الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنات لا عرائس - مقال مهم وتعقيب

مجدى زكريا

2014 / 4 / 18
حقوق الاطفال والشبيبة


كتب غوردون براون مبعوث الامم المتحدة الخاص بالتعليم العالمى ورئيس الوزراء البريطانى السابق مايلى :
انه هبوط نحو الهمجية , فالخطط التى اعلن عنها البرلمان العراقى هذا الشهر لخفض سن زواج الفتيات للتاسعة من العمر , تأتى بعد طلب تقدم به المجلس الاسلامى فى باكستان الشهر الماضى لازالة كل القيود القانونية المنظمة لزواج الاطفال , وكذلك الكشف عن كون الفتيات اللاجئات السوريات , يجرى بيعهن ضمن صفقات زواج ضد رغبتهن. وكذلك زيادة الضغوط فى عدة دول افريقية لتليين القيود على على بيع الفتيات كعرائس , وبأعتبارى واحدا من الذين آمنوا ان ان الاشمئزاز الدولى بشأن زواج الاطفال سينتهى مع جيلنا, فاننى اجد نفسى اليوم مضطرا للقول ان التقدم المحرز على هذا الصعيد قد توقف.
ففى الشهور القليلة الماضية , قاومت موريتانيا التى تستهدفها حملة انتقادات بوجود ممارسات لتغيير اعضاء الفتاة الصغيرة حتى يكون تزويجها وهى فى سن الثامنة والتاسعة امرا ممكنا , جهود لحملها على اقرار سن قانونية للزواج.
كما نشأت نفس الجهود فى اليمن وحتى نيجيريا فأنها تدرس خفض سن الزواج.
وفى الهند دفع تنامى ظاهرة اغتصاب الفتيات الملايين للخروج الى الشوارع للتظاهر , وباتت الظاهرة قضية وطنية فى البلد الذى تتفرد بما لا يقل عن 40 بالمائة من نسبة زواج الاطفال. وتقول الامم المتحدة ان واحدة من كل تسع فتيات يتم تزويجها وهى لم تبلغ الخامسة عشر , وانه فى غضون عام 2020 , 142 مليون طفلة - اى واحدة من كل ثلاث فتيات فى الدول النامية - سيتم تزويجها قبل سن الثامنة عشرة. ومثال ذلك ان 60 بالمائة منهن فى افغانستان يتم تزويجهن قبل ان يبلغن 16 سنة من العمر.
وفى النيجر فأن نحو ثلاثة ارباع الفتيات يتزوجن قبل ان يبلغن ال18 من العمر.
ولحسن الحظ , فأن جهود الحكومات من اجل انهاء الانتهاكات قد حققت اهدافا لعبت الفتيات انفسهن دورا مهما فى ذلك , فغضبهن ولّد حركة حقوق مدنية كونية لانقاذ الاطفال من الاستغلال وضمان حقهن فى التعليم .
والى جانب شبكة النساء العراقيات اللواتى اعلن اليوم العالمى الشهر الماضى , يوما عراقيا للحزن , تحرك المنتدى النيبالى من اجل حرية كاملارى , واندية حماية الطفولة الاوغندية , ومنظمة نادى الطفولة الغانية , ومجموعة دعم الطفولة غروبوغان فى اندونيسيا.
وربما لا تعد هذه المجموعات ذات شهرة دولية , ولكنها تستعير التكتيكات التى تدعو لها حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة, من خلال تحدى اولياء الاطفال والسلطات وكل من يحاول تزويج الاطفال وهم فى سن الثامنة او التاسعة والعاشرة رغما عنهم.
وتشهد شبه القارة الهندية تنامى ظاهرة " مناطق خالية من زواج الاطفال " وهى تجمعات لفتيات يرفضن الزواج غصبا عنهن , وكثيرا ما يتحدين رغبات اسرهن
وقد انطلقت الفكرة من باكستان. وفى بنغلاديش توجد الآن كثير من المناطق , وستشهد مالاوى قريبا نفس الفكرة. والكثير من هذه المنظمات على علاقة بالحركة الكونية المتنامية " بنات لا عرائس ".
وواحد من الاساليب الآمنة لمنع زواج الاطفال , وعمل الاطفال والتجارة بهم والتمييز ضد الفتيات , هو التأكد من التمكين وتفعيل حق كل طفل فى ان يكون فى مدرسة. وفى العاشر من ابريل نيسان اطلق تحالف عالمى من اهل التعليم يعكس هذه الجهود. وتستند رؤية التحالف الى اربعة اصفار , صفر زواج اطفال وصفر عمل اطفال وصفر تمييز ضد الفتيات وصفر اقصاء من التعليم.
والآن فان 57 مليون من ضمن الطفولة المهمشة , والاطفال العمال المتاجر بهم وعرائس التسع سنوات واطفال الشوارع لايجدون دعما الى جانبهم حتى يتم الحاقهم بالمدارس.
ولكن انتهاك حقوق الاطفال , يمكن ان ينتهى بضمان تعليم كونى , انه التعليم الذى لايفتح فقط قابلية التعلم لدى الاطفال , ولكن ايضا تحسين الصحة وقابلية الحصول على وظيفة واستغلال الفرص المتاحة ومعايير حياة اعلى.

تعقيب
بالرغم من الوضع المأساوى الذى يصفه الكاتب بدقة بصفته خبير اممى فانه ايضا لايفقد الامل ويعتقد ان ضوءا خافتا جدا فى نهاية النفق. ان القانون العراقى بشأن زواج الاطفال فى سن التاسعة او كما قرأت فأن ثمانية ويوم سيعتبرونها تسع , سيكون وبالا على المجتمع , وستعقبه قوانين مماثلة فى بقية الدول الاخرى. ففاقدو الحياء ومعدومى الضمير ومدمروا الطفولة لن يعدموا وسيلة لتطبيق الشريعة والتمتع بالاطفال.
اتساءل لماذا يبحث المسلم المتدين عن طفلة ليلهو بها جنسيا , بالرغم من هذا العدد الهائل جدا من الفتيات الناضجات واللواتى لا يجدن عريسا. لكن يبدو انها سنة نبوية يجب احياؤها حتى لا يغضب الله ورسوله.
فى مصر تحدث ظاهرة فى منتهى الخطورة وبصورة لافتة للنظر , الا وهى جرائم الاعتداء الجنسى على الاطفال , ويعتقد الكثيرون ان سبب استفحال هذه الحوادث هو الحديث من قبل الاسلاميين عن اباحة زواج الاطفال القصر فى مصر, وطبعا مادامت الطفلة فى وضع تقول الشريعة عنه , انه يجوز زواجها فيه , فهى ببساطة صارت هدف جنسى سواء قانونيا او بطريقة غير قانونية. ان الاطفال يختطفون الان حتى من امام شققهم وعلى سلم العمارة واذا ذهبوا لشراء الحلوى من المحل اسفل المبنى , انه وباء يجتاح مجتمعاتنا الآن بدون رحمة وللاسف ليس هناك احكام رادعة.
ماذا يعنى اجازة الدولة العراقية لقانون زواج الاطفال , انه يعنى ببساطة ان اية طفلة ليست آمنة , وعلى الجميع ان يقلق.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ