الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة نتنياهو، حكومة الرفض المنهجي للسلام!

دوف حنين

2014 / 4 / 25
القضية الفلسطينية


في الجلسة الاختتامية لمجلس الكنيست، قررت ألا أتحدث عما ليس موجودا في الواقع ("المفاوضات السياسية") إنما عما هو قائم تماما: واقع الاحتلال والمستوطنات.
وهكذا سأبدأ كلامي: "سار الأطفال في الطريق، بجانب أشجار الزيتون، حقول القمح والخوخ. لقد هبطوا باتجاه الجدار لقطف العكوب- نبات يقطفه الأطفال في شهري شباط-آذار ويبيعونه للتاجر المحلي مقابل 3.5 شواقل للكيلو. لا يقطفون إلا لب العكوب الذي يطبخونه. على التلة المقابلة للجدار المخترق، وبعد الشارع الأمني وأحزمة الأمان، اختبأ جنود متسترون.
الأطفال الثلاثة لم يتمكنوا من رؤيتهم. الجنود راقبوهم عن بعد كبير، هذه المنطقة مكشوفة ومغطاة بالكثير من كاميرات الأمن. لكن الجنود انتظروا إلى أن يقوم الأطفال الثلاثة بتجاوز الجدار ويتقدموا نحو الحقل الذي يليه، والتابع لعائلة أحد الأطفال، يوسف الشوامرة. حينها فقط، بدأوا بإطلاق النار.
عندما بدأو باطلاق النار، ويجب التشديد على استخدام الرصاص الحي، حاول يوسف، ابن الـ 14، أن ينجو بجلده. الرصاصة أصابته بوركه من الخلف، عندما حاول تجاوز الحاجز الأمني حول الشارع. سقط مدرجا بدمائه ومر وقت طويل حتى وصل الإسعاف العسكري لأخذه- وصل بعد حوالي نصف ساعة، وفق تقرير "بتسيلم".
يوسف توفي متأثرا بجراحه. الطفلان الآخران، كبلت أيديهم وألقي بهم على أرضية جيب عسكري، ووفق شهاداتهم، فقد داس جندي على رأسيهما. أخذوا للتحقيق الذي استمر عدة ساعات، وبعدها أطلق سراحهم. أحدهم روى بأن أحد الجنود هدده ببندقيته وقال له: "كن هادئا وإلا قتلتك أنت أيضا".
هكذا يبدو الاحتلال.
لهذا الوصف المعتمد على مقالة جدعون ليفي في "هآرتس" وعلى تحقيق "بتسيلم"، بالإمكان إضافة عشرات الحالات المشابهة. منذ بدء "المفاوضات السياسية"، قبل 8 أشهر، قتل 47 فلسطينيا، مواطنان اسرائيليان و 4 جنود. في المناطق المحتلة هنالك ألوف الجرحى بنار الاحتلال وجراء عمليات المستوطنين، جرائم الحقد والسيطرة على أراضي الفلسطينيين بدعم قوات الأمن آخذة بالتزايد. في مناطق c تتواصل سياسة حشر المواطنين وهدم البيوت: فقط في الأسبوع المنصرم، منذ الأول وحتى الـ 3 من نيسان تم هدم 45 منزلا وأبقي 93 انسانا، بينهم 45 طفلا بلا سقف.
في غور الأردن، صادر الجنود حتى الخيم التي قدمتها منظمات العون الدولية للسكان الذين هدمت بيوتهم. هكذا، يجعلون غور الأردن إسرائيليا. ترانسفير هادئ، عنيف ومنهجي. هذه عملية سلام؟ هل هكذا تبدو العملية السلمية أو الحرب؟
وبالطبع، يجب أن نضيف لهذا كله البناء في المستوطنات. إننا نتحدث في العام 2013، عن رقم قياسي في العقد الأخير بالبدء بعمليات البناء. الارتفاع قائم سنويا، ومنذ العام 2012 إلى 2013 بـ 123%. 60% من الشقق التي سوقتها سلطة أراضي اسرائيل في العام المنصرم موجودة في المناطق المحتلة. هذه المعطيات تشير إلى البناء المرخص ولكن تعالوا نتحدث أيضا عن البناء المكثف وغير المرخص المتواصل في البؤر الاستيطانية في طول وعرض الضفة الغربية. الآن، يتم البناء في "حفات يئير"، في "ريخس هجدعونيم" في البؤر المجاورة لشيلا وفي جنوب جبال الخليل. في الشهر الأخير فقط –وأنا أطرح هذه الأمثلة الجزئية جدا- صادقت الإدارة المدنية على تقديم مخططات لوزارة السكن ببناؤ 839 وحدة سكنية جديدة في الحي الجديد في أرئيل، وفي بيت إل صودق على بناء 300 وحدة سكنية إضافية، و 31 شقة في مستوطنة ألموج، وفي "شبوت رحيل" صودق على اقامة 350 شقة، كما صادقت لجنة التخطيط والبناء المحلية في القدس على بناء 144 وحدة سكنية خارج الخط الأخضر في "هار حوما" و 40 وحدة في "بسجات زئيف" وأنا لا أتحدث عن القرار الأخير للوزير أوري أرئيل.
في تشرين الثاني، أعلنت وزارة الإسكان وسلطة أراضي إسرائيل عن تسويق أراض لـ 2100 وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس. وهذا يكلف أموالا طائلة وضخ الأموال إلى المستوطنات مستمر بوتيرة هائلة. في السنوات الأربع الأخيرة حولت حكومة اسرائيل، سنويا، حوالي 40 مليون شاقل للسلطات المحلية للمستوطنات في المناطق المحتلة تحت اسم "هبة أمنية على ضوء تجميد البناء" مع أنه ليس هنالك أي تجميد للبناء- ولم يكن بأي من الأيام.
لقد تم تحويل ما يعادل 148 مليون شاقل من هبات التجميد هذه. بالمناسبة، هذه الأموال، الممولة من قبل الجمهور، يتم تحويلها إلى السلطات المحلية في المستوطنات لصالح ميزانيات الاعلان التي تقوم بها جمعية اليمين المتطرف الخاصة المسماة "مجلس يشاع". فقط خلال المجلس الشتوي تم تحويل 598.8 مليون شاقل، والتي لم يتم شملها بالميزانية إلى المستوطنات، في إطار التحويلات المالية الجارية التي قامت بها لجنة المالية. في الأسبوع المنصرم، صدقت لجنة المالية على تحويل 177 مليون شاقل لدائرة الاستيطان. وأنتم أيها الأصدقاء من حزب "يش عتيد" صادقتم على ذلك كالبلهاء! لقد استجبتم لتعهد رئيس الائتلاف الحكومي، بأنه سيقيم حوارا حول الشفافية في دائرة الاستيطان. إلا أن هذا النقاش أجل إلى الأبد، وأما الأموال فقد تم تحويلها، بدعم "يش عتيد" في لجنة المالية. أي على الرغم من أنه ليس هنالك أي شفافية إلا أن الأموال تواصل الضخ لدائرة الاستيطان.
في شهر كانون الثاني، طلب نائب الوزير مصادقة لجنة المالية بتحويل هبة "للاستيطان الشاب" في المناطق المحتلة بقيمة 38 مليون شاقل، 27 مليون شاقل اضافي حولت مقابل هبات أمنية، ومليون آخر كهبة من وزير الداخلية. قبل ذلك بأسبوعين، تمت المصادقة على تحويل 90 مليون شاقل آخر بمجال المواصلات. وزارة المواصلات تعتزم تخصيص 200 مليون شاقل لتنفيذ 18 مشروعا في الضفة الغربية في السنوات القريبة، لتربط بأغلبها المستوطنات بالمستوطنات.
الصورة واضحة تماما وعلى المجتمع الاسرائيلي أن يعرف: من يدير هذه السياسة أحادية الجانب والعنيفة هو حكومة نتنياهو بدعم من حزبي "هتنوعا" و "يش عتيد". آن الأوان للاستيقاظ من الأوهام؛ نتنياهو لن يجلب السلام، ولن يأتي الخلاص من الخارج، لا من كيري ولا من النظام الأمريكي.
مستقبلنا بين أيدينا. إن لم نغير اتجاه اسرائيل، إن لم نسر بدرب السلام والحوار الحقيقي مع الشعب الفلسطيني ومع جيراننا العرب فإننا سنتدهور لصراع دموي خطر. هذا الثمن الباهظ سندفعه نحن وجيراننا، أبناؤنا وأبناؤهم.

* عن خطاب للنائب حنين في جلسة اختتام المجلس الشتوي للكنيست.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على