الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الحسّ الاستراتيجي في القيادة العسكرية للثورة السورية (حالة أسعد مصطفى- العرس في دوما والطبل في حرستا )

سفيان الحمامي

2014 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


غياب الحسّ الاستراتيجي في القيادة العسكرية للثورة السورية
(حالة أسعد مصطفى- العرس في دوما والطبل في حرستا )
يستمع المعنيون بتطورات الثورة السورية لأحاديث أسعد مصطفى ( ما يسمى بوزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ) ، وخاصة ما يتعلق بالاستراتيجيات العسكرية وتكتيكاتها ، ومجريات المسار اليومي للمعارك بين الثوار من جهة وجيش عائلة الأسد والميليشيات الشيعية التي تقاتل معه من جهة أخرى،وكأن هذا الشخص من أكبر الخبراء والمخطّطين الاستراتيجيين في التاريخ.
ويدرك أي مستمع له ( يمتلك الحدّ الأدنى من القدرات التحليلية والمحاكمة ) أن هذا الشخص لا يعرف ما يجري على أرض المعركة وما يحصل حوله حتى في المكتب الذي يديره الذي يضم عددا من الأقارب والمنتفعين من الرواتب والمزايا الكبيرة جدا ، والحمد لله على هذا القدر من المعرفة.
لعل أكثر ما قاله مثيرا للضحك والسخرية هو أن الغازات السامة التي يستخدمها النظام المجرم ضد المدنيين جراء استخدامه البراميل المملوءة بالغازات السامة ضدهم ، يتم تصنيعها في إدارة أمن الدولة في موقع كفر سوسة بدمشق ، طبعا يستذكر أسعد مصطفى ذلك البناء الذي كان يزوره دوريا حين كان وزيرا للزراعة في ظل النظام المجرم ليقدّم لأسياده التقارير الشفوية والمكتوبة عمّا يحصل في وزارته تبعا لشروط تعيينه في المنصب الوزاري المذكور .
لكن يعرف كل من زار ذلك المجمّع الأمني الضخم ، سواء أكان مدعوّا للتحقيق أو مطلوبا للإعتقال عكس شروط زيارات أسعد مصطفى الزائر المدلّل للموقع آنذاك ، بأنه تجمّع إداري كبير إضافة إلى سجون تحت الأرض ، لا يحوي مخابر علمية أو خطوط إنتاج صناعية ، ليس لعدم مقدرة النظام على القيام بذلك بل لأن ذلك المجمّع مستهدف باستمرار وتلك المخابر والتجهيزات يؤدي انفجارها إلى فناء كل من فيه ، وهذا لا يقبل النظام بفعله لأنه يبيد بنفسه أدواته الإجرامية .
لتصحيح المعرفة الساذجة لأسعد مصطفى ينطبق عليه المثل الشائع (العرس في دوما والطبل في حرستا) ، ويعود ذلك لجهله بما يحصل حتى في أبسط ما يجب أن يعرفه كوزير للدفاع في أجهزة
( اوحم – الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة ) .
لذلك ، نبين أن تلك الأسحة السامة والغازات القاتلة التي تحتويها يتم تصنيعها في (مركز جمرايا – فرع مركز الدراسات والبحوث العلمية )، الذي ما زال يحوي خطوط إنتاج الأسلحة الكيميائية بدلا من الصفة التي كانت له سابقا بأنه يحوي خطوط إنتاج الصناعات الإلكترونية ، ويتم ذلك بالتعاون مع مؤسسة الصناعات التكنولوجية - حديثة التأسيس منذ عدة سنوات التي تتواجد مخابرها وخطوطها الإنتاجية التي قد بدأت إنتاجها الفعلي في مصياف / حماه وفي صافيتا / طرطوس ، وتلك المؤسسة تعمل بإشراف الخبراء الروس والإيرانيين مباشرة لأنها تقع في مناطق سيطرة النظام ، وتمّ اختيارها لتكون بديلا عن مركز الدراسات والبحوث العلمية وفروعه المتواجدة بدمشق وحلب وحماه في مناطق قد تصبح تحت سيطرة الثورة السورية في المستقبل .
هذه المؤسسة ( مؤسسة الصناعات التكنولوجية) يديرها (بيان البيطار )وهو من الطائفة المسيحية الكريمة من محافظة السويداء ومتزوج من روسية ، لكنه لا يمت للمسيحية بصلة،لأنه مفرط بالطائفية الكريهة ، وبغلوه في الولاء لعائلة الأسد ونظامه الإجرامي أكبر من ولائه للديانة المسيحية السمحاء ، ديانة المحبة والسلام . وهذا الشخص لم يقبل بتعيين أي شخص من أبناء الأغلبية السنية أو من الأقليات الإسماعيلية أو الدرزية أو المسيحية إلا (أقرابه فقط )، ويعلن متباهيا بأنه لا يقبل تعيين أي موظف في المؤسسة التي يديرها إلا من أبناء الطائفة العلوية !!!!
هذه المؤسسة تعمل بشكل خفي مع معهد بحوث الكيمياء التابع لمركز الدراسات والبحوث العلمية الذي يديره ( الدكتور زهير فضلون ) الشيعي المفرط بالطائفية وزوجته( الدكتورة فوزة منعم) العلوية المفرطة في طائفيتها مثله ، التي أشرفت على بشرى الأسد حين نالت شهادة دكتوراه من كلية الصيدلة بجامعة دمشق الأمر الذي قرّبها وأسرتها من عائلة الأسد ، وبالمناسبة يدير ( زهير فضلون) إضافة إلى ذلك المعهد ( الهيئة السورية للصناعات الدوائية والصيدلانية ) التي تدير وتشرف على كل ما يتعلق بقطاع الصيدلة والدواء في سوريا ، وتتحكم بكافة نشاطات الأشخاص الذين يعملون بهذا القطاع وتوجّه أعمالهم وفق مصالح العائلة الأسدية ، وتمنحهم التراخيص وشهات الدكتوراه في الصناعات الدوائية من كلية الصيدلة بجامعة دمشق لقاء تقديم الخدمات لها وإذعانهم القبول بكافة الشروط التي تضعها عليهم .
و هنا يفيد ذكر أن ( عثمان البديوي ) ما يسمى بوزير الإدارة المحلية والإغاثة في أجهزة ( اوحم ) حصل على شهادته وفق تلك الشروط وعمل بإشراف وتوجيه ( الدكتور زهير فضلون ) المذكور.
أسعد مصطفى لا يعرف شيئا عن هذه المؤسسة ونشاكاتها الإجرامية وكذلك عن مركز جمرايا الصناعي لأنه خلال حياته الوظيفية مع النظام كان منشغلا بالقتل في حماه والنهب في الوزارة ، لذلك أطلق تصريحات بخصوص الغازات السامة لا تمت للحقيقة بصلة كونه لا يعرف شيئا عن الواقع العسكري ولأن الواقع في مكان آخر .
نتساءل لماذا تمّ اختيار ( أسعد مصطفى ، عثمان بديوي ) لهذين المنصبين ؟ هل هو مصادفة ؟ أم أنه تدبير ممنهج لتعيين شخصين عملا بإشراف عملاء وأجهزة النظام في موقعين وظيفيين يحركان الثورة السورية ويمتلكان كافة المعلومات عنها عسكريا من خلال التشكيلات العسكرية وشعبيا من خلال المجالس المحلية ولجان الإغاثة .
يعرف الخبراء والمختصون بأن نظام عائلة الأسد تحكّم في السلطة على سوريا من خلال السيطرة على كافة معلومات القطاع العسكري الأمني الذي يمثله أسعد مصطفى في إدارة ( اوحم ) ، والسيطرة على معلومات القطاع الإداري الخدمي الذي يمثله عثمان بديوي كذلك في ( اوحم ) . يحتاج ذلك لوقفة مراجعة وتدقيق من قبل الثوار عن هذين الشخصين لدورهما المشبوه !!!
إن ما أعلنه أسعد مصطفى عن مواقع تصنيع السلاح الكيميائي والغازات السامة يدل على أنه لا يعرف شيئا حول ذلك الموضوع فهو يتحدث عن مواقع في واد والحقيقة التي تخص مواقع تلك الغازات السامة في واد آخر ، لذلك ليست أقاويله سوى فرقعات التهويل التي يقدّمها والتي تفتخر بها بعض وسائل الإعلام التي تريد تلميعه ونفخه كبقية أفراد أجهزة ( اوحم ) ، لأنه نظرا إلى اختصاصه الجامعي ( أدب عربي ) لا يجيد سوى الكلام دون أن يحاكم الأمور العسكرية إن كانت في محلها أم لا ، وإن ما يعلنه أمثاله في ( اوحم ) ليس بأفضل من تحليلاته إذ نسمع تحليلات من أشباهه في تجمع ( اوحم ) لا محل لها من الإعراب والأهمية والمصداقية ، لأنهم كما بيّنا في مقالنا السابق ( التدمير الذاتي للثورة السورية ) قد تمّ اختيارهم عكس ما هم مختصون به تيمّنا بإسلوب إدارة ( ك ج ب ) السوفياتية التي اعتمدت وضع أشخاص في أماكن وظيفية بعكس اختصاصاتهم لتسريع تدمير المؤسسات التي يعملون بها بشكل منتظم .
لذلك ، حسنا يفعل قادة الثوار الميدانيين والناشطين عندما لا يطلعون (أسعد مصطفى) على نشاطاتهم وخططهم العسكرية ،ويقدّمون له المعلومات المضلّلة كي لا ينقلها لرؤسائه الذين خدمهم عشرات السنين ، وحسنا ما يفعله وما يجب أن يفعله رؤساء المجالس المحلية والنشطاء حين لا يطلعون (عثمان بديوي) على ما يقومون به ويفعلونه من أعمال لصالح الشعب السوري الثائر كي لا ينقلها لرؤسائه الذين منحوه شهادة دكتوراه في الصناعات الدوائية ليمارس دورا في خدمة النظام المجرم تبعا الشروط التي تم إعداده وفقها .
أيها الأخوة الثوار والناشطون ، لا تنخدعوا بالشعارات الثوروية والتهريجية التي يقوم بها هذان الشخصان ( المسميان عليكما وزيرين ) وأمثالهما في أجهزة ( اوحم ) ، فهم لا معرفة ولا خبرة ولا قدرات لهم في مجالات وظائفهم ، والأخطر عليكم أنهم ، لهم تاريخ طويل في خدمة النظام المجرم وأجهزته القاتلة .
ينبغي التعامل معهم طالما هم مفروضون عليكم من قبل إدارة ( اوحم ) تبعا لسياسات التعمية والتضليل في كافة المعلومات التي تقدّم لهم ، لأن ذلك يحقّق لكم الحماية من طرف ، وسرية العمل ونجاحه من طرف آخر .
سفيان الحمامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا