الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتخذلوا عقولكم ووطنكم..بإعادة انتخاب خصوم العقل ومُفسِدي الوطن!

محمود حمد

2014 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عن أبي جعفر قال: (لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إليَّ منك ولا أكملتك إلاّ فيمن أحب، أما إني إيّاك آمر، وإياك أُنهي، وإيّاك أُعاقب، وإياك أُثيب)..
وجاء في سورة الأنفال/22 ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)
( سُمّي العقل عقلًا لأنه يَعْقِلْ.. بمعنى الربط والإحكام والمنع لأنه يمنع صاحبه من ارتكاب ما يقبح وتضر عاقبته) ابن منظور/ لسان العرب.
يذهب خصوم العقل لإدغام وظيفته وإحتجازها في كهف مناهجهم وأفكارهم ومواعظهم..فإن النص ( المنقول ) يضع العقل ( الفكر ) في موضعه ، كـ:
• أداة لقياس الذهنيات والماديات .
• بيان الخطأ من الصواب..
• مكافأة المُصيب ومحاسبة المُخطئ ..
فعندما يختار المرء (الرويبضة ) وصياً وولياً لأمره ومصيره وأهله بديلاً للعاقل النزيه الكفوء..يكون قد عاقب نفسه وشعبه ووطنه .. لكساد عقل ذلك المرء!
قال ( رسول الله / ص) محمد بن عبد الله:
(سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)!
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»)
ولأن قطاعات واسعة من شعبنا تأثرت بسموم الطائفية ، وخاضت في وحل الماضي البغيض ، وصارت حاضنة ورافعة ومُنتجة لإفرازات الكراهية الإقصائية التكفيرية والتخوينية ، بكل اشكالها ومواقعها وتداعياتها ..ولكونها بمعظمها حركات واحزاب وتيارات تتلفع بثوب الدين ( حتى الحركات الاثنية منها ).. صرنا نواجه ( رويبضة ) في كل زقاق ، وعلى شاشة كل تلفاز ، وفي صدر كل مجلس ، وعلى كرسي كل منصب ، وفي موقع كل وظيفة عامة!
ويُنَسِّبُ الطائفيون المتنازعون الكثير من الأقوال لأوليائهم ( صدقاً ام كذباً ) ..ككل الاقوال والأفعال الحسنة ( على ندرتها ) في تاريخنا الملتبس الذي دَوَّنَهُ وعّاظ السلاطين ولاعقوا ( المواعين )..ولم يصل الينا الاّ بعض ماتركه شهداء الحقيقة ..من معارضي التجهيل والتكفير والإفساد..الذين صلبتهم سيوف السلاطين على محاريبهم بفتاوى ( الرويبضات ) وأتلفوا تراثهم الفكري!
ومنه ما يُنسب إلى الخليفة الرابع علي بن ابي طالب:
رأيتُ العقـل عقليــن فمطبوع ومسمـوع
ولا ينفـع مسـمـوع إذا لم يـك مطبـوع
كما لا تنفع الشمــس وضوء العين ممنــوع...
و المراد بالمسموع ( المؤثر المادي الخارجي )..والمطبوع ( العقل الفاعل )..( العقل الذي يستطيع ان يُحاكم ، ويُسدد ، ويُصَوِّب ، ويُفكِّر بشكل داخلي مستقل) - ارسطو.
ولان مجتمعاتنا في طور التكوين والصراع ( الطبقي ) و( العقلي ) نتيجة لعوامل مادية تراكمية تأريخية وموضوعية ، وضعت بلداننا ومجتمعاتنا في مراتب تنموية متدنية ، فإن دور ( العقل الفاعل ) سيبقى مؤثراً في إحداث التغيير بالبيئة المادية المؤثرة بالعقل..رغم عوامل التخلف المادي الشامل والتدني المعرفي المجتمعي التي افرزتها حقب متعاقبة من الانظمة المستبدة التي استخدمت ومازالت ( الدين الطائفي ) سلاحاً لفقئ البصائر من أجل إدامة التسلط !
لان( ليس هناك من أمر نهائي مطلق مقدس.. كل شيء وفي كل شيء خاتم الهلاك المحتوم، وليس ثمة شيء قادر على الصمود غير الحركة التي لا تنقطع، حركة الصيرورة والفناء، حركة التصاعد أبداً دون توقف من الأدنى إلى الأعلى. وهذه الفلسفة نفسها ليست إلا مجرد انعكاس هذه الحركة في الدماغ المفكر)..فان كان الانسان يصنع التاريخ بيده فعلى الانسان ان يصنع الواقع الذي يلائمه ويلائم متطلباته كانسان. "لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" لفردريك انجلز.
والى جانب ضرورة ( الولاء للعقل ) يأتي ( الإنتماء للوطن ) كعامل موضوعي لتحقيق ( التحرر ) للفرد والمجتمع.. وصناعة حاضر عاقل ومستقبل آمن..
قال الأصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل ، فانظر كيف تحننه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه ، وبكاؤه على ما مضى من زمانه )!! .
ويقول ايضا: ( قالت الهند : ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوانات ، الإبل تحن إلى أوطانها ، وإن كان عهدها بها بعيداً ، والطير إلى وكره ، وإن كان موضعه مجدباً ، والإنسان إلى وطنه ، وإن كان غيره أكثر نفعاً )!
وفي قاموس علم الاجتماع تم تعريف ( المواطنة ) على أنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي (دولة)..وليس (حكومة )، ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول ( الولاء )، ويتولى الطرف الثاني ( الحماية )، وتتحدد هذه العلاقة بين الفرد والدولة عن طريق القانون"
وهنا نتساءل:
• هل بإمكان الدولة الفاشلة والفاسدة ان تحمي مواطنيها وتعمر بلادها؟
وخاصة عندما يكون ولاء الحاكمين لغير العقل ولغير الوطن؟
حسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية يحتل العراق المرتبة 171 من مجموع 177 دولة، على سلم الفساد.
وفي احدث تقرير لمنظمة الشفافية العالمية وضعت كل من البحرين والعراق وعُمان والمغرب وتونس بالإضافة إلى قطر والمملكة العربية السعودية في درجة الفساد الدفاعي الثالثة أو ما سمته منظمة الشفافية الدولية بـ "خطر مرتفع للغاية،".CNN
كما أعلنت هيئة النزاهة العراقية ان "أكثر من ترليون و14 مليون دولار من أموال العراق، هربت إلى الخارج، خلال الفترة من عام 2002 حتى 2013 " .. وأن هناك نحو 750 أمرا، بالقبض على وزراء ووكلاء وزراء ومديرين، بتهم منها 331 قضية تتعلق بقضايا اختلاس، و225 بتهم التزوير، و215 قضية تتعلق بتلقي رشى، كما كشفت عن كارثة الفساد الكبرى، التي تواجه العراق وأموال الشعب المنهوبة والمهربة إلى الخارج.نتيجة امتناع دول مؤثرة عن رفع الحماية عن تلك الاموال وإحالة لصوص المليارات والملايين للقضاء.
واتهم الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، علي العلاق، البنك المركزي العراقي، بالمسؤولية عن تهريب 180 مليار دينار عراقي (138.5 مليون دولار)، خلال السنوات الماضية، بسبب ضعف الإجراءات الرقابية على حركة الأموال، وذلك في وقت هبط فيه سعر صرف العملة العراقية، بصورة كبيرة مقابل الدولار الأمريكي.
ونقلت صحيفة الصباح الحكومية عن العلاق قوله، إن تقريرا سابقا أصدره ديوان الرقابة المالية، أكد أن عمليات التحويل الخارجي، لا تتم وفق القانون أو التعليمات، وإن أقل من 5% فقط من التحويلات تتم بطريقة قانونية.
في وقت إمتنع (نواب الشعب!!!!) عن إقرار أهم القوانين ذات الصلة بحياة الناس ومصيرهم ومستقبل وطنهم على مدى دورتين انتخابيتين..وتدافعوا كسَلاّبين في دار منهوبة..لإقرار قانون إمتيازاتهم المُخجلة!
وفي فوضى الحملات الانتخابية اليوم يتلازم ( الإستخفاف بالعقول ) و( غياب الشفافية ) و( تفشي الفساد ) وصتيت المتاجرين بالشعارات ( الطائفية والعرقية ) والوعود ( الميتافيزيقية ) ، في ذات الوقت الذي يتدهور فيه الوضع الامني ، ويتمدد تنظيم القاعدة ومشتقاته في حزام بغداد ، بعد أن انتشر بقوة أكبر من ذي قبل في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك وبابل وواسط . ، مع انفضاح مصادر إفساد بأموال خفية في الداخل، تتدفق على شبكات المحاسيب والأتباع، ومن قوى خارجية تريد الحفاظ على نفوذها..على حساب مصلحة العراقيين ومصير وطنهم.
وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة فايننشيال تايمز، عن زيد العلي، مستشار الأمم المتحدة السابق في بغداد، قوله: ( إن الأحزاب السياسية الموجودة عملت طوال أحد عشر عامًا، منذ الغزو الأمريكي، على مدّ جذورها العميقة في الدولة، فهي تسيطر على وزارات ومؤسسات مختلفة، وتغترف الكثير من مال الدولة، لشراء الأصوات وتمويل شبكات المحسوبية).
وكانت عالية نصيف، عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي، حذرت في وقت سابق من هذا الشهر، قائلة إن المال يجد طريقه إلى الحملات الانتخابية للأحزاب من الخارج، ومن الفساد الحكومي المتفشي في هذا البلد.
وحذرت مصادر مطلعة، من أن الأحزاب الكبيرة تتلقى تمويلًا من شركات، أُنشئت برعاية هذه الأحزاب وحمايتها. وبحسب هذه المصادر، فإن الوزارات التي تسيطر عليها أحزاب معينة، تطالب بعمولات مقابل منح هذه الشركات عقودًا ومقاولات مربحة.
ان المنعطف التأريخي الذي يعيشه العراق والمنطقة يشترط شحذ الوعي وإتخاذ موقف واضح وصريح وموثق بالبطاقة الانتخابية ..بعنوان:
(رفض إعادة انتخاب خصوم العقول ومفسدي الوطن)
وإنتخاب ( التحالف المدني الديمقراطي ) الذي يجب أن يلتزم بالإرتكاز الى ( العقل الفاعل) ، ويُعَمِّر الوطن المُستباح ، ويفصل الدين عن الدولة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة