الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متفرقات بنقد الدين والمتدينين-5

فادي كمال الصباح

2014 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


متفرقات بنقد الدين والمتدينين, هي مجرد خواطر و أفكار لادينية متفرقة,دونتها على أوراقي على فترات متباعدة بلا ارتباط فيما بينها ,تجمعت مع الزمن وأحببت أن أشارك غيري بها , كي لا تبقى سجينة قصاصات الورق:

1) الفكر اللاديني قديم بقدم الاديان، مع ذلك نجد أن الاديان تتصارع فيما بينها و حتى في الدين الواحد مع وجود مرجعية واحدة مشتركة تفرق الى مذاهب كثيرة متصارعة فيما بينها ايضا، بينما الفكر اللاديني مع عدم وجود مرجعية مشتركة، مذاهبه معدودة ،لم يرد أن احدها تصارع مع الاخر ،يتعايشون و يتحاورون بكل سلام و اطمئنان.

2) اسلوب تقديم كبش فداء، لتلميع صورة الاسلام الذي يتبعه القرآنيون و العدنانيون، عبر نسب كل أمر بات مصدر ازعاج و حرج أمام الاخرين في عصر الحداثة، الى أنه اجتهاد وانحرافات من الصحابة و حتى أقرب الصحابة كالخلفاء الراشدين و الفقهاء والحكام ،هو بمثابة من فمك أدينك، فهم بكل بساطة و أريحة دون تكلفهم أي عناء تبرير يقرون بمسؤولية هؤلاء عن الجانب السلبي في الاسلام المدون في السيرة،و عندما يصلون لسيرة النبي المدونة بنفس الكتب التي شنعوا على هؤلاء افعالهم، يرفضونها بشكل كامل و بلا أي تردد و عندما يجدون صريح القرآن متوافق مع تلك السير يخلقون المبررات و التأويلات والمعاني ،بما يناقض 1400 سنة من فهم وانتهاج المسلمين لها، فإن كان الخلفاء الراشدين اقرب الناس للنبي لم يفهموا الاسلام بنظركم ،أتريدون اقناع العالم بعد 1400 سنة بأنكم اكتشفتم حقيقته اليوم.

3) مهما دفع المؤمنون فقراء أو أغنياء من صدقات و خمس و زكاة و كفارات و نذورات و تبرعات ، سيظل رجال الدين يشكون قلة اقبالهم على التصدق والتبرع، ويتحسرون على تفريطهم بما كان سيحل مشكلة الفقر والعوز ، في وقت تتزايد أعداد هؤلاء الرجال الدين و ثرواتهم و تتفخم مساجدهم و مراكزهم الدعوية و تتوسع مؤسساتهم الخيرية!، مع تزايد بأعداد الفقراء وازدياد سوء أحوالهم.

4) كانت فكرة الاله الخالق الرازق الشافي الراعي، فكرة لطيفة تحاكي الضعف البشري باحلامه و مخاوفه ، الى أن جاء من سخر لطافة الفكرة الى وسيلة لاستغلال البشر ماديا و جسديا و معنويا، خدمة لاهداف النفوذ و السيطرة و التوسع و التغلب والتسلط و الاثراء الطفيلي.

5) قبل عدة سنوات كان مجرد التلميح لفكرة تنتقد مسألة بالدين، سببا لتلقي عشرات التعليقات المتهجمة و المحذرة من مغبة الطرح، أما فقد كسرت أغلب الحواجز أمام الأسئلة و باتت الأغلبية معتادة على وجود أفكار أخرى تعارض فكرتها الدينية و تقابلها بالنقاش، فبمجرد تقبل الناس للنقاش بشأن معتقداتهم هو خطوة كبيرة بتحرر العقول.

6) حاليا هنالك تيار اسلامي يريد أقناعك،بأن:
فاقطعوا ايديهم، و اضربوهن، وما ملكت ايمانكم، و ضرب الرقاب، و اقتلوهم، و ليدفعوا الجزية،و حور عين، و اذ تتوفاهم الملائكة، والشمس تجري، و الارض مددناها..معناها الحقيقي هو غير ما فهمه و فسره المسلمون طيلة 1400سنة !.

7) هل من المعقول أن دين جعله اله خالق للكون دينا نهائيا للبشرية و وعد بحفظه و صونه ،أن يحتاج لبشر لاصلاح عقائد و مفاهيم خاطئة ترسخت لدى اتباعه طيلة أكثر من ألف سنة و مئات، فأين كان الله طيلة تلك الفترة و لم يمنع الانحراف؟!.

8) من هم الأقرب الى فهم روح النص المقدس الذين عاصروا من أظهره أما الذين ظهروا بعد 1400؟! .

9) عندي قناعة أكثر المفكرين أو الرجال الدين الاصلاحيين ممن يدعون للاصلاح بالدين هم بالحقيقة لا يؤمنون به ،و من يدعون على الصعيد المذهبي هم غير مقتنعين بها اساسا.

10) عذر أقبح من ذنب ما يبرر به اتباع الاديان الابراهيمية التعارض الفاضح ما بين العلم و الكتب المقدسة، بحجة عدم كون تلك الكتب كتب علمية أو أن هدفها ليس عرض الحقائق العلمية، فهل يعقل أن اله خالق للكون يتكلم عن أشياء بغير حقيقتها ؟، منهم كما حال المسلمين يتحججون بأنه يتكلم بلغة و عقل القوم الذين انزل عليهم كتابه!، و أمام هذه الحجة نسأل ألم يكن بإمكانه التكلم بلغتهم دون أن يناقض العلم؟،و كيف لنا بهذه الحالة أن نفرق بين كون هذا الكلام من خالق بلغة قوم سابقين او من كلام قوم سابقين عن خالق بالنسبة لهم؟ ،كما ألا تدعون أن كلامه صالح لكل زمان و مكان فلماذا لم يتكلم بحقائق هذا الزمان و لا سيما أن السابقين لن يكون لديهم مشكلة في بعض الأمور الغير مفهومة لديهم كما حال الكثير من الآيات التي تتكلم عن كيفية خلق السموات والارض و عرش الله و حملته وكرسيه؟.

11) من معالم صدق اتهامات الشيوخ للمفكرين و المثقفين اللادينيين،بأن نقدهم للفكر الديني نابع من حب للشهرة والظهور على مبدأ خالف تعرف، هي المحبة الواسعة للناس لهم و تقاتل الفضائيات على استضافتهم، و الأموال و الهدايا المغدقة عليهم، و تدافع الناس لتقبيل اياديهم، و صفحاتهم الفيسبوكية التي تفيض بملايين المعجبين، و تقاطر الناس على بيوتهم ،و انصياعهم لاشارتهم، و هتافاتهم لهم بالروح بالدم، و هيجانهم لهم لو احدهم تعرض لكلمة سوء، و عرض كتبهم في الواجهات و نفاذ نسخهها بسرعة فائقة،...الخ.

12) دائما ما يوجه الاتهام للفكر اللاديني بأنه يمهد الطريق للانسان كي يرتكب الجرائم و السلوك السلوك اللااخلاقي بعكس الفكر الديني الذي يهذب النفس البشرية. لا ننكر أن الفكر الديني بترغيباته و ترهيباته و تلقيناته الطقوسية الدائمة يساهم لقسم من اتباعه بأن يهذبوا نفوسهم ،لكن من جهة أخرى يوفر لهم مبررات عدة ترفع عنهم مسؤولية افعالهم اللااخلاقية تحت عناوين ضعف النفس،و الظروف المكانية والزمانية،و وسوسة الشيطان، والابتلاء والامتحان من الله، والقضاء والقدر. وأيضا يفتح لهم مجالا واسعا لتنظيف سجلاتهم من مخالفاتهم عبر التوبة و البدل المادي و طقوس تمحو السيئات و امل كبير بالشفاعة و العفو العام الالهي بعد الموت، وهذا ما يقلل من الرادع لديهم لارتكاب الفعل المنافي. أما بالفكر اللاديني ليس هنالك من مبررات لاتباعه امام المخالفات سوى ضعف النفس مع اقرار بالمسؤولية الشخصية و منهم من يلقي اللوم على الظروف الزمانية والمكانية التي يشترك بها ايضا مع الديني.

13) فرضية وجود بشر اخرين او كائنات حية على كوكب أخر فرضية قوية نظرا لقوة المعطيات التي التي يمكن اسانادها بها،كوجودنا و وجود مليارات الاجسام الفضائية و كواكب لها مواصفات شبيهة بكوكبنا ،لكنها تبقى فرضية ظنية و لا يمكن أن تصبح عقيدة يجب الايمان بها و يوصف من لا يؤمن بها بالأحمق مع أن الادلة عليها أقوى مما يستند به على فرضية الخالق، نظرا ليقيننا بوجود البشر ولم يسبق لنا أن عاينا اله او شبه اله او أي كائن حي خارق للعادة يصنف ماورائي. لذا علينا أن نضع الأمور ضمن مكانها الطبيعي و حجمها الفكري بأن تكون نظرية الخالق ظنية من الحق المحترم لكل انسان الايمان بها او عدمه ولا التقليل من شأن أي انسان اخذ بها أم لم يأخذ.

14) عندما يؤمن البعض بوجود الجن استنادا لايمان اناس سابقين و اثار مادية لحوادث غريبة نسب فعلها للجان, لا يعني أن الجن موجود حقيقة كيقين وجود البشر بل هو لا يخرج من نطاق الفكرة التي لم تصل الى مرحلة الاثبات الوجودي اليقيني. على ضوء هذا المثال كل الأمور الماورائية هي مجرد أفكار نظرية لا وجود لها واقعا لتأكيدها بشكل قاطع, من فكرة الخالق الى الملائكة و مختلف الأمور الغيبية أو الميتافيزيقية بالتعبير الفلسفي.

15) بكل فخر و إعتزاز, يستعرضون أراء هيجل و اسبينوزا التي تدعم فرضية الخالق, لكن هل يجرؤن أن يكملوا المشهد و يستعرضوا أراء هيجل واسبينوزا عن الالهة التي تقدمها الاديان؟!

16) حضرة المنهجي العلمي العقلاني المؤمن, قبل أن تتحفنا بمنهجيتك لاثبات نظرية الخالق بشكل عام و التي تحاول عبرها الضحك على عقول الناس لتقفز منها بلا أي دليل لتثبت أنه اله دينك الذي لا تصلح حكمته حتى للأدب الساخر و افلام الكارتون, هل يمكنك إثبات وجود ريشة من اجنحة ملائكة ربك المساعدين, او ورقة شجرة من أشجار جنته ,أو شرارة من جهنمه؟!.

17) مجرمو و سفاحو الاسلام اليوم يحاولون تخفيف حجم جرائمهم أمام المسلمين والعالم بقياسها بجرائم امريكا والغرب في الحروب العالمية و غيرها , فإن كان العالم عانى ما عاناه منهم و شاهد ما شاهد من فظائعهم بما يملكونه من سلاح و عدد قليل فماذا يمكن أن يفعلوه لو امتلاكوا سلاح و جيوش الغرب وامريكا.

18) بسرعة فائقة و بكل اطمئنان يرفض المؤمن الباحث بالاديان الأخرى أصول عقائدية لهم والتي يدافع عنها أصحابها بوجه اي نقد بكل ما اتوا من تأويل و تبرير كما يفعل هو تجاه اصول دينه و الشبهات حولها.

19) تقريبا لا احد يعترف بان قناعته الدينية أتت بفعل الوراثة والتلقين منذ الصغر ,لا بل يتباهى بأنه بحث بالأديان والمذاهب الأخرى و لم يقتنع بما تطرحه و بحثه هذا جعله على يقين بأن معتقده هو الحق. و يالمحاسن الصدف , أن الحق المطلق لا يكون الا بما ورثه عن آبائه.

20) كيف يمكن لك أن تتوقع تعايش و محبة بين مكونات مجتمع متعدد الطوائف والاديان, فيما كل مكون بينها يربى أبناءه منذ الصغر على أن المكونات الأخرى ضالة أو كافرة أو هالكة مصيرها النار.

21) كيف يمكن لك ان تتوقع حرية في مجتمعات تعبد إلها أساس الحرية لديه إما أن تعبده أو يحرقك!.

22) تنطلي على الكثيرين دعاية البعض باستغلاله لانجازاته العلمية أو انتصاراته العسكرية, كدليل أحقية الخط الذي ينتهجه و العقيدة التي يعتنقها, متجاهلا أن بمعياره تصبح الصهيونية أو الامبريالية أو حتى النازية هي المنهج و العقيدة الحق نتيجة انجازاتها و انتصاراتها.

23) نسبة لا بأس بها من الملحدين لا يختلفون عن الوهابية بنشر الكراهية و أحادية الفكر و توهم امتلاك الحقيقة المطلق, الاستهزاء و الاحتقار تجاه الأخر, بالعنصرية, بالاقصائية, بلا اخلاق ,بلا احترام لحق الانسان بحرية الاعتقاد و التفكير, بسلاطة اللسان, بالسطحية في التفكير و قراءة الواقع .

24) كيفما تقلب وجهك في تاريخ و واقع العالم العربي والاسلامي, ترى مشاهد السحل والجلد و الصلب و القطع والحرق و الخوزقة و معظمعا بمبررات دينية, ترى لماذا كل هذه الهمجية في أمة تدعي إمتلاكها ينبوع مكارم الاخلاق!.

25) الحقائق ليست بحاجة لتلقين يومي مكرر خمس مرات طلية الحياة, للالتزام و الاقتناع بها, تصور أن علماء الفلك يطلبون من تلاميذهم ترديد كل يوم لخمس مرات أن الشمس في مجموعتنا الشمسية واحدة لا شريكة لها و أن الحرارة التي نشعر بها مرسلة منها.

26) الدين يتم تلقينه للمسلم من لحظة الولادة عبر الاذان و الاقامة في اذن المولود الجديد مرورا بكل المراحل اللاحقة عبر مختلف الطقوس اليومية و الموسمية و العادات و الميديا , وصولا الى تلقينه الشهادة و هو بالقبر..لذلك يمكن إعتبار الدين الاسلامي أوثق دين يحكم السيطرة على أتباعه.

27) الحقائق لا يمكن لأدهى العقول ان تشكك الناس بها وهي قادرة على الدفاع عن نفسها بما تملك من قوة وجود وتماسك المنطق و صلابة الحجة, على سبيل المثال :حقيقة ان الارض تدور حول الشمس او ان الشمس تعطي الحرارة للأرض ,هل يمكن لأحد أن يشكك الناس بها ؟!...ان كانت الاديان والكتب المقدسة من الله حقا لما تمكن احد من بذر الشك بعقل غيره عدا عن اقناعه بالعكس ولما اضطر المؤمن لكل تلك الجهود بالدفاع عنها حتى بوجه اناس تلقموها منذ الصغر و مع ذلك عندما شغلوا عقولهم نبت الشك لديهم.

28) كما تظن انك محظوظ بدينك و مذهبك و امتلاكك الحق اﻷ-;-وحد بالدليل القاطع ..كذلك يظن غيرك و يعتبرك ضال و هالك لأنك على غير دينه.

29) من أسوء الاستغلال استغلال المظلوم المتعاطفين مع قضيته ليقدموا التضحيات عنه.

30) اتوقع بعد الصراع السوري و الهزائم المتلاحقة للجهاديين ,أن يرتد الكثير من السنة عن الاسلام و يخبو التطرف لديهم ,بينما سيتجه الشيعة نحو التطرف ,الهزيمة او الانتصار بالحروب هي غالبا المعيار الذي يختبر به المؤمن إلهه و امتلاكه الحقيقة المطلقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 26 - 22:18 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .


2 - الخرافة
قاسم ( 2014 / 4 / 27 - 11:29 )
عندما كنت مخدرا لم أكن ألاحظ أن القصص الديني لا وجود تاريخي لها ، فلا موسى و لا يوسف و أي معجزات سجلها التاريخ ، و لا سليمان و لا بلقيس و لا خرابيط ..لم انتبه لمفارقة أن إله قادر يأمر أتباعه بنهب أموال الآخرين بدل من أن يرزقهم ، و لا ببشاعة السبي و نكاح المسبيات اللاتي لا ذنب لهن و استرقاق الأطفال ... أما خرافات السماوات السبع و الأرضين السبع و قصة الخلق المأخوذة بحذافيرها من أساطير الحضارات السابقة ، و بقية الأساطير فتلك كانت بداية الرؤية .. لن يستطيع المؤمنون الرؤية فهم يحتاجون للخرافة لأنهم لا يتحملون رؤية الضوء لعيشهم في الظلام أزمانا متطاولة ... استغرب كيف لإله أن يظهر نفسه لشخص في كهف و يغير رأيه مرات عديدة يسميها اتباعه بالناسخ و المنسوخ ، قال مرة : (الآن علم الله أن فيكم ضعفا...) يا لها من مسخرة سلام على العقل


3 - شكر الاخ قاسم
فادي كمال الصباح ( 2014 / 4 / 27 - 13:20 )
أشكرك أخ قاسم على مداخلتك والتي كما ذكرت تحصل مع كل من أرد أن يتأكد من الحقيقة بنفسه فيكتشف زيف ما لقن به طيلة حياته

اخر الافلام

.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ