الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروائية المغربية زكية خيرهم في حوار خاص: الشرف الحقيقي للمرأة هو عفة عقلها وروحها وطهارة ضميرها

عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)

2005 / 7 / 14
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


إتخذ البعض من الصحافيين هذه المهنة للصعود ولكن الى الهاوية

رواية ( نهاية سري الخطير ) صرخة للفت الأنظار الى واقع المرأة

أجرى الحوار : عبدالكريم الكيلاني

خيرهم زكية روائية مغربية أصدرت روايتها ( نهاية سري الخطير ) لتدق ناقوس الخطر من مستقبل مجهول يحيط بالمرأة في العالم العربي .. فأحدثت الرواية جدلا عقيما بين مؤيد ومعارض لما جاء في أحداث هذه الرواية التي نفذت من الاسواق بسرعة كبيرة وترجمت الى لغات كثيرة .. حتى إتهمها البعض من أن هذه الرواية هي سرد لقصة حياتها فأحببنا أن نسلط الضوء أكثر على كل ماقيل عنها وعن الرواية فكان لنا معها هذا الحوار الذي غلفته الصراحة والجرأة وأحاطته هالة من الشجون في كل مايتعلق بأدب المرأة وسألناها أولا :


نهاية سري الخطير رواية أحدثت جدلا واسعا في الاوساط الأدبية فمنهم من أتهمك بالتمرد على الدين الأسلامي الحنيف ومنهم من إتهمك بالخروج عن القيم والتقاليد العربية والدعوة الى الانحلال ماردك على هذه الاتهامات؟

الدين الاسلامي دين واسع يدعوا للتسامح والمحبة والرقي ويعطي للمرأة مكانتها التي تستحق ولاأحد يجرؤ على هذا الدين العظيم الذي جاء منقذا للبشرية من جهلها وانزوائها في جحر التشرد والضياع لحقب طويلة ولكن مع الاسف هناك من يحاول تحريف هذا الدين حسب مايشتهيه وما يفكر به وهذا خطأ فادح سيودي بالعالم الاسلامي الى مزيد من الصراعات وسيعكس صورة مشوهة لمباديء الدين الاسلامي الصحيحة .. وأنا في روايتي ( نهاية سري الخطير ) الذي أحدث جدلا واسعا في الآوساط الادبية لم أتعرض لهذا الدين ولايمكن أن أفعل ببساطة لأنني أؤومن به وأدافع عنه ولكنني هنا حاولت أن أزيح الغشاوة عن أعين الجهلاء والمستبدين الذين يفهمون هذا الدين بشكل خاطيء ويظلمون المرأة ويهضمون حقوقها لأنها كائن ضعيف لاحول لها ولاقوة .. والاعراف والتقاليد في الكثير من البلدان العربية لازالت تعاني من وباء قاتل وفايروس خطير يجب أن نكاتف جميعا للقضاء عليه .. فالمفاهيم الخاطئة التي أصبحت دساتير لدى البعض يجب أن تتغيير فالعالم يتغيير ونحن لازلنا نراوح في اماكننا
الرواية عبارة عن قصة لفتاة شرقية تحاول الدفاع عن عذريتها وتمرد البطلة وإزالة غشاء بكارتها ما هو إلا رسالة للعالم الذي تنتمي إليه.إن هذه الحملة الشعواء والمقالات التي قرأت بعضا منها على الإنترنيت لا ترقى لمستوى النقد. هي مجرد عواء من أناس عاديين لا علاقة لهم بالنقد ولا بالأدب وربما لم يقرأوا الرواية ولكنهم بنوا آرائهم على السماع من الآخرين وهؤلاء لا يثيرونني. أما نقد بعض النقاد فمنه ما هو سلبي ومنه ما هو إيجابي وهذا أمر طبيعي في كل الأعمال الأدبية وأنا تقبلتها وقد أستفدت من بعضها لأني أؤمن بأن النقد يوجه ويحسن أداء الكاتب. أما من يخلطون بين ما هو ديني وبين ما هو موروث فهذا شأنهم وهم أحرار.


في لقاء أجرته ( العربية نت ) معك إعترفت بأن زكية خيرهم هي نفسها غالية بطلة الرواية كما جاء على لسان أشرف الخضراء الذي التقى بك وأنك تزوجت طبيبا سودانيا زواجا شكليا , مامدى صحة هذا الأمر ؟

أما عن الصحافي أشرف الخضراء فقد كان حاضرا في مؤتمر عقد بأسلو مؤخرا شارك فيه العديد من الكتاب العرب ومنهم عبد الوهاب البلوكي و الكاتب الكبير الطيب صالح والبروفيسور كنفور ميدل و سفيرة تونس وممثل الحكومة النرويجية وصحافيين من النرويج ومنظمة اليونسكو كما شارك معنا الدكتور فهد الطياش رئيس تحرير جريدة المجلة. صراحة أنني استغربت عند قراءة ما كتبه الصحافي اشرف حول الرواية والتلفيق المتعمد للأحداث .. أنا لم أجر معه حوارا ولكن التقيت به صدفة وحدثته عن كتابي الثاني الذي سيصدر قريبا باللغة الإنجليزية والنرويجية. أهديته روايتي حتى يقرأها وحدثته بإيجاز عن فحوى الموضوع وعن تمرد بطلة الرواية. فلوكانت القصة حقيقية لما ترددت عن الاعتراف به وإقراره ولكنني قلت له نعم حقيقة الواقع 90 في المائة من الواقع المر والمبكي في مجتمعنا والباقي خيال وإيحاء. واقعنا العربي بازدواجية ضميره وازدواجية طريقة تفكيره. حقيقة مفهوم الشرف عندنا وحقيقته في الرواية. الشرف الحقيقي للمرأة هو عفة عقلها وروحها وطهارة ضميرها والطريقة السوية التي تربت عليها ولي بقطرات دم قد يأتي بها من أقلام أ لوان أو دم دجاجة أو بعملية صغيرة عند الطبيب أقول له إن الطبيب يصحح ذلك التمزيق في اقل من 5 دقائق. كفانا جهلا وكفانا غباء ا وكفانا ارتكابا للجرائم باسم الشرف وتحت غطاءه ... مجتمعاتنا مليئة بالبارات والديسكوات وبيوت الماخور والملاهي الليلية وللأسف أين..!!؟ في الأماكن التي تحاكم فيه المرأة يوميا وتعاقب عن جريمة شرف كان وراءها رجل.سألني اشرف أن يكتب عنها ..فقلت له أكتب ..لكنني فوجئت عند قراءة المقال بذكر أشياء وهمية من خياله العقيم فكل ما قاله عن شخصي ليس حقيقيا وأنا لست هنا لأتحدث عن حياتي الشخصية أو أبرر لأحد .. الأحداث أحداث قصة في الرواية متشابكة ببعضها قصدت ذلك حتى أظهر هذا الواقع العربي باختلاف عاداته رغم ان ديننا واحد. وقرآننا واحد



ترجمت رواية ( نهاية سري الخطير ) الى لغات حية عديدة بسبب الطرح الجريء والاسلوب المميز الذي إعتمدته في سرد أحداثها والخروج بأسئلة حول واقع المرأة العربية والظلم الذي وقع عليها فالرواية بمثابة رسالة أو صرخة مدوية لأسماع العالم صوت المرأة العربية وهمومها .. ماقولك ؟؟

ترجمت روايتي الى لغات عديدة منها ( الانكليزية .. والنرويجية .. والسويدية .. وهي تترجم الان الى اللغة الهندية ) لمافيها من قيمة أدبية ورسالة أحببت أيصالها للأنسان في كل مكان .. وأتمنى أن تصل الى كل بيت وكل مكتبة فهي
صرخة للفت الأنظار إلى واقع المرأة الذي يزداد تخلفا وقمعا لها. فأنا لست أول واحدة ولن تكون الأخيرة التي تطلق صراخها للفت الأنظارإلى واقع المرأة الذي يزداد سوءا وانحدارا. فأنا لا أعتبر نفسي قد أتيت بجديد في هذا المضمار ولكنني عبرت عنه بمشاعري الخاصة وعفويتي وبأسلوبي العفوي وهذا ماافتخر به..


إن مجتمعاتنا تسير نحو التخلف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بسرعة ضوئية وهذا ما يفسر شيوع الصحافة الهابطة التي تسعى الى خلق صورة مشوهه للواقع ورؤية معاكسة لكل ماهو نقي . الصحافة هي عين الحقيقة وهي السلطة الرابعة التي يعتمد عليها الانسان في أموره الحياتية لكشف مواطن الضعف والخلل وتقويمه عبر نقل الواقع لا تحريفه حسب نزوات شخصية ومطامح فردية .. فاتخذها البعض من الدخلاء على هذه المهنة الشريفة سلما للصعود ولكن الى الهاوية لأن الانسان العربي ذكي جدا فهو يستطيع فرز الصدق من الكذب .. وهذا لايعني عدم وجود اقلام حرة تعمل من اجل الحقيقة فقط .. ولولا هؤلاء لكنا الان على شفا حفرة من الهاوية والضلال .. أما المشهد الاعلامي فأنا متأكدة بأنه سيكون بخير إذا ماتصدينا لكل من يحاول تشويه صورته النقية .. ووجهه الناصع..




هناك توجس مشوب بالحذر من قبل أغلب الكتاب والروائيين في التعامل مع قضية المرأة والغور في أعماق الأشكاليات التي تحيط بيئتها الشرقية إلا ماندر .. ترى ماالسر وراء هذا الخوف وكيف نستطيع التغلب على هذه المشكلة تحت ظل الظروف والمستجدات التي تحيط بنا حاليا؟؟


هذا السؤال يوجه للمثقفين فأنا لا أستطيع التعبير عن مشاعرهم ووجهات نظرهم، لكن ما ألاحظه أن البعض من الكتاب والروائيين في بعض البلدان العربية مقيدون بعوامل خارجة عن إرادتهم يخشون من الأرث الخاطيء والسياسات الخاطئة في تلك البلدان ولكن ظهرت أصوات كثيرة ساهمت وبشكل واضح في إظهار معاناة المرأة العربية والظلم الذي يقع عليها في كل زمان ومكان كما أنهم للأسف يخشون من أخذ المرأة لمكانتها الحقيقية ومساهمتها فعليا في اتخاذ القرارات ، فهم يحبذون المرأة التقليدية التي لا هم لها إلا شؤون البيت ولا علاقة لها بالثقافة ولا بالسياسة ..لا من قريب ولا من بعيد. فالمرأة المثقفة تشكل رعبا لبعض المثقفين وليس من دافع لهذا إلا الرعب من فقدان الرجل لمركزه في العائلة وسيطرته على أفراد أسرته.

هل تخشين من النقد الأدبي الذي يعد بمثابة رؤية خاصة من زوايا متعددة لأي عمل إبداعي ؟ وهل ترين إن النقاد الذين كتبوا عنك أنصفوك أم لا ؟؟

فن النقد الأدبي من الفنون الصعبة والمهمة في نفس الوقت فالناقد هو العين التي ترى ما لايراه الكاتب في بعض الاحيان ومن واجب الناقد المساهمة في فرز النتاجات الادبية والاشارة الى ماهية النص وإظهار مفاتنه وعيوبه بطريقة حيادية بعيدا عن المهاترات والطعن والتجريح فالناقد هو الجراح الذي يساهم في احياء النص الادبي عن طريق اجراء عمليات جراحية معقدة لجوهر النص من حيث اللغة وطريقة السرد والاسلوب .. فأنا لاأخاف النقد الذي يستند الى أسس متينة وعلمية .. بالعكس تماما أرحب بكل كلمة تقال عن أعمالي سواءا كانت هذه الكلمة سلبا أو إيجابا بشرط أن تكون حياديا ومن أجل العمل الأدبي والأبداع فقط لا ينجرف الى مهاوي بعيدة عن الادب...
بالية.

كيف تقرأين مستقبل المرأة في الوطن العربي في ظل التداعيات الحاصلة على الساحة إذا ماعلمنا بأن هناك حركة تجديدية بانت بوادرها في الأفق رغم التعتيم المتعمد لها ؟؟

رغم كل البوادر الإيجابيةفإني لا أجد ما يدعو إلى التفائل في مستقبل المرأة العربية، لأن حركة التخلف التي نشهدها اليوم في كافة مجالات حياتنا والتي تقمع الرجل على صعيد اسرته وعلى صعيد مجتمعه مستمرة و هذا الوضع ينعكس سلبا وقمعا على المرأة العربية وبرأيي أن المرأة العربية في عقدي الستينات والسبعينات كان حالها أفضل بكثير منه الآن. بالإضافة أنظر ما يحدث الآن، كل مشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لا تثير اهتمام الرجل بقدر ما يثيره جسد المراة ويبقى الحوار الأهم هو ما يجب ان ترتديهاالمرأة وكيف يحافظ الرجل على شرف نساءه، طبعا زوجته أخته ابنته، إن هموم المجتمع كلها انحصرت في جسد المرأة .أما الجسد الكبير جسد هذا الوطن الإسلامي الذي من المفروض إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى إذا خدش شيء من عرضه تداعت له كل الأمة الإسلامية، العجيب أن هناك أعراض هتكت في امتنا وانتهك شرف فسلطين والعراق أرضا وشعبا ولم تتحرك حمية هؤلاء البسطاء الذين يعتبرون أكبر شريحة في المجتمع إلا بعدما تحررت بطلة الرواية من بكارتها. فليذهبوا ويحررو شرف فلسطين والعراق إذا . أما وضع المرأة فلن يتطور ما لم يسبقه تحسن وتطور إيجابي في وضع المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان