الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي مرشح اليسار لرئاسة مصر

حسام الحداد

2014 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هذا ليس عنوانا مجازيا لجذب القارئ لإستكمال قراءة المقال ، بل هو واقع وحقيقة تؤكدها ممارسات الأحزاب السياسية والتي تنتمي لتيار اليسار المصري والتي تتكون لجانها المركزية من القيادات التاريخية لهذا التيار والتي طالما ناضلت ضد القهر والديكتاتورية والإستبداد ومن اجل ترسيخ قواعد الديموقراطية والحرية في المجتمع ، هذا التيار الذي دوما ما كان يعلمنا ان الدولة والنظام الرأسمالي يستخدمون قوة الجيش والشرطة لكبت الشعوب وقهرها وان الآلة العسكرية هي من أهم أدوات النظام للقهر ، وهو نفسه التيار الذي عارض الدولة الناصرية كثيرا وقام عبد الناصر بزج قياداته في السجون إلى ان حل الحزب الشيوعي المصري نفسه عام 1965 رغم تهافت مبررات الحل التي قدموها وما زالوا ، ذلك التيار اليساري الذي عارض دولة السادات ومن بعده المخلوع مبارك والذي رفع شعار أيام مبارك " لا للتوريث، لا لحكم العسكر" وكان يتبنى ترويج هذا الشعار الحزب الشيوعي المصري وحزب التجمع وغيرهم من الأحزاب اليسارية العلنية منها والسرية، هذا التيار نفسه الذي لم يتفق على مرشح سياسي واحد في الانتخابات الرئاسية 2012 بل دفع باكثر من مرشح كان من بينهم حمدين صباحي وابو العز الحريري وخالد علي ، ولم يستطع ايضا توحيد صفوفه في الانتخابات البرلمانية التي سبقت الانتخابات الرئاسية فتحالف حمدين صباحي وحزبه مع الإخوان وحلفهم المتأسلم وهما منه بان هذا الحلف سيقف معه في الإنتخابات الرئاسية ، هذا التيار الذي يعتبر تاريخيا أقدم من الأخوان والذين تشكلوا 1928 وكان هناك حزب اشتراكي في مصر 1916 اذا لم تخونني الذاكرة .
هذا اليسار المصري اتخذ موقفا مغايرا الآن فقد اتخذ طرقا غير الطريق ففي هذا الأسبوع ومجرد ما أعلن المشير عبد الفتاح السيسي عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة 2014 قام اليسار المصري بالأتي:
اولا: أعلن الحزب الإشتراكي المصري انه قام بعمل 11 ألف توكيل للمشير السيسي
ثانيا: أعلن حزب التجمع في كثير من المحافظات من بينها القاهرة والقليوبية فتح مقراته للحملة الانتخابية للمشير السيسي.
ثالثا: أعلن الحزب الناصري الذي كان ينتمي له حمدين صباحي تأييده للمشير السيسي وانه سوف يعمل ضمن حملته الانتخابية.
رابعا: اعلان بعض الشخصيات القيادية في التيار اليساري تأييدها للمشير السيسي.
هذا ومازلنا في الأسبوع الأول من فتح باب الترشح ولم تعلن بعد أسماء المرشحين ولم يتقدم حتى الأن أي من المرشحين المحتملين بتقديم برنامجه السياسي الإقتصادى الذي يتم تقييمه على أساسه كما علمنا اليسار المصري حتى نعرف كيف نحاسبه ونضع آليات لهذه المحاسبة طبقا لبرنامجه، فلقد وعدنا المعزول مرسي بأشياء سوف ينجزها في أول 100 يوم وحينما لم يستطع انجازها خرجنا عليه وقلنا أنه لا يصلح وأسقطناه، فما الذي وعدهم به المشير عبد الفتاح السيسي حتى يهرولون إليه بهذه السرعة وبهذه الطريقة؟
هل هناك اتفاق ما تم بين المشير السيسي او من يقوم على حملته الانتخابية وبين قيادات اليسار المصري التي هرولت لتأييده؟
أم ان اليسار المصري تحول من مكان المعارضة وأصبح في السلطة ونحن لا نعلم ؟ أسئلة كثيرة تراودنا وتدور في أفكارنا ولم نجد اجابات موضوعية له والإجابة الأقرب ان اليسار المصري يستكمل المشهد العبثي الذي نشاهده جميعا في مصر الان . لن الأحزاب والحركات السياسية اليسارية في مصر تؤكد فشلها بهذا الإختيار هذا الفشل الذي ظهر جليا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة ويتأكد الآن حيث أنها فشلت على مدى قرن من الزمان في انتاج بديل برلماني أو رئاسي تقدمه للشعب المصري وبعد موجتين ثوريتين هائلتين ردد الشارع المصري فيهما شعارات اليسار الا ان هذا اليسار غائب عن المشهد السياسي فما بالك لو تحدثنا عن المشهد الثوري .
وأخيرا وليس آخرا كلمة أوجهها لليسار المصري ، ان تأييدكم للسيسي ليس نجاح له بل هو تأكيد لفشلكم ولا أقول هذا لدعوة هذا التيار لتأييد مرشح آخر أستغفر الله ان أبلي بهم أي مرشح فهم دائما لا يثبتوا لنا الا فشلهم. وان كنتم تريدون الوجود الحقيقي على الساحة السياسية الأن قوموا بمراجعة أنفسكم ومواقفكم على مدار تاريخكم وحدوا صفوفكم اتفقوا ولو مرة واحدة على شيئ سوى الخلاف فعلوا ما علمتونا اياه " النقد والنقد الذاتي " ولكم في تجربة شيلي" سيلفادور الليندي " اسوة حسنة فاتبعوها . وتوقفوا عن عبادة الأوثان والسلفية التى تتعاملون بها مع مقولات من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، اقرأوا جيدا الواقع وارسموا خريطة طبقية لمجتمعكم وانتم تعلمون جيدا اين تقفون وبجانب من .
وسؤالي الأخير لكم هل سيادة الفريق عبد الفتاح السيسي سوف يتبنى أحد برامجكم في تحقيق العدالة الإجتماعية ، هل يقوم باعادة توزيع الثروة ، هل يتخلص من التبعية للنظام الرأسمالى العالمي ، وما موقفه من العولمة ؟
أنتظر اجابتكم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيسي مرشح الانقلاب
عبد الله اغونان ( 2014 / 4 / 6 - 00:05 )

المتوقع الجديد
السيسي في اليمين والأحزاب في اليسار
ودعاة الشرعية في الشوارع والجامعات
المخطط انهاك الشرطة والجيش عدة شهور
الى أن ينتحب السيسي رئيسا وليس له أنصار وبرنامج فيتهاوى ساقطا
كما تهاوى حسني مبارك
الوضع الاقتصادي صعب فقد يصعب الحصول على الرغيف والفرخات وربما حتى الفول
تنقطع الكهرباء ويسود الظلام ليلا ونهارا

هذا هو المتوقع
والله أعلم

اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757