الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جوائز الفن بين الحظ والاستحقاق
سعدي عباس العبد
2014 / 4 / 28الادب والفن
**
• جوائز الفن بين الحظ والاستحقاق
__________________________
• الحظ مفردة ذات مدلول يتفاوت بين الواقعي والحقيقي في معناها او ماتضمره .. وبين ضروب الغيب والمتخيّل .. فالفاشلون غالبا مايعزون اسباب فشلهم إلى الحظ النحس الذي كان يلازمهم على الدوام ........ ولاادري مدى حقيقة مايذهبون اليه .. لاشك ثمة نسبة من الحظ في وجهييه الاسود والابيض او السلبي والايجابي . تلازم الفرد .. حتى قيل انّ الجنّة لن يدخلها الا من اتى مقدارا ما , من الحظ يؤهله لولوج باب الفردوس .. والحظ يتباين في اهميته ومقداره بين البشر ..فمثلا ثمة اصوات في الحقل الغنائي الفني على مستوى راقي من الجودة والاهمية كفيلة بان ترتقي بصاحبه لمصاف الفنانين ممن لهم شأن في الساحة الغنائية .. بيد انه يحيا في الظل مغمورا .. يرتكن زوايا النسيان . عازيا ذلك لعامل الحظ , الذي اسهم في تعزيز قوّة النسيان التي ما انفكت تلازمه .. وهو في الغالب يملك مقدار ما , من حقيقة الامر المتعلق بالحظ .. فالعديد من الاصوات المطمورة في حفر النسيان وغباره , لو قدر لها تتحالف مع الحظ او بمعنى اكثر دقة , لو اسعفها الحظ عبر تضامنه وتحالفه معها . لكان لها شأنا آخر في المشهد الفني الذي يكتظ بالعديد من المواهب المتواضعة ..وتلك المواهب التي تقبع في كهوف من النسيان , اغلبهم يتحدرون من بيئات او مجتمعات ريفية نزحوا لاطراف المدن .. ومن تلك الاطراف تدفقوا , مسلّحين بالمواهب . بيد انّ الموهبة بمفردها لا تكفي , فلابد من نسبة او مقدار من الحظ يآزرها ويعضدها في ارتقاء السفح الفني او المشهد الحافل بالمنغصات والوعورة .. هذا الامر ليس مقتصرا على الحقل الفني الغنائي , فحسب , بل ينسحب الى حقول فنية مجاورة ومغايرة , تشغلها ايضا مواهب متواضعة في العطاء .. غير انّه كان للحظ دورا بالغ الاهمية في علو شأنهم , وارتقاء سلّم الشهرة , وجعل منهم نجوم لامعة في سماء المشهد الفني .. لعل اوّلى طلائع الحظ .. تلوح اوّل ما تلوح ..عبر الجوائز الفنية . _ الجوائز غير البريئة اطلاقا _ والتي تعتمد في الغالب معايير لحساب الجهة المنظمة او الممولة للجائزة ..معايير تتوائم والفكر ومفاهيم وايديولجة المؤسسة المعنية .. فضلا عن الشروط الواجب مراعاتها عند تقييم العمل الفني المقصود ... والا هل يعقل ان تقييم على السبيل المثال الرواية بحفنة روايات دفعت بها دور النشر للجهة المشرفة على تنظيم الجائزة .. لنفترض عدد من تضامن معهم الحظ واسعف دور النشر بدفع رواياتهم للواجهة او الجائز _ كذا عدد _ .. وسترسو في نهاية الامر على احدهم .. هل يعقل ان يجري تقييم جودة الرواية واختزالها بهكذا عدد ضئيل محظوظ , فيما مئات الروايات تبقى مركونة على رفوف التجاهل والنسيان ..جودة الرواية من عدمها لا تقيمها الجائزة غير البريئة وغير الحيادية والخاضعة لمزاج اعضاء اللجنة المشرفة , ناهيك عن مزاج ومآرب واستراتيجيات الجهة المبادرة او المنظمة للجائزة .. الجوائز ليست هي من يمنح جواز مرور نحو جودة العمل المعني من عدمه ..ولكنها تمنح بطاقة مرور ميسّرة نحو عالم النجومية والاضواء ..ولنا في جائزة نوبل الادبية دليل نعتمده .. فكم من الروائيّين كانوا يستحقون تلك الجائزة التي تدور بصددها او حولها الشبهات وكانوا حقا جدرين بنيلها او هي كانت جديرة بهم على علاتها .... اما فيما يتعلق بالجوائز الفنية العربية , فالحديث عن هذا الامر ذو شجون له اوّل وليس له نهاية ويستدعي الكثير من الجراح والشجون او ينكىء العديد من الجراح ... الجوائز في بلدننا العربية تخضع لمعايير بمنأى عن الفن ..واذا حدث ذلك سهوا . فيحدث لكن باعداد من المرات الشحيحة ..اقصد بمنأى عن الفن .. بالزام العمل الفني المتقدم للفوز او المشاركة .. بجملة اشتراطات تتنافى والحرية الواجب توافرها لكل مبدع .. تلك الاشتراطات تحد من حرية المبدع وتحسر مساحة الابداع في حيز يشتغل على على وفق الشروط ..التي بطبيعة الحال تقلص من مسافة الحرية الابداعية .. واذا ما تناولنا فن السينما فهذا الامر لسعته لا تغطيه اشارة عابرة ترد في سياق موضوع مختزل في مروره على اجناس فنية ايضا هي الاخرى تستوجب تغطية منفردة بكل نوع فني
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان