الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فانتازيا

شريف الغرينى

2014 / 4 / 15
الادب والفن


الذى أتى بك إلى هناك لم تكن سوى نزوة عابرة و"فانتازيا" تريد أن تعيشها فى غفلة من هذا العالم، لكنك دائما تخذل نزواتك هى عادتك تتراجع أمامها بمجرد أن تستدعيك تلك البقعة البيضاء التى ورثتها عن جد ما مبارك فى أجدادك ، أعرف أنك تتعجب من كلامى لكنى أعانى فراغا هذه الأيام جعلنى أفترش الأرض مبعثرا مذكرات قديمة ، اصطدمت أول ما اصطدمت بملاحظات دونتها فى "نوت" صغيرة عنك أيها الشريف ذو النزوات الناقصة؛ هكذ أسميتك فأرجوك ألا تغضب فذلك الإسم خير لك من أن أسميك بإسم أخر قد لا يليق بك، خاصة لو عرفت من أنا ؛ ولكن دعنى أذكرك بما فعلت فى تلك الليلة ، بمجرد جلوسك على الطاولة وعندما وضع لك "الجرسون" حوض الثلج وبه زجاجات "البيرة" نظر فى عينيك ليكشف فيها أنك تبحث عن ساقطة تراقصها وتلهو معها وتخرج بها مخمورا إلى بيتك الذى غابت عنه زوجتك لبعض الوقت لأنها ترافق أختها التى تضع مولودها ، لكن "الجرسون" ابتسم عندما قرأ ما هو ابعد من ذلك و عرف منك أنك تريد ساقطتين وليست واحدة ، أجال بصره فى المكان فالتقت عينه بهن فأتيا إليك طوعا ،إحداهن جلست على طاولتك دون مقدمات والأخرى جاءت تسأل عن "ولاعة" سجائر ربما تكون قد تركتها على طاولتك قبل أن تأتى أو حسبما أرادت أن تدعى لكنك اشعلت لها سيجارتها بولاعتك الانيقة وتصرفت" كجنتلمان" بعد ان دعوتها للجلوس وأنت تتفرس فى صدر تلك الشقراء و جسدها المكتنز داخل فستان يشبه جلد النمرة ،أما الأخرى فكانت سوداء سوادا إفريقيا طويلة تفوح منها روائح غريبة لكنها راوئح تتسرب إليك بلطف حتى تعتادها و مع ذلك كانت تحمل عينين قاتلتين تعيدك فى لمح البصر لكهوف وأدغال وسحر الغابات الأستوائية ، هل تذكر تلك العينين أيها الشريف ،وكيف انك همت فيهما لحظات غبت فيها عن الواقع؟ لا أعتقد انك تذكر كثيرا مما أقول لكن دعنى أنعش ذاكرتك ؛ ألم تطلب منهما أن تجلسان واحدة على يمينك وأخرى على يسارك قبل أن تبدأ تلك الشقراء التى تفيض غواية وسحرا حكايتها بعد أن هدأ صخب الموسيقى قليلا، وقتها أخبرتك -بعد ان كانت يدك تتحسس طريقها الى خصرها القسيم- انها طبيبة اضطرتها الظروف للبغاء؟ هل تذكر كيف انسحبت يديك إلى ركبتيك وكيف عادت إليك عيونك حسيرة تلك التى كانت قد افترشت صدرها المرمرى ،وكيف أغلقت حواسك ومستقبلاتك وكيف أنك تخليت عن الفنتازيا التى كنت تريد أن تعيشها قبل ان تأتى لهذا المكان فى لحظة، بينما تركت إذنيك وأوتارك الضعيفة لروايتها حتى أنها عندما تمكنت منها صنعت لك منها ضفيرة محبوكة وجدلت لك مأساة كبرى كبلتك بها وجعلتك واثق أنك ستفشل فيما لم تنجح فيه من قبل ؛ هكذا سردت لك الحكاية التى جعلتها تأتى لهذا المكان وترتدى هذا الفستان الفاضح، أما الأخرى الافريقية فكانت لا تتكلم إكتفت بأن تومىء وتبكى كلما وصلت الشقراء فى حكايتها إلى "ماسترسين" يؤكد عمق مأستها والمفارقة التى وضعتها بين خيارين أحلاهما مرّ، اثق أنك الأن بدأت تذكر هذه الواقعة التى جعلتنى أصفك بالشريف ذو النزوة الناقصة ؛ بعد أن كنت تريد مضاجعة امرأتين فى فراش واحد وجدت نفسك تربت على كتفيهما بأكف وأصابع أب وقور ثم وضعت علي أحداهما معطفك الثمين وبعد أن أخرجت كل ما فى جيوبك من أجلهما، بينما تركتهما تذهبان وجلست وحيدا تكمل زجاجة "البيرة" التى كانت فى يديك وانصرفت بجيوب خاوية تماما دون أن تلاحظ أننا كنا فى السيارة المجاورة لسيارتك ننتظرك أنا ونفس المرأة الشقراء و بصحبتها تلك الإفريقية السمراء لأعيش معهما حلمك العجيب فى ليلة عامرة بألوان من الجنون من نفس النوع الذى جئت من أجله إلى هذا الماخور وأجمل ما فى هذه الليلة كانت حكايتك التى امتطينا بها الليل بأكمله والضحكات الصاخبة التى ضحكناها عليك عندما كانت المرأتان تصفان تعبيراتك و وتقلدان تأثرك الشديد والراهب الذى احتللك فجأة وكانما تصطحبه فى جيبك لثل هذه المواقف ،كانت ضحكاتهما تتعالى بينما كنت شغوفا بسماع أدق التفاصيل عنك، انتهت الليلة كما تعرف كيف ستنتهى بين ماجن وعاهرتين لكن قصتك لم تنتهى عندى والدليل أنى مازلت أذكرها بعد كل هذا الوقت وايضا مازلت اتسأل: كيف فعلتها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق