو وهي على شاطئ البحر وكأن مطلوب من ابنته البرادعى التى تربت في النمسا أن ترتدي النقاب وكأن أبناء الطبقة السياسية المصرية يعيشون في صوامع يتعبدوا فيها وفعلاً تم تشويهه وأصبح يمثل لدي المصريين الوجه القبيح للاستعمار، والمؤامرة وتحمل الرجل، كل ذلك بصدر رحب ولم يرد تعففا وعد الانجرار لقضايا جانبية لن يستفيد منها سوي النظام، الغريب أن أحد الصحفيين من شارك في تشويه البرادعى، تم ترويج على موقع التواصل الاجتماعي صور لأبنته وهي في أوضاع وملابس يراها الكثيرون مخلة، ومحمد البرادعى دبلوماسي مصري بدأ حياته العملية موظفا في وزارة الخارجية المصرية في قسم إدارة الهيئات سنة 1964م حيث مثل بلاده في بعثتها الدائمة لدي الأمم المتحدة في نيويورك وفي جنيف.
استقال البرادعي من منصبه بوزارة الخارجية المصرية إعتراضا على بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد بعد عمله بها حوالي 20 عاما.
سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة، ونال سنة 1974 شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة نيويورك.
عاد إلى مصر في سنة 1974 حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية إسماعيل فهمي ثم مسؤولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث سنة 1980م، كما كان أستاذا زائرا للقانون الدولي في مدرسة قانون جامعة نيويورك بين سنتي 1981 و1987.
التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 1984 حيث شغل مناصب رفيعة منها المستشار القانوني للوكالة، ثم في سنة 1993 صار مديرًا عامًا مساعدًا للعلاقات الخارجية، حتي عُيِّن رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1 ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس وقد حصل على جائزة نوبل للسلام . هذه المؤهلات هي التي جعلت منه فاعلاً رئيسيا وقائدا لثورة 25 ومشاركاً قويا في الأحداث، وان كان غير متفرغاً وهذه أول خطيئة فوقت د محمد لم يكن كله مخصصا لمتابعة العمل السياسية بل توزعت بين القاهرة وأعماله الخاصة، لذلك كان من ضمن حنق القوي السياسية المشاركة معه أنه يغيب كثيرا عن الأحداث، وافتقاد القدرة التنظيمية وعدم وجود خبره للتواصل مع الناس في الشارع وفشله في عمل بوتقة يستطيع من خلالها أن يجمع الطيف الليبرالي تحت راية واحدة ” يصنع المستقبل من خلال الطريق الواقعي الوحيد وهو طريق الانتخابات “وأن كنا نعترف أن هذا فوق طاقة البرادعى أو غيرة لفساد الفاعلين السياسيين” وكان الرغبة المؤكدة لكل الأطياف السياسية هو الوصول للسلطة وهذا حقهم تماما ولكن كيف؟ هل من خلال الانتخابات؟ أم من خلال القفز على العملية السياسية الديمقراطية إلى فكرة التكليف المباشر من خلال المجلس العسكري وكان رؤية البرادعى، تكوين مجلس رئاسي أو تعيينه المباشر كرئيس أو رئيس للوزراء, كمرحلة انتقالية، لا يترشح بعدها لأي منصب سياسي وكان هذا حلاً مقبولا ومعقولاً ولكن تم رفض طلبة من المجلس العسكري 19 ولم نعرف حتى الآن لماذا رفض المجلس العسكري هذا الطلب الواقعي من قائد لثورة شعبية و هل هناك ما يشين د البرادعى ولكن برأيي المتواضع أن المجلس العسكري كان يخاف البرادعي لعدة أسباب 1 أن البرادعي لم يكن جزءا من الطبقة السياسية التي صنعها نظام مبارك، لذلك لم يكن متورطا في الفساد وكانت سمعته الدولية تحميه كما أن الكل متورط في لذلك وكان سيأخذ قرارات راديكالية يضار منها الجميع، بما فهم الجيش خاصة ضد الإمبراطورية الاقتصادية، كما أن الواقع يموج بالفوضي والتدخلات وعدم وجود خبرة سياسية للمجلس العسكري جعله يتخبط تخبطات مريعة، بعد رفضه وتحميل الأخوان المسؤولية، حدث له نوع من الغضب واليأس بسبب تجاهله، و بدأ يتخبط وظهر ضعف قدراته وتخبطه في ثنائية الدستور أولا أو الانتخابات أولا وانحاز البرادعى للدستور أولاً من خلال انتخابات جمعية وطنية لكتابة الدستور وكان رأي البرادعى أن الدستور أولا من خلال انتخاب جمعية وطنية يجعل الحياة السياسية تسير على أرضية سليمة فمن خلال الدستور يتم تحديد الإطار السياسية والمسؤوليات والواجبات وهذا الرأي له وجاهته لو كان للبرادعى والطيف الليبرالي وجود في الشارع يجعله قادر على ترشيح رموزا وطنية ليبرالية نزيهة تنجح وتكتب الدستور ثم أن الدستور في حد ذاته لا يضمن أي شيء لا يضمن حقوق ولا يحد من توغل وعنف السلطة والحامى الحقيقية هو في بناء ديمقراطية وحكومة منتخبة من خلال تمثيل في مجلس الشعب غير ذلك هراء وقد تكشف ذلك من خلال الشواهد التاريخية و فدستور 71 قبل التعديلات عليه كان رائع، ثم ماذا فعل الدستور الذي كتبه جمعية وطنية منتخبة من خلال مجلس شعب منتخب أو دستور من خلال تعينات السيسي وهل حمى دستور.
الأخوان الدولة وهل حمى دستور السيسي المواطن من القتل والتعذيب والسحل والاعتقال مع أن يوجد في هذا الدستور ما يحمي الوطن أو المواطن وكل طرف تمسك برأيه وهو يتصور أنه يملك اليقين ويملك أوراق لدحض خصمه، الأخوان من خلال الشارع والتيارات الليبرالية من خلال الميديا، وأن أستغرب من الخوان في عدم رضوخهم للانتخابات مع أن تكوين جمعية وطنية من خلال الانتخابات سيكون في صالح التيارات الإسلامية ولكنه الاستعلاء والصلف الذي جعلهم لا يخضعون لأقلية في الشارع وكان هذا سيؤدي لخروجهم رابحين اكثر من 70 % من تمثيل الجمعية الوطنية . ثاني هذا الخطايا هو الاقتراح الكارثي “أن يكون الجيش هو ضامنا لمدنية الدولة من خلال نص دستوري يحق للجيش التدخل في حالة وجود خطر يتهدد هويتها والتقط الجيش الإشارة وظهرت في شكل وثيقة السلمى والذي حدثت على أثرها مجزرة محمد محمود ومجلس الوزراء، الخطيئة الثالثة للبرادعى هى تصميمه على مرجعية الأزهر من خلال الدستور وكان حجة البرادعى هو كبح تطرف شيوخ الزوايا والفضائيات وخاصة من ينتمون لحزب النور، وتم إلباسها بعد ذلك للإخوان وللتيار الديني والذي أصبح عائق أساسي للعملية السياسية وظهر ذلك في قضية الصكوك، رابع خطيئة للبرادعى هى تفاوضه السري مع دول أجنبية للانقلاب على العملية الديمقراطية والتى استمرت حسب كلامه لمدة 6 أشهر ومناشدته الدول الغربية للتدخل ضد الرئيس محمد مرسي.
محمد البرادعى في النهاية أخفق وارتكب أخطأ تصل حد الجريمة وواحد أساسي من صناع ثورة 25 يناير وواحدا أيضا أساسي من الثورة المضادة التي هزمت ثورة 25 يناير لتقوم من جديد ثورة عارمة تدفع ضريبة ثقيلة ولكنها في النهاية ستزيح كل الجثث التى تكبس على روح المحروسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا