الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطلاقة فشل الثورة السورية بفعل الشللية ومجموعات المصالح لدى إدارة الإئتلاف الوطني والحكومة المؤقتة

سفيان الحمامي

2014 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


انطلاقة فشل الثورة السورية
بفعل الشللية ومجموعات المصالح لدى إدارة الإئتلاف الوطني والحكومة المؤقتة
وتحدث أخيرا الدكتور برهان غليون وبقّ البحصة لحجمها المتضخّم باستمرار في مقاله الصغير حول (الإئتلاف السوري في الطريق المسدود ) ، وترافق ذلك مع ذكره السيد مهند الحسني من المنظمة السورية لحقوق الانسان / سواسية حول ممارسات الفساد الممنهج والإنفاق بلا رقيب ولا حسيب للمساعدات المالية التي تتصرف بها إدارة الإئتلاف وحكومته المؤقتة ( اوحم ) ، وكتابات السيد سفيان الحمامي حول واقع وممارسات التخريب المنهجي لتلك الإدارة المفروضة على الشعب السوري الثائر .
لقد طفح الكيل كما يقال في الممارسات والأفعال التي يقوم بها ما يسمى إدارة ( اوحم) جراء سلوكيات الشللية وجماعات المصالح الضيّقة واليومية في كافة أعمالهم ونشاطاتهم تجاه قضايا الثورة السورية والشعب السوري الثائر .
تتضّح تلك الممارسات الشللية ومجموعات المصالح مع أول زيارة أو لقاء يتمّ مع أي شخص في إدارة ( اوحم ) ، حيث يتمّ سؤال الزائر من اللحظة الأولى : أنت من أي محافظة ؟ ومن أي منطقة في محافظتك ؟
تحصل المصيبة إن كان الشخص من محافظة أخرى إزاء الشخص المسؤول بإدارة ( اوحم ) ، فتظهر علائم الريبة والنفور بل الإشمئزاز من ذلك الشخص ، وإن حصل وكان من محافظة يتبع لها مسؤول آخر في (أوحم )علاقته سيئة مع ذلك الشخص المسؤول فيبدي الكراهية ويكفهّر وجههه ويقطب حاجبيه ويطلب منه مراجعة ذلك الخصم لأنه من محافظته ؟
ويتم سؤال الزائر من أول لقاء ، خاصة إن كان حليق الذقن و الشوارب أ و أحدهما عن مدى ممارساته العبادات الدينية ، ويا ويله إن ذكر أن ممارساته ضعيفة أو معدومة ، سيما إن كان سائله من تاركي الذقون والشوارب الذين يتصفون بأنهم جماعة الإخوان المسلمين في ( اوحم )، فيصنف ذلك الزائر المغفّل فورا بأنه بأنه ملحد وربما بالمستقبل كافر أو تكفيري أو عميل أو خائن كما يفعل أبواق النظام .
لذلك درجت عادة لدى إدارة ( اوحم ) سيما ممن بدؤوا حليقي الذقن والشوارب كما هو حال أسامة القاضي وأحمد رمضان وأمثالهما ، اللذيمن ليواكبوا الموجة فقد تركوا شواربهم في البداية ثم تركوا ذقونهم وسترون بالمستقبل سيحفّون ذقونهم ويتركون لحاهم لمجاراة متطلبات كل مرحلة !
وتحصل الطامة الكبرى حين لا يظهر ذلك الشخص الزائر اي أهمية للإنتماء ، ويعلن للمسؤول بأنه سوري ولا يهمّه سوى سوريا ، حينئذ يتمّ التعامل معه بصفه باللاوطنية وضعف الإنتماء والولاء بل والعداوة لأنه لم ينتم لمحافظة أو عشيرة ذلك المسؤول في ( اوحم ) الذي اضطر لمقابلته دون أن يعرف خفايا العلاقات بين تلك المجموعات الشللية التي تدير ( اوحم ) .
هناك مفردات يتم استخدامها لتمييز المواطنين السوريين الذين يطلبون مقابلة أفراد إدارة ( اوحم ) ويتم فرزهم من قبل تلك الإدارة على ضوء ما يستخدمونه من مفردات ، مثلا : ( يا حجي تخص مسؤولي أوحم التابعين لمحافظة حلب ) ومفردة ( يا شيخ تخص مسؤولي أوحم التابعين للمحافظات الشرقية ودرعا العشائرية ) ومفردة ( يا خاي تخص مسؤولي أوحم التابعين لمحافظات حلب وحماه وحمص ) ومفردة ( يا أستاذ تخص مسؤولي اوحم التابعين لمحافظات دمشق وريفها والمحافظات الساحلية ) وغير ذلك . لقد أصبحت تلك المفردات أعرافا وتقاليد سلوكية ولفظية يتم اتباعها وتقتضيها أشكال بناء العلاقات مع مسؤولي ادارة ( اوحم ) .
وظهر حديثا استخدام كلمة (دكتور) لتطلق على الجميع ، إذ يفاجا من يزور الحكومة المؤقتة والائتلاف بكلمة تفضل دكتور ؟ يبدأ ذلك من عند الحراس الذين يطلقونه على الزائر وينادون أنفسهم بدكتور، وحين يدخل الزائر إلى المدخل يسمع الجميع ينادي الجميع بكلمة دكتور ، وحين يصعد الأدراج يخاطب الجميع بعضهم بعضا بلقب دكتور ، وحين يصل إلى مكاتب ادارة ( اوحم) يتخاطب الجميع بلقب دكتور ، وحين يصل للمسؤول يجب أن يناديه بلقب دكتور وإلا !!!!
يا سلام ، ما شاء الله ، كلهم دكاترة في إدارة ( اوحم ) من الحارس حتى الوزير ، وكأنهم في شارع رامي الدمشقي الذي يفصل بين شارع النصر وساحة المرجة الذي يبيع شهادات الدكتوراه والماجستير من جامعات أوربا الشرقية والسورية بمبالغ تتراوح بين 2000 – 10000 دولار تبعا للإختصاص والمدة الزمنية المطلوبة والمرتبة التي يتم ذكرها في تلك الشهادة الفاخرة ؟؟؟؟
وحين تقابل أي من مسؤولي إدارة ( اوحم ) ولا تخاطبه بلقب دكتور يظهر الإمتعاض منك وكأنك أخي الزائر تستهين به وتقلّل من كفاءته الفريدة على مستوى العالم وعبر التاريخ ، لذلك ننصحك أخي الزائر : إبدأ باطلاق لقب دكتور حين تودّ زيارة إدارة ( اوحم ) من لحظة تخيلك الزيارة ثم كرّرها على الجميع من الحراس إلى السائقين إلى الموظفين إلى الوزراء إلى أعضاء الإتلاف وإدارته المتميزة وإلا !!!
لا يقتصر التعامل السلبي مع الزائرين المضطرين لإدارة ( اوحم ) بل ينسحب ذلك على إدارات (اوحم )فيما بينها ، إذ يتوجس كل منهم من الآخر ويرتاب من التعامل معه، وينعته بصفات غريبة، وكأن تلك الإدارت جماعات متقاتلة تعيش حرب داحس والغبراء . يا سلام على هكذا إدارة ؟؟؟
رحم الله العالم الأمريكي التركي مظفر شريف ( الذي تقيم إدراة اوحم ) في أرض بلاد أجداده والذي درس موضوع الجماعات غير الرسمية في المنظمات بأسبابها وأشكالها المختلفة وحللّها بعناية وحلّل وسلوكياتها ومخاطرها المدمّرة على التنظيمات خاصة في ظل الثورات وواقع الدول المتخلفة ، وأدام لله في عمر العالم الفرنسي ميشيل كروزييه الذي درس باهتمام فريد الجماعات غير الرسمية واستراتيجيات عملها التدميرية والتخريبية للمنظمات التي تتواجد فيها .
إن الجماعات غير الرسمية في التنظيمات على اختلاف أنواعها ومسمياتها ( جماعات المصالح / اللوبي أو جماعات الضغط / الشللية / العصابات ) وغير ذلك درسها العلماء المتخصصون وكشفوا مخاطرها في المنظمات والتنظيمات الرسمية العريقة والثابتة بل والناجحة في عملها ، فكيف يكون تأثيرها في التنظيمات الكرتونية او الهشّة أو التي في طور بداية عملها بل والأخطر تلك التي تكون في مرحلة مسار الثورات الشعبية كما هو حالة إدارة ( اوحم ) السورية .
للتوضيح ، يوزّع المتخصصون تلك الجماعات إلى أنواع تبعا : للإنتماء الجغرافي أو الديني والمذهبي أو التخصصي أو العرقي أو المصلحي المادي أو الطبقي أو الايديولوجي أو التهميشي وغير ذلك ، ولا أكون مبالغا إن قلت إن كل تلك الجماعات تتواجد بفاعلية وتعمل بشكل ملحوظ وتخريبي عن عمد في هيكل إدارة ( اوحم ) ، ولا عجب في ذلك لأن كثير من أفراد تلك الجماعات كانت تعمل تحت حكم النظام الإجرامي عبر العقود الخمسين المنصرمة .
تكرّر ادارة ( اوحم ) ما تتلمذت عليه في مدرسة النظام إذ من المعروف أن غالبية تلك الإدارة عملت في الصفوف المتدنية وأدت الأدوار الرخيصة في أجهزة النظام الإجرامي ، وتشبّعت من تعاليمه الإدارية وممارساته في العمل ، فهي تتقن تلك الممارسات وتلك السلوكيات لأنها لا تملك بديلا عن ذلك ولم تجهد نفسها في تعلم أساليب الإدارة الحديثة ، إذ أن تلك الممارسات تسهّل عليها الوصول للسلطة ، وتديم وجودها في كراسيها الوهمية التي تشغلها خارج الوطن ، وبعيدا عن المحاسبة والمساءلة التي لم يأتي دورها بعد من قبل الشعب السوري الثائر .
بالطبع ، يدرك الدكتور برهان غليون دلالة ما قاله ، فهو الذي درس ظاهرة الجماعات غير الرسمية بمسمياتها المختلفة في التنظيمات ودرّسها في الجامعات ، لذلك ذكر الظاهرة بإيماءات عسى أن يفهمها من حوله في إدارة ( اوحم ) ، لكن نقول للدكتور غليون : لا تتعب نفسك ، لم ولن يفهموا عليك ولن يعيروا ما تقوله اهتماما لأنه يتناقض مع جوهر ما يؤمنوا به ويمارسونه فعليا في أعمالهم اليومية ، ونقول للسيد المحامي مهند الحسني لن تجد مناشداتك نفعا لأن من تدعوهم للمساءلة والتدقيق على نشاطاتهم وأعمالهم مجبولون بسلوكيات الفساد منذ أن تتلمذوا في مدرسة نظام الإجرام وأيقنوا أن تعاليمه هي الضامن لهم في الكراسي الوهمية التي يجلسون عليها ، حيث أن تلك الكراسي تدرّ عليهم مكاسب ومزايا مادية ومعنوية كما ذكر الدكتور غليون في مقاله ، وإن غدا لناظره قريب فقد تشاهدون بأم أعينكم أيها السادة القراء كيف سيتحول هؤلاء الذين يديرون
( اوحم ) إلى رجال أعمال ومستثمرين في بلاد الله الواسعة بعد إزالتهم من مواقعهم الذين شغلوها دون استحقاق ولا شرعية .
نأمل أن يتعظ من يقرأ هذا المقال من خطورة وجود جماعات المصالح والشللية الطفيلية في أجهزة إدارة ( اوحم ) ، ونرجو من الأخوة الثوار والناشطين التنبه لتلك الظاهرة الخطرة جدا التي أودت سابقا بكل التنظيمات التي وجدت فيها في أوقات السلم والإستقرار ، فكيف سيحصل مع الثورة السورية بوجود تلك الظاهرة في رأسها الذي يدعي إدارتها .
إنها فعلا انطلاقة فشل تلك الثورة السورية المباركة .
سفيان الحمامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب