الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا هم مختلفون؟؟ -5- التطرف في المشاعر والعلاقات

اكرام نجم

2014 / 4 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



لو راقبنا الثقافة العربية من بعيد وقارناها بثقافة الغرب التي يدعي الجهلاء وبدائيي التفكير والنظرة بانها ثقافة فاسدة ومتفسخة , لوجدنا ان احد اسباب تاخرنا هو تطرفنا في كل شيء الامر الذي استفذ طاقاتنا واعمارنا واموالنا ومواردنا , فاذا احببنا بالغنا وتطرفنا بحبنا لللاخر وغمرناه بالرعاية والاهتمام والغيرة ومصادرة رايه , حتى نحول المحب الى عبد نسجنه في مشاعرنا , ولا نسمح له بالتنفس للتعبير عن مشاعر الاستياء او الرفض او الغضب او الاحتجاج على سلوكنا تجاهه , واذا لم نتفق مع من نحب لسبب او اخر فيتحول حبنا الجنوني هذا الى كره وحقد وبغض جنوني ايضا , ونبدأ بالبحث عن اية وسيلة ننتقم بها من الذي جننا في حبه بعد ان كانت الحياة ليس لها معنى بدون وجوده فيها, ونتحول الى وحوش في ردود افعالنا ونحاول تشويه كل شيء في الذي احببناه , حتى لو كان هذا الامر النيل من سمعة وشرف من احببناه , لا نعرف كيف نحترم مشاعر الاخر وعدم انسجامه معنا , او اختلافه معنا , لانعرف كيف نتقبل ذلك وان نتمنى للشخص الذي جننا به يوما ما الحياة الافضل والسعادة مع شريك اخر , لكن على العكس نرى في ثقافتنا ومجتمعاتنا اذا ما فشل مشروع حب او زواج بين شخصين , يعمل الطرف الخاسر على استخدام كل الوسائل الشريرة لتخريب وهدم حياة الغالب او المنتصر , نعم لان علاقتنا ببعض لاننظر لها كعلاقات انسانية نبيلة بل ننظر اليها على اساس الربح والخسارة الغالب والمغلوب .
اما في المجتمعات المتقدمة , فيحترم كلا الشخصين اصحاب العلاقة راي واختيار الاخر , وينظر لللامر بشكل عقلاني ومتحضر , واي من هذين الطرفين لايسمحان لانفسهما ان يعيش مع شريك لايحبه , ولا يسمح لنفسه ان يعيش مع شريك من اجل الشكل الاجتماعي ويقوم بخيانته بالسر, وكما يحصل في مجتمعاتنا اذ يمتلك كل الرجال العرب اكثر من عشيقة في السر الى جانب زوجته , فالانسان في تلك المجتمعات يحترم الحرية الشخصية ويحترم الفرد واختياراته وهذه هي من اهم الاسباب التي جعلت تلك المجتمعات تنعم بالسلام والعدالة والرفاهية , كما ان المراة التي هي غالبا ما تكون ضحية التطرف في الحب والمشاعر , اذ تتنازل في مجتمعاتنا عن الكثير من حقوقها الانسانية وحقوق اطفالها من اجل ارضاء المجتمع وحماية نفسها من النظرة القاصرة والاحساس بالذنب اذا ما انفصلت عن زوجها, كل هذا يمرر تحت مسمى الثقافة والعادات والتقاليد والدين , في حين يؤدي كل هذا الى تفسخ المجتمع من خلال ممارسات لا اخلاقية تمارس في الخفاء تمردا على الاضطهاد الادمي الذي تتعرض له , كما يؤدي هذا الى تفسخ الاسرة وبالتالي المجتمع.
هذا الامر لاينطبق فقط على العلاقات العاطفية بين المراة والرجل بل في جميع علاقتنا الشخصية مع اخوتنا واصدقائنا وزملاء العمل وجيراننا , فنحن متطرفون في علاقتنا مع كل هؤلاء , في حبنا واخلاصنا لهم وفي كرهنا وحقدنا وغدرنا لهم وايذائهم , قد يرجع البعض ذلك الى التربية العربية التي توارثناها من ابائنا واجدادنا , ولكن اليس من المنطق ان نعيد النظر في تلك التربية والثقافة التي اكل عليها الدهر وشرب , الم يحن الوقت لقيام المتنورين من علماء الاجتماع والنفس في مجتمعنا العربي لبناء او تقديم نظريات تربوية وثقافية جديدة تغيير تلك الثقافة المهترئه التي تشجع على التطرف في كل شيء ؟؟؟ خاصة ونحن نعيش اليوم عالما منفتحا في كل شيء ,وان ثورة المعلومات والانترنت فتحت جميع ابواب ثقافات العالم على بعضها البعض ’ اليس من الحري بنا ان نتعلم من الثقافات الاخرى الامور التي تجعلنا نكون معتدلين في افكارنا ونغير نظرتنا لللامور ولعلاقتنا بالاخر ؟؟
وللحديث بقية !!!!
لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على