الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل شجن بغداد تألقت روح الأصدقاء بالفرح والوفاء

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

2014 / 4 / 29
الصحافة والاعلام


كانت هذه الزيارة التي قمت بها في بداية هذا الشهر ( شهر نيسان ) هي زيارتي ألأولى لبغداد العاصمة بعد فراق دام لأكثر من ثلاثين عاماً ، ولم أرها ثانية ، ولم اتمكن من الاتصال باصدقائي الذين تركتهم ، ولا أخفي بأن نية زيارتي لمدينة بغداد كانت تراودني منذ سنين طويلة ، ولكن اجهضت هذه النية لظروف قاهرة وكانت اقوى من ارادتي، عزمت بروح الاصرار أن تكون زيارتي للعراق خلال هذا الشهروان يكون ضمن خططي المعدة هي زيارة العاصمة بغداد مهما رافقتها هواجس الظروف الامنية المضطربة ، وقد قمت بترتيب أموري الشخصية وبالاتفاق مع مجموعة من الاصدقاء الاوفياء ،رسيت بسفينة شوقي ولهفتي وعناء رحلتي على شاطيء مدينة بغداد مدينة السلام ودجلة الخير ام البساتين والليالي المزدانة بشموع الفرح والانس والمشوبة بعبق ذكرياتي الماضية في ايام دراستي وعملي الوظيفي والصحفي في ازهى ساعات زمن بغد الجميل.
بعد غياب طويل ولم اكن على موعد مع الاصدقاء جمعتنا بغداد العاصمة في أواخر نيسان ، واتيحت لي فرصة جميلة لالتقي بثلة من الاصدقاء والمحبين واذكر منهم الاستاذ محمد الدليمي ( صاحب الامتياز لجريدة الرشيد ) الذي استقبلني استقبالا رائعا برفقة زميله الاستاذ عباس فاضل (ابو عمار) وبفضلهم قد تمتعت بطعم سفرتي الموفقة . ومن ثم التقينا بالاستاذ سيف القيسي (صاحب الامتياز لجريدة السفير) والاستاذ صالح المياحي (مدير أدارة فضائية الديار الذين رحبوا بنا ترحيبا ملؤها المحبة والوفاء .
حين وطأت أقدامي لأول مرة ومنذ (35) عامًا ارض العاصمة بغداد والتي تعيش دائماً في داخلنا وفي قلوبنا ،انه من الصعب وصف شعوري الكبير ومدى أهمية لقائي بالاصدقاء والمحبين ، لا تسعني بل تغمرني الفرحة العارمة ، وأنا ألتقي باصدقائي الصحفيين والاعلاميين، وكيفية ترحيبهم بي وزيارتي لمقرات الجرائد التي تكانت تربطني بهم بوشائج وعلاقات اخوية ومهنية وكيفية انتقالي ما بين جريدة ومجلة وفضائية ، ولحين آخر لقاء لي لمكتب فضائية الديار ، ومن خلال هذه التنقلات تعرفت على بعض من الوجوه الجديدة والمبدعة من الصحفيين والاعلاميين الذين يشكلون اليوم نواة للثقافة الوطنيةالعراقية في الوطن الغالي في إعلاء شأن ومصلحة الوطن والشعب .
وأخذت اسأل نفسي ، هل أنا في حلم أم في حقيقة بان ألتقي هذه مجموعة من المثقفين ، ولاغناء الذاكرة والبحث في الذكريات عن حاضر وماضي ومستقبل المجتمع العراقي ، واستطيع القول أني فعلا ألتقيت بمجموعة من الشخصيات الثقافية بعد أن أحاطوني بالاحترام والتقدير .
وما أروع اللحظات التي لا تنسى حين تُعطى الإشارة إلى مجمع الذاكرة ليعيدك إلى أيام ماضية وأنت تستعيد شريط الذكريات قبل (35) عامًا إلى الوراء ، لنتذكر حيدرخانة العتيق ومقهى الكندي والدراسة والعمل والحارة التي عشت فيها . وأتذكر تلك الايام الجميلة الهادئة التي قضيتها مع اصدقاء الماضي الذين كانوا برفقتي ، وكنا معاً دائماً لا يفارق احدنا الآخر ، وكنا نتسامر ونقضي اوقاتاً في غاية الروعة رغم البساطة الكبيرة التي كانت تخيم على مجالسنا .
من آلمفارقات الكبيرة التي صادفتني و أدهشتني ثم آلمتني كثيراً .. أثناء تلك الزيارة آلتي جاءت بعد فراق عسير و قسري ظالم ومن خلال تجوالي في شوارع وأحياء مدينة بغداد . فشاهدُت الواقع الجديد لا يتغير عن ماضيه ولم تحدث اي تغير منذ مغادرتي بغداد من هياكلها وعدم ترميم بنيانها القديمة ولا توجد نظافة حقيقة في شوارع المدينة واحياءها ، بانها عبارة عن خرائب وأنقاض ووجود الأزبلة على شكل تلال هنا وهناك والاكياس مكومة على جانب الشوارع مما يجعل منظر المدينة سيء للغاية ، فكذلك وجدت الكثير من العوارض الإسمنتية في الطرقات الجانبية للتخفيف من سرعة السيارات ، وكذلك الجدران الكونكريتية العازلة لحماية الأبنية والمؤسسات من تفجيرات الإرهابيين ، بإضافة الى وجود سيطرات الامنية التي تعرقل حركة المرور وسير السيارات في هذا الشارع او ذاك وخناق وازدحام في عموم المدينة . هناك فوضى كبيرة في مجال طرق والمواصلات وشوارع المدينة المكتظة بالسيارات والناس وفضلا عن انتشار باعة الارصفة في غالبية الشوارع ، وانعدام تنظيم المرور مع تزايد مستمر في عدد السيارات ونقص في اماكن وقوف السيارات وعدم تنظيمها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على