الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال العالم في ظل المتغيرات العالمية

محمد جوابره

2014 / 4 / 27
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


1. هل تعتقد ــ ين أن نتائج ربيع - ثورات العالم العربي جاءت بنتائج ايجابية في تحسين حالة العمال المعيشية, ووضعت حداً للاستغلال والظلم اللذان يتعرضان لهُ؟
بداية وحتى يكون للحديث منطق غير انفعالي أو منحاز لهذه الحيثية أو تلك من نتائج الانتفاض الشعبي العربي . فان ما جري ويجرى في الوطن العربي هو حالة انتفاض عبرت فيها الشعوب العربية عن رفضها للواقع القائم الذي اتسم بتبعية مطلقة للامبريالية وعولمتها المتوحشة من قبل الأنظمة الاستبدادية القائمة وتحولت إلى أدوات لتنفيذ سياسات وأجندات ليس لها علاقة بطموح وأهداف الأمة بالوحدة والتحرر من ناحية والعجز عن تحقيق أي ملامح تؤشر لبناء اقتصادي قادر على توظيف الثروات بما يخدم التنمية الحقيقة القادرة على استيعاب الأيدي العاملة المتزايدة وتوزيع عادل للثروات في مواجهة الفقر والتخلف بل إن البلدان العربية تحولت إلى مزارع لهذا الحاكم أو ذاك ومن يحيط به من شرائح اجتماعية فاسدة من الكمبروادور وتحولت الأحزاب السياسية المسيطرة على الحكم إلى أداة لإفساد المجتمع عبر الاستئثار بالمقدرات وتقاسمها على أعضاء الحزب ومن يحيط بهم .
إن هذا الواقع خلق حالة لم يعد فيها ممكنا الاستمرار فلا الأنظمة قادرة على تغيير أسلوب حكمها ولا الشعوب قادرة على الاستمرار بالعيش بنفس الطريقة.. فكانت حالة الانتفاض التي كان لتونس ومحمد بو عزيزه فيها القشة التي قسمت ظهر البعير والشرارة التي أوقدت نيران الانتفاض الشعبي .
ولكن هذا الانتفاض وعلى الرغم من قدرته على إسقاط أنظمة عاتية تستقوي بأجهزة أمنية غاية في القوة والقمع فقد واجه معضلة القيادة والوجهة التي يجب أن ينضبط لها , بما يحقق المصالح الحقيقية للمنتفضين من الشباب وكافة الطبقات والشرائح الفقيرة والمهمشة . فكان للقوى الدينية باعتبارها أكثر القوى تنظيما وقدرة على قطف الثمار السياسية بالوصول الى السلطة الذي حاولت تعزيزه عبر عقد صفقات مع القوى الامبريالية تمكنها من البقاء في الحكم ولكن في المقابل كان عليها ان تدفع ثمن ذلك بالتعهد بالحفاظ على المصالح العليا للدول الامبريالية في المنطقة العربية . ولهذا فقد أعادت إنتاج الأزمات فأنتجت شكل جديد من التبعية التي حاولت تبريرها بخطاب ديني الأمر الذي أعاد إنتاج الأزمات الاقتصادية ولم تستطيع ان تقدم أي مشروع اقتصادي قابل للتطور .. ومعالجة الأزمات .
إن الحالة السائدة اليوم لا زالت في إطار الحراك حيث لم تستقر الأوضاع بعد بل إن الصراعات والتناقضات تعمقت أكثر وأكثر ودخل فيها السياسي التحرري بالاقتصادي التنموي والمقاوم بغير المقاوم والإرهاب بالثوري الحقيقي والقومي والديني والأثني والعرقي بالدفاع عن وحدة الدولة . ولكن كل ذلك لا زال في إطار من الحركة التي تتسم بطابع عنفي غير مسبوق فلم تعد القضايا التنموية في المقام الأول من الأولويات بل تحولات الأولوية إلى الأمن والحفاظ على وحدة الدولة .

2. وكيف كان تأثيره على نمو وتطور الحركة العمالية ومنظماتها ونقاباتها؟و كيف تقيّم ــ ين الدور الذي تقوم به الاتحادات والنقابات العمالية في الشارع العربي، ومحليا في بلدك؟
لا يمكن الحديث عن حركة عمالية ثورية ونقابات تحمل طابعا تقدميا بدون هوية فكرية ثورية واعتقد ان جوهر المشكلة التي تعانيها النقابات على وجه الخصوص هي ابتعاد الحركة الثورية ممثلة بالقوى السياسة الثورية عن العمل النقابي والاكتفاء بالاستخدام اللفظي للانحياز للطبقات الفقيرة والمهمشة دون ربطه بالممارسات العملية الفاعلة التي تلامس هموم الفقراء وتتحول إلى قيادة حقيقية لنضالاتهم . بل إن الأحزاب اليسارية اكتفت بالبحث عن حصص تمثيلية لها داخل النقابات التي سيطرت عليها قوى تستمد نفوذها وقوتها من دعم الأنظمة القائمة لها . وحتى أنها لم تقم بدور النضال في النقابات الصفراء (على حد قول لينين) .
ولا زالت مجمل النقابات تعيش حالة أشبه إلى البني الرسمية حتى أن العمال أصبحوا لا يفرقون بين المؤسسات الحكومية الرسمية والنقابات . وهذا بحاجة الى بناء نقابات وحركة نقابية ذات لون وبرنامج واضح يؤسس لاستعادة دور الحركة العمالية الثورية القادرة على تنظيم العمال وقيادة نضالهم حتى تحقيق أهدافهم في الحرية والعدالة الاجتماعية .
وعلى الرغم من ذلك فقد لعبت بعض النقابات دورا في الأحداث الجارية مما كسر حالة الاحتكار في العمل النقابي ( في إطار شبه رسمي ) وأتاح المجال للبدء ببناء نقابات حقيقية تعكس هموم العمال وتجبر الحكومات على الاستجابة لتلبية مطالبهم بتوزيع عادل للثروات ودور مؤثر في رسم السياسات الرسمية السياسية والاقتصادية .

3. هل تعتقد ــ ين أن الربيع العربي ترك أثراً ثوريا في الشارع العالمي؟
إن تجارب الشعوب تتحول بشكل موضوعي إلى دروس وعبر ملهمة للآخرين وهناك "قوة المثل" التي تفعل فعلها وتفيد بالاستفادة من التجربة من حيث طبيعتها الثورية واليات عملها من ناحية وتعطي دفعة بإمكانية التمرد ورفض الواقع رغم كل الصعوبات وحالات الاستكانة التي تبدوا وكأن الوقع ساكن في حين إن فعل الحركة يؤكد استمرارية تأثيراته ولو طال السكون النسبي .
اما تأثير ما حدث في الوطن العربي على المستوى العالمي فهو يتجلى في الحركات الاجتماعية الآخذة بالاتساع والعمل ضد العولمة المتوحشة وكل مظاهر الاستعمار والعنصرية والاستغلال . وهي بمجملها حركة الشعوب المعبرة دوما عن حقها في الحرية والعدالة الاجتماعية في مواجهة توغل رأس المال وكل ما يرافقه من مظاهر اضطهاد قومي وطبقي


4. هل ترى-ين ان الأحزاب اليسارية ساهمت في تشتيت الحركة العمالية من خلال نقل الصراعات والخلافات الفكرية النخبوية الحزبية إلى العمال ومنظماتهم؟
تعاني الأحزاب اليسارية من معضلة فكرية فلم تعد المرجعية الفكرية اليسارية هي محور التحليل والفعل بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وصعود الليبرالية الجديدة فقد دمجت العديد من الأحزاب بين الفكر الاشتراكي والليبرالية وبالتالي لم تعد لها رسالة واضحة تقدمها لعموم الجماهير الشعبية يتضح فيها الفصل بين الاشتراكية الثورية والليبرالية الرأسمالية.
وهذا ما جعلها تتحول إلى أحزاب نخبوية تلهث رواء الفتات الذي يقدمه لها المجتمع الدولي وفق آليات دعم المجتمع المدني الأمر الذي خلق شرائح اجتماعية منتفعة وظيفتها تشويه الفكر والنضال بما يخدم بقائها واستمرار مصالحها .
إن العمال بحاجة إلى حركة عمالية ثورية تنطلق من نظرية ثورية أولا وتعتمد كل أشكال التنظيم والنضال الديمقراطي والنقابي ببعد ثوري اشتراكي واضح من شانه أن يفضح القيادات الفاسدة التي تربعت على عروش المنظمات النقابية وحولتها إلى مؤسسات شكلية ووكالات للسفر وجني الغنائم على حساب العمال . ولمواجهة ذلك نحن بحاجة إلى قادة نقابيين حقيقيين لا يلهثون وراء مكاسب ضيقة تبقيهم في دائرة الفعل التابع . ونحن بحاجة إلى أحزاب ثورية تحسم هويتها وانتمائها الفكري دون أي مواربة وتلتصق بالجماهير لتداوي همومها وتدفعهم للانخراط في النضال الثوري بعيدا عن عقلية الاستخدام .

5. كيف ترى ــ ين مستقبل نضال الحركة العمالية عالميا في ظل انتشار العولمة واستمرار الدول الكبرى في سياساتها الرامية لإفلاس أغلب البلدان والسيطرة عليها اقتصادياً , وتجويع مئات الملايين من العمال والفلاحين في العالم ؟ وكيف يمكن الوصول إلى تشكيل سقف عالمي أو اتحاد يجمع كل عمال العالم في نضالهم ضد الظلم والاستغلال؟
ان نضال الحركة العمالية واستمراره حالة موضوعية بحكم استمرار الصراع الطبقي وديمومته . وهو التعبير الحقيقي عن الحاجة الملحة لعموم عمال العالم في سياق نضالهم من اجل العدالة والمساواة والحرية . فالتوزيع الغير عادل للثروات والذي يجعل من فئات محدودة في المجتمع تستأثر بمعظم الخيرات على مستوى البلد الواحد وعلى المستوى العالمي بحكم انتشار العولمة مقابل الأغلبية الساحقة والمنتجة فعلا لا تحصل إلا على ما يبقيها على قيد الحياة وتتحول إلى وسيلة لإثراء الطبقات المسيطرة على وسائل الإنتاج والثروات. وهذا ما يبقي الصراع دائم الاتقاد .. وليس أمام جموع العمال والفقراء والمهمشين إلا اللجوء للتنظيم والنضال لنيل حقوقهم .
وطالما إن طبيعة الأشياء دائمة الحراك والتفاعل فلا بد من وجود آليات ووسائل تمكن العمال من التعبير عن أنفسهم وصولا إلى تحقيق مطالبهم في العدالة والحرية . وان عمال العالم وبحكم وحدة مصالحهم فلا بد لهم من الاتحاد في مواجهة الامبريالية المتوحشة عبر بناء مؤسساتهم السياسية والنقابية وتفعيل دورهم ونضالهم الاممي مع كافة الحلفاء الطبيعيين من طبقات فقيرة وقوى عالمية تحررية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ