الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف الاول من ايار 2014 تغييرات اجتماعية بنيوية

منير العبيدي

2014 / 4 / 23
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا



التغييرات البنيوية التي حصلت في العقود الاخيرة و خصوصا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي و تعمق و انتشار ظاهرة العولمة سواء في البلدان المتطورة صناعيا أو البلدان النامية و منها العربية و ما ترتب على ذلك من حراك اجتماعي تراتيبي واسع و دخول قوى اخرى في عملية الفعل الاجتماعي هو الظواهر الاكثر جدارة بالبحث من قضية الطبقة العاملة بمفهومها الكلاسيكي .
مثلا: تحدث ماركس عن زوال أو تقلص الفوارق بين العمل الفكري و اليدوي في ظل الاشتراكية، و لكن الذي حصل ان هذا الفوارق قد تقلصت او زالت في ظل التطور التكنولوجي العاصف في البلدان الراسمالية، و لهذا اسبابه التي سبق ان تناولناها في مقال سابق.
عول ماركس على دور البروليتاريا ، اي العمال الصناعيين ، في التغيير المرتقب لخصائص توفرت عليها ، التعامل مع ادوات الانتاج الحديثة ثم قبلها الطابع الواضح للتحشد و التقارب في التصورات و الاهداف مقارنة مثلا بالفلاحين حتى الفقراء منهم.
كانت ظروف العمل و السكن شاقة ، و قيد العمال الى المصانع بالحديد و النار كما وصف ماركس في فصل أصل رأس المال / التراكم البدائي.
لم تعد هذه الامور قائمة، فالفوارق بين العمل اليدوي و الفكري تقلصت الى اقصى حد، و بات العامل يتعامل مع احدث اجهزة الحاسوب و الروبواتات و بات ذا تأهيل عال كما أن الاجور التي يحصل عليها تتجاوز ما يحصل عليه شغيلة الفكر، اصبح ذا ضمان ضد التقاعد و الشيخوخة و المرض.
و على الجانب الاخر احتشد الى جانب العمال في مطاليبهم الكثير من الشغيلة و خصوصا شغيلة الفكر و حالهم كحال العمال ليس لديهم سوى قوة عملهم مع اختلاف طبيعة قوة العمل كبضاعة. هذا الامر يتطلب ان ينظر الى الموضوع على اساس اجتماعي و ليس آيديولوجي ، فالتمسك بدور الطبقة العاملة بمعناها الكلاسيكي و دورها كما مطروح في اسئلة الحوار المتمدن هو ذو طابع ايديولوجي اكثر منه سوسيولوجي .
الطبقة العاملة و السلطة
لم يعد النضال السياسي يلعب الدور الرئيسي في نضالات العمال في البلدان المتطورة لعدم وجود بديل سياسي حقيقي و لا يطرح العمال الآن تغيير الانظمة السياسية نوعيا ، اي استبدال النظام الرأسمالي او اقتصاد السوق بنظام آخر ، و انما يركز النضال على القضايا المطلبية او على تغيير الحاكم دون المساس بالنظام الاجتماعي القائم و تتعلق النضالات التي تخوضها الطبقة العاملة و الشغيلة على تحسين ظروف العمل و اقرار تشريعات.
اصبحت الطبقة العاملة و الشغيلة اكثر اقتناعا بأن النظام الديمقراطي المؤسساتي يوفر لهم امكانية تحقيق اهدافهم دون التفكير في تغيير السلطة.
المطالبة بالتغيير و تحقيقه في البلدان العربية و خصوصا في ثورات الربيع العربي كان ذا طابعين
اولا: لم يطرح تغيير شكل النظام الاجتماعي ، اي اقامة الاشتراكية بدلا من الرأسمالية أو اقتصاد السوق و انما اقصاء الطغاة ، توفير قدر من الشفافية ، مكافحة الفساد و مطالب بالمزيد من العدالة الاجتماعية.
ثانيا : الدور الحاسم هنا كان للمثقفين و سكان المدن.
. لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجتمع اللاطبقي ؟
الاحزاب الشيوعية العربية خصوصا لم تدرس المتغييرات و فقد الكثير منها هويته، فبدلا من تجاوز صدمة زوال الاتحاد السوفييتي انخرط الكثير منها في علميات تجريبية حول المجتمع المدني او الديمقراطية أو غيرها دون ان تتجرأ على مراجعة شاملة تخص الديمقراطية الداخلية و تحليل الاوضاع المحلية و تشخيص المشاكل الاجتماعية و الحفاظ على الصوت الخاص ، باتت هذه الاحزاب تتملق ميول الجماهير و تقاد منها و لا تقودها.
بعض هذه الاحزاب انخرطت في مشاريع احزاب اخرى طائفية او دينية او قومية و تخلت عن مهمات التحليل الطبقى.
انا لا اتفق مع تعبير "الظفر بالسلطة " لانه تعبير انقلابي ذو نكهة عقائدية قديمة و مستهلكة ، المطلوب المساهمة في العملية السياسية حيثما كان ذلك متاحا و محاولة الوصول الى الجماهير من خلال دراسة احتياجاتها و ليس بالضرورة مطاليبها ، فالمطالب من الممكن ان تكون قصيرة النظر و مؤذية ، الاحزاب الشيوعية لم تعد احزابا طليعية و هي اما فقدت هويتها أو سارت خلف مزاج الجماهير.
الطبقة العاملة و العولمة
من الخطأ النظر للعولمة على انها وحيدة الجانب و سلبية حسبما يراها العقائديون الجامدون العولمة ظاهرة ليست من صنع الراسمالية انما مرتبطة بتطور القوى المنتجة. و كاي ظاهرة واسعة تسعى الطبقات الاجتماعية الى تسخيرها لمصلحتها فيرى الرأسمالي فيها المزيد من الربح و يكرس ذلك لمصلحته و هذا امر بديهي فهدف راس المال هو الربح و المزيد من الربح.
و لكن على الشغيلة و الطبقة العاملة و ممثليهم السياسيين ان يحاولوا توضيف العولمة لصالحهم و الاستفاد من حرية الحركة و الاتصالات والمعلوماتية و غيرها و من اجل اغناء التجربة المشتركة .
العولمة ظاهرة موضوعية لا يمكن تجنبها و لكن يمكن توظيفها لمصلحة الطرف الاجتماعي الراغب و القادر على ذلك.
الطبقة العاملة و ثورات الربيع العربي
قد لا يترتب على المدى القصير اي نفع بالمعني العام للكلمة من ثورات الربيع العربي و لكن من الواضح ان العمل الذي انجز في ازاحة العديد من الطغاة سوف يؤتي ثماره لاحقا. كل التغييرات الدراماتيكية و الثورات تسببت في حالات من الفوضى و التراجع المؤقت كما في الثورة الفرنسية 1789 و ثورة اكتوبر 1917.
القول بان الثورات هذه من صنع الامبريالية هو كلام رخيص ، كان هناك اكثر من سبب لهذه الثورات و ساهم فيها اناس مخلصون لوطنهم ، و اذا ما كانت النتائج التي ترتبت عليها ليس كما طمح القائمون بها فان ذلك لا يلغي اهميتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فقر الفكر
يوسف الشهال ( 2014 / 4 / 29 - 12:27 )
الحوار المتمدن طلب من قرائه الاحتفاء بعيد العمال
والاحتفاء يقضي بتبشير العمال بآفاق تحررهم
السيد منير العبيدي بدل ذلك وصف لهم مسار جنازتهم وقبرهم
نحن نرى أن ثمة رغبة دفينة لدى هذا العدو للعمال في أن يتخلص من الطبقة العاملة ودفنها مرة واحدة وإلى الأبد
نحن لا نتجنى على هذا الشخص بل فقره الفكري الفاضح يقول ذلك

اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة