الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الشمولية الدكتاتورية التي لا تؤمن بثقافة الإختلاف تكون نقمة على شعوبها

عبدالجبار شاهين

2014 / 3 / 25
القضية الكردية


أن تكون مختلف فى الرأى فهذا من الامور التى يجب التسليم بها لأن الثقافات والأفكار تختلف وكذلك البيئة والخبرات،من ناحية أخرى الإختلاف فى الرأى له عدة منابع أخرى أهمها إختلاف زاوية الرؤية فقد ينظر لموقف من منظور رؤية عاطفية أو إجتماعية أوسياسية أو غيرها، لكن يبقى مدى تقبلنا إلى وجهات النظر الأخرى ومدى إحترامنا لها حتى ولو كانت على نقيض الإتجاة تماماً.
إن التربية على العصبية الحزبية التى تمتاز بها الأحزاب الشمولية والتي تمجد الفرد وتألهه. وعصبية الأنا والفرد تؤدى إلى عصبية الرأى الذى ينبع من فكرٍ واحدٍ لايصب إلا فى مصب التعصب والإنغلاق على أفكار ومعتقدات لا تتفق إلا مع ما تربيت عليه ولامجال أمام فكرة جديدة أو رأى مصحح إلا الوأد أو البتر أو الحرق مهما كانت الوسيلة أو نتائجها، وبالتالي نتاج هذا الفكر هو خلق قطيع من العبيد لا ينفع إلا للتصفيق وأمرك مولاي دون أدنى تفكير في الأمر.
فالتعصب لرأي واحد يقوم بغلق العقل وتعطيله تماماً ولا يعطى له المساحة الرائعة من فضاء التفكير التفاعلى والتحليل المنطقى الغير مقيد.
إذاً فمن لايعرف ثقافة الإختلاف يحرم نفسه من متعة التفاعل الإنسانى وإكتساب الخبرات فكم من فكرة مضادة كان بالإمكان أن يصنع منها فكرة عظيمة مع التحوير أو التبدل لجزيئة مهما تكن صغيرة قد يكون فيه المنافع الجمة للمجتمع ككل والصالح العام.
إن من لا يعرف هذه الثقافة ومن لا يتذوقها بكل تأكيد يصنع عداوات وأحقاد ونفور بينه وبين من يختلف معه، ورغم انه كان من الممكن ألا يقتنع ويخرج بصديق أو يقنعه ويصحح خطأ قد ينتشر لو اتسم بالدماثه وحسن الحوار والإبتسامة، ومن لا يعرفها يرجع تعصبه لرأيه إلى افتقارة إلى الفكر الذى لا يكون الإنسان متحليا بثقافة الاختلاف فيه إلا عندما يمتلك قدرا من الفكر به يرد بالحجة والمنطق ويكون له القدرة على إبتلاع غضبه أو إستفزازه وإخراج الإبتسامة الحسنه التى تقرب ما بين الشتيتين فكريا وقد يلتقيان وقد لا يلتقيان لكن بكامل الاحترام والتقدير.
اذاً فالأحزاب الشمولية والتي لا تقبل بالآخر المختلف معه بالرأي لا يجلب سوى الدمار والخراب والكثير من العدوات في شتى مجالات الحياة وبين شتى مكونات المجتمع الذي ينمو فيه هكذا أحزاب ، ومن أهم نتاج هذه الأحزاب هو خلق قطيع من العبيد بتربيتهم على فكرٍ واحد ونهج واحد وفلسفةٍ واحدةٍ وأسرهم ضمن إطار واحد دون عقل يعمل أو رأي يٌصوب.
إن الاحزاب الشمولية التي تتشبث برأيها ولا يمكن لها أن تقبل اي رأي آخر خارج دائرة فلسفسته لا يمكن لها أن تكون ممثلة كافة فئات الشعب لسبب بسيطٍ جداً ألا وهو عدم قبوله لأي رأي آخر مختلف معه ، فلا يمكن لمجتمع بأكمله أو شعب بأكمله يلقى قبولاً لفكرٍ واحدٍ من لونٍ واحدٍ وليس هناك على الكرة الأرضية قاطبة شعب يفكر بطريقة واحدة وفي بوتقة فكر واحد وإلا لما كان هناك تطور وتقدم في المجتمعات البشرية.
هكذا نرى ان تلك الأحزاب الشمولية المتشبثة برأيها لا تكون سوى نقمة على شعوبها وهناك الكثير من الأمثلة في التاريخ القريب والحالي عن الأحزاب الشمولية التي دمرت شعوبها عندما كانت تحكمها ، وكيف أن هذه الشعوب نالت حريتها وتطورت وتقدمت عندما تخلصت من تلك الأحزاب الشمولية الدكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي