الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تقرير: بلوشستان... حرب لا أضواء عليها
عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
2014 / 3 / 31
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريراً، لمراسلتها كارلوتا غال، عن القائد البلوشي الباكستاني براهمداغ بوغتي الذي يعيش في منفاه السويسري، وتحدثت عن دوره في ازدياد ضراوة حرب استقلال إقليم بلوشستان في باكستان.
فالتمرد البلوشي في الإقليم ليس حديث العهد بل ممتد إلى عشرات السنين لكن على نحو متقطع، حيث يطلق عليه اسم "حرب باكستان القذرة"، بسبب العدد المرتفع من الأشخاص المختفين والقتلى على جانبي النزاع. ورغم ذلك فإنّ هذا النزاع لم يجذب الأنظار عالمياً، وذلك لأنّ تلك الأنظار موجهة أساساً ضد طالبان والقاعدة في المناطق القبلية من باكستان في إطار ما يسمى "الحرب على الإرهاب".
يصر بوغتي على أنه زعيم سياسي فحسب، وأنّه لم يكن ضالعاً في النزاع المسلح ضد الحكومة. فقد علق في هذا النزاع القائم بين جده الوزير السابق نواب أكبر خان بوغتي زعيم قبيلة بوغتي، وبين حاكم باكستان العسكري في ذلك الوقت برويز مشرف الذي هدف إلى السيطرة على إقليم بلوشستان الغني بالموارد الطبيعية، من أجل إنشاء قواعد عسكرية في الإقليم الذي يدعو القوميون البلوش إلى استقلاله أو توزيع الثروات فيه بشكل متساوٍ وتمكين أهله من السيطرة على الغاز والموارد الطبيعية فيه.
وكان بوغتي قد شهد قصف الجيش الباكستاني لمنزل جده عام 2005 ما دفعه للهرب معه إلى التلال حيث كان جده يبلغ من العمر يومها 80 عاماً وشبه عاجز، فعاشا في الكهوف طيلة أشهر قبل أن يحاول الجيش الإمساك بهم في آب (أغسطس) 2006 حين أفلت منهم لكنّ جده لم يتمكن من ذلك. وشاهد بوغتي بعدها اعتداءات الجيش على مدينته بالطائرات والهيلكوبترات والقوات الجوية، وفي مساء اليوم الثالث أعلنت الحكومة بنبرة انتصار أنّ نواب بوغتي قتل. ويؤكد بوغتي أنّ 32 شخصاً من البلوش قتلوا مع جده. وبعد يوم من ذلك اجتمع مع القادة المقربين منه حيث ألحوا عليه للمغادرة والنجاة بنفسه.
عندها كان لا بد له من الذهاب إلى أفغانستان حتى ولو كانت تعاني من الحرب مع طالبان، فإيران وباكستان تعاديان البلوش. وفي أفغانستان تمكن من جلب عائلته أيضاً، لكنّ الأوضاع لم تكن هادئة فقد استهدف بوغتي بهجمات انتحارية من طالبان والقاعدة بتحريض من باكستان ضده، حيث وقع انفجار واحد على الأقل استهدف بوغتي في منطقة وزير أكبر خان في كابول بحسب الإستخبارات الغربية والأفغانية.
كما أنّ الحكومة الباكستانية اعتبرت بوغتي إرهابياً ورئيساً للجيش الجمهوري البلوشي، ولم تخف نيتها في القبض عليه أو قتله. وتردد أيضاً أنّها طالبت أفغانستان بتسليمه. بعدها طالبت الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء الناتو بنقل بوغتي إلى مكان آخر، حيث رحّل في تشرين الأول (أكتوبر) 2010 مع عائلته إلى سويسرا باعتباره لاجئاً سياسياً.
ومع أنّ بوغتي يدعم النشاطات السلمية، لكنه يتفق مع الثوار في مطالبهم باستقلال البلوش، ويقول: "أدعم النضال السياسي وفكرة التحرر لأنّ البلوش يطالبون بذلك". وهذا ما دفعه لتأسيس حزب سياسي بعد فترة قصيرة من مقتل جده. فقد أدى مقتل الجد بالإضافة إلى سياسة بوغتي المعارضة للحكومة وعمره القصير دوراً في استقطاب الجماهير البلوشية إليه حتى من خارج قبيلته امتداداً إلى متعلمي الطبقة البلوشية الوسطى والحركات الطلابية، حيث عين الحزب ممثلين له في كل المناطق.
وقد أثبت الأمر لبوغتي أنّ أهل بلوشستان ما زالوا يؤمنون بالتغيير السياسي، حتى ولو جاءه العقاب الحكومي سريعاً مع مقتل ثمانية أعضاء في الحزب واختطاف خمسة أعضاء آخرين منذ إعلان الحزب عام 2007، كما أجبر القادة الكبار إلى الذهاب للمنفى. حتى أنّ أمين عام الحزب الجنرال بشير عظيم الذي يبلغ من العمر 76 عاماً سجن لشهرين تحت التعذيب وضرب وعلّق من قدميه، وكل ذلك موثق من قبل منظمة هيومان رايتس ووتش.
وفيما يؤكد العديد من المسؤولين الحكوميين في باكستان أن لا سيطرة للحكومة على القوات المسلحة حتى ولو انتهى حكم مشرّف، وهذا ما يجعل القبضة العسكرية على إقليم بلوشستان مستمرة في القمع بحسب بوغتي الذي دعا من الولايات المتحدة إلى قطع المساعدات عن الجيش الباكستاني. فهو يعتقد أنّ ذلك سيؤدي إلى "منع الجيش الباكستاني من استكمال عملياته" في بلوشستان التي يطالب "99 في المئة من شعبها بالحرية" برأيه.
وفي النهاية يحذر بوغتي من أنّ الشعب البلوشي لن يبقى طويلاً على سلميته في مواجهة القتل والإغتيال والخطف والتعذيب، بل سينضم أفراده إلى "المقاومة المسلحة". ويختم قائلاً إنّ الأمل في التغيير من الداخل ضئيل، ما يدفعه لطلب تدخل الأمم المتحدة والدول الغربية في بلوشستان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر