الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغباء الاستراتيجى لليسار فى مصر والعالم العربى ,
حسن مدبولى
2014 / 4 / 18العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك فارق كبير بين السيطرة على مقاليد الحكم ,بعد سحق المنافسين عبر استخدام القوة المفرطة , وبين الوصول الى سدة الحكم عبر ارادة شعبية جماهيرية(غير واعية او جاهلة او مجهلة) ولكن ترجمت عبر آليات ديموقراطية ,كما ان هناك فارقا كبيرا ايضا بين الحالتين السالفتين ,وبين الوصول الديموقراطى الى قمة السلطة عبر ارادة شعبية واعية حرة صلبة متزنة , ووسط تنافس سياسى قوى ومتكافىء,,, الحالة الاولى هى الاكثر سلبية حتى ولو كان من ينتهجها ذو مقاصد ايجابية مجردة , بينما الحالة الثانية تمثل فى الغالب شرعية منقوصة نظرا لان المستند اليها قاصدا او غير قاصد ,استغل الجهل او الفقر او انعدام الوعى وضعف المنافسين للوصول الاحتكارى الى السلطة ,لتحقيق اهداف سياسية تتصادم بالاساس مع مصالح تلك الاغلبية المغيبة ,و فى هاتين الحالتين نكون امام امر واقع غير مقبول ,بل مرفوضا ومذموما لانه لن تتحقق من خلاله اية اهداف وطنية فى الاجلين المتوسط والطويل ,بينما اثبتت الارادة الشعبية الواعية المثقفة المنفتحة ,والتنافس الديموقراطى المتكافىء ,انها وفقط هى الطريق الامثل الذى يأخذ الامم الى رحاب وآفاق التقدم والرقى والامثلة لا تعد ولا تحصى فى كافة دول العالم ,فى الشرق والغرب ,,,,
المفترض فى احزاب اليسار العربية بشكل عام ,وفى مصر بوجه خاص ان تتبنى الخيار الديموقراطى عبر آليات تنافسية متكافئة ,مع العمل الدؤوب للوصول الى تكوين ارادة شعبية واعية مثقفة تنتخب ممثليها السياسيين بما يحقق مصالح الاغلبية الشعبية بالفعل , صحيح ان مجتمعاتنا العربية (مصر على وجه الخصوص) لا تمتلك قاعدة جماهيرية واعية يمكنها ان تختار على الوجه الامثل ,ولا نستطيع ان نقارن ابدا تلك الجماهير ,باقل شعب من الشعوب الاوربية التى تنتهج الطريق الديموقراطى حاليا , بل ان هناك شعوبا اخرى غير اوروبية سبقتنا فى هذا المجال مثل الهند وكوريا الجنوبية وتركيا وغيرها ,الا انه مع ذلك فان الخيار الديموقراطى يكون ويظل هو الخيار الافضل ,وهو لا غيره الذى سيؤدى الى نشر الوعى والانفتاح والتنوير مهما كانت الصعاب ,وكل الدول المتقدمة ديموقراطيا ,لم تكن تمتلك شعوبا مخلوقة على درجة عالية من الوعى ,بل ان اوروبا نفسها كانت تمتلك تخلفا جماهيريا رهيبا فى بداية نهضتها الحديثة ,وقد ادى هذا التخلف الى انتخاب ممثلين سياسيين جروا العالم كله الى آتون الحرب العالمية الثانية التى اودت بحياة الملايين ,لكن الشعوب تتعلم من اخطائها,و لكن ظل الامر دائما رهن الاستعان بآليات الديموقراطية ,كخيار استراتيجى ,
هو كلام بديهى مللنا من تكراره ,لكنن يبدو اننا نؤذن فى مالطة ,فالكثير من النخب العلمانية فى العالم العربى بوجه عام ,وفى مصر بوجه خاص ,يؤثرون تولى سلطة غير منتخبة ديموقراطيا لمقاليد الحكم(وفقا للمتعارف عليه عالميا) ,على سلطة شعبية منتخبة بشكل ديموقراطى سليم وحر ولو تم عبر ارادة غير واعية ,لمجرد ان الخيار الشعبى فى تلك الحالة لم يصب فى الاتجاه الفكرى الذى يمثل توجهات تلك النخب , وهو غباء مستفحل سينتهى بنا فى آخر المسار الى خراب استراتيجى كارثى مللنا من تجرعه ,,,
ان محاولة استنساخ شافيز او عبد الناصر( بالعافية وبالقهر وبالتزييف) هو امر مخجل ,لا علاقة له لا بالعدالة الاجتماعية ولا بالنضال الثورى , ويتناقض مع الف باء يسار , اذ انه لا يمكن المقارنة بالاساس بين الاستعانة بالاغلبيات المقهورة ,ومحاولة تحقيق آمالها وتطلعاتها ,عبر توجهات تعمل بشكل رئيسى ضد الطغمة الرأسمالية المتوحشة فى الداخل والخارج(كما فعل عبد الناصر وشافيز) , وبين الاستعانة برجال اعمال يملكون المليارات , والاعلام ,والعلاقات الخارجية المعادية لحرية الشعوب المقهورة,بل والاعتماد على دول اقليمية تعتمد التخلف منهجا ابديا ,لمجرد امتلاكها الدولارات البترولية لاستلاب سلطة وتولى حكم واستلام نفوذ , ان اليسار الذى يساند الحالة الاخيرة , انحاز الى تحركات تجار جشعين سيسترجعون حتما ما انفقوه اضعافا مضاعفة سواء على مستوى الثروة او النفوذ ,ولن يسمحوا باية تحركات تتناقض مع هذه الحتمية التجارية المجردة , ومن يظن غير ذلك فهو واهم ,بل ومخبول ,ولا يعرف شيئا عما يدور من حوله ,,
وليس معنى كلامى اننى اؤيد الحكم الاستبدادى , فى حال ما اذا تم تولى هذا الحكم من له توجه ثورى يرنو الى تحقيق العدالة الاجتماعية ,فمثالى عبد الناصر وشافيز رغم توجهاتهما المحترمة المنحازة الى اغلبية شعبيهما والى المصلحة الوطنية فهما قد فشلا فى نهاية الامر ,او سقطت اجتهادات كل منهما بطريقة او بأخرى , لسبب بسيط هو انهما اسقطا الخيار الديموقراطى ,وكان الامر اكثر وضوحا فى توجهات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر , وبالتالى فان الوصول اليسارى عبر آليات ديموقراطية سليمة هو الخيار الامثل ,ولنا فى التجربة البرازيلية خير مثال تلك التجربة التى انجبت لولا دى سيلفا ,واستمرت ,وانتشرت فى العديد من دول العالم غير العربى ,لان اليسار فى تلك الدول اكثر ذكاءا ويمتلك رؤية اعمق وابعد ممن ينظرون تحت اقدامهم فى العالم العربى ,,,,,,,,,,,,,,
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان بعملية في عرب العرامشة؟
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تصعد عملياتها النوع
.. ما قصّة قبائل الإيغبو التي يعتبر أفرادها أنفسهم يهودا لكن إس
.. 22222222222222
.. VODCAST الميادين | مع وئام وهاب - رئيس حزب التوحيد العربي |