الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي في الحكم مطلب عظيمي

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية




فتحت ثورة 14 تموز 1958 آفاقاً تحولية للقوى الوطنية بشكل عام فمن الحياة الحزبية الى الانفتاح العلني النسبي الذي أحدثته ثورة 14 تموز تمثل قفزة نوعية في تأريخ العراق المعاصر بالرغم من المماحكة التي رافقت مسيرة الثورة وانقسام الحياة الحزبية بين تيارين قومي-يساري ومن ثم تحول هذا الصراع لمحاولات من كلا الطرفين للبحث عن قوة يتمحور من خلالها جماهيرياً وسياسياً فوجد اليساريون أفكارهم وطروحاتهم تتقارب مع عبد الكريم قاسم فأصبحوا له مساندين مؤازرين بينما وجد القوميون ضآلتهم بعبدالسلام عارف.
وفي خضم التطورات الجديدة والتفاعل الجماهيري مع التيار اليساري المتمثل بالحزب الشيوعي العراقي الذي بدوره هيمن على المنظمات والنقابات المهنية التي يتمحور خلفها أعضائه ومؤيدوه من بينها نقابات العمال والفلاحين واتحاد الطلبة العام ورابطة المرأة العراقية إضافة الى تبوء عدد من أعضائه في المناصب الحكومية ولكنها كانت ثانوية،وبهذا الحضور الجماهيري الذي مثله الحزب الشيوعي وخصوصاً في مسيرته المليونية في الأول من أيار 1959 مردداً شعار "عاش زعيمي عبدالكريمي الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي"،فأصبح من الضروري أشراك هذا الحزب الذي يمتلك قوة جماهيرية واسعة ومؤيدة لحكم قاسم في نفس الوقت لاسيما مؤازرته لقاسم إبان مؤامرة عبدالسلام عارف ومحاولة انقلاب رشيد عالي الكيلاني مختتماً مطالبته بما حققه من مساهمة بالقضاء على انقلاب عبدالوهاب الشواف في الموصل.
فإيقن عبدالكريم قاسم بضرورة إسكات هذا المارد المؤازر لحكمه فبدأ يحاول إسناد منصب وزاري يشغله الشيوعيين فاستدعى بصدد ذلك مكرم الطالباني مدير انحسار التبغ لإقناعه بتبوء منصب وزاري يمثل الحزب الشيوعي العراقي فبادرني بالسؤال"هل لديك اهتمامات بتنظيم المدن؟ ولحد الآن أجهل لأي شيء طلبني قلت:أن تنظيم المدن من اختصاصات الفنيين والمهندسين ماذا تقصد سيادتكم باهتماماتي و انا رجل قانون؟، قال:أريد ان تتولى منصب وزير البلديات هل لديك مانع،أم تريد شروطاً، قلت:أن ثقتكم هذا أهم من تولي المناصب وان صلاحيات الوزير محددة ومدونة بموجب القوانين..قال:ان احسنت أنت تعرف واجباتك جيداً ولكن لدي سؤال وهو في حال نشب خلاف بيني وبين حزبك فطلب منك الحزب الاستقالة خلافاً لرغبتي فهل تستقيل؟قلت أذا كان هذا السؤال واردا نعم أستقيل قال:أريد ان تشد أزري وتكون معي، قلت:أشد أزركم و اكون معكم طالما تشدون أزر الشعب وتكونون معه وحسب اعتقادي سوف لا يكون هناك تناقض بين الحزب الشيوعي وبينكم طالما يكون الاثنان مع الشعب،قال:نحن نفترض فرضيات فكان ردي بان الفرضيات لا تنطبق على الواقع لا تكون صحيحة الآن تجمعنا خدمة الشعب وأريد ان اوضح لسيادتكم ان الحزب الشيوعي رباني سياسياً وأفنيت شبابي في سبيل مبادئه وانأ على ثقة بان هذا الحزب سيناضل في المستقبل ايضاً في سبيل حرية الشعب وسعادته فهل تعتقدون اذا ادرت ظهري للحزب لنيل منصب وزاري سوف لا ادير ظهري لكم اذا لمح غيركم بمنصب آخر في المستقبل؟ قال أحسنت ولكن طريق خدمة الشعب طويل ومتفرع وقد لا يتفق الوطنيون على طريق واحد فيختلفون كل حسب اجتهاده فأنا أريد أن أختار زملائي ووزرائي من الذين يشدون أزري دائماً،فأشرت اليه انا مؤمن بان الطريق الذي سلكه الحزب الشيوعي لخدمة الشعب هو طريق أمن ومجرب وواضح لماذا نفترض الخلاف ونحن غير مختلفين وقد لا نختلف في المستقبل ايضاً فان اختلفنا فهل من الصعب على سيادتكم اختيار وزير بديل، قال: صحيح ان اختيار البديل ليس بأمر صعب ولكن اختيار وزير محنك ليس بأمر سهل، فأختتم حديثه قائلاً:على كل حال فكر بالموضوع وسوف نلتقي ثانية"،يبدو أن عبدالكريم قاسم ارد الابتعاد عن كل وعود مستقبلية لذلك التحالف الغير معلن بين الجانبين ويمكنه من نفض يديه من الشيوعيين في حال وصل التفاهم بين الجانبين لطريق مسدود.
وفي السياق نفسه،لم تقتصر محاولات قاسم على مكرم الطالباني وهو ما أشار اليه عامر عبدالله المقرب من عبدالكريم قاسم آنذاك ان قاسم عرض عليّ المشاركة في الحكومة فقلت ان ذلك لا يستهويني وإن عليه أن يخاطب الحزب ويحاوره في موضوع التمثيل السياسي.
ولكن يبدو ان قاسم ارد مشاركة الشيوعيين تشترط على أمرين هو أرضاء الشيوعيين بمشاركتهم في الحكومة هذا من جانب والجانب الآخر انه يحدد من يبوء له المنصب يكون من الموالين لسياسته ولكن الاثنان لم يستوزرا عندما وقع الخيار على الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرة للبلديات والأشغال وربما أن ان هذا الاختيار لم يكن على أساس اتفاق حزبي ولا على اساس اختصاص لأن نزيهة الدليمي طبيبة فقد اراد قاسم ان يستوزر عنصر نسائي لأسباب قد تكون دعائية لكسب ود المرأة العراقية التي حرمت من المشاركة في اي منصب وزاري منذ تأسيس الدولة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254