الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلا تحررت سيناء؟

اسلام احمد

2014 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لسيناء مكانة خاصة في نفوس المصريين فقد دفعت مصر ثمنا باهظا كي تستردها وقدمت في سبيل ذلك كثير من التضحيات من دماء أبنائها لذا تحرص مصر دائما على الاحتفال كل عام بعيد تحرير سيناء في الخامس والعشرين من أبريل وهو ذكرى استرداد مصر لكامل أرض سيناء

غير أن ثمة كثير من الشكوك في اعتقادي حول تحرير سيناء فالتحرير يعني بسط السيادة بالكامل على أراضي الدولة وهو ما أعتقد أنه مشكوك فيه فيما يتعلق بسيناء إذ بعد انتهاء حرب أكتوبر 1973 بانتصار مصر قام الرئيس السادات بعقد معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979 تقضي بتقييد عدد القوات المسلحة المصرية المتواجدة على أرض سيناء وتحديدا في المنطقتين (ب) و (ج) , الأمر الذي حد من سيطرة الدولة المصرية على سيناء بشكل كبير

وعندما جاء الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى الحكم في عام 1981 كان من المفترض أن تشهد سيناء تنمية اقتصادية واجتماعية بعد انتهاء الحرب وبداية عهد السلام والاستقرار , ولكن ما حدث هو العكس بالضبط فقد عانت سيناء في عهد مبارك من التهميش والإهمال المتعمد ولم تشهد طيلة الثلاثين عام من حكم مبارك أي تنمية على الإطلاق كما عانى أهلها كثيرا من الاضطهاد من قبل النظام الأسبق الذي كان يعتبرهم مواطنين درجة ثالثة , الأمر الذي جعلها تربة خصبة للتطرف والإرهاب , كما أن الحصار الذي كان يفرضه النظام الأسبق على غزة دفع حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة إلى اللجوء للأنفاق التي ما لبثت أن تحولت إلى وسيلة لتجارة السلاح والمخدرات ومن ثم صارت تمثل تهديدا كبيرا للأمن في مصر

وقد ازداد وضع سيناء سوء عقب قيام ثورة 25 يناير إذ بعد انكسار جهاز الشرطة في الثامن والعشرين من يناير عانت البلاد من فوضى وانفلات أمني كبير , ولأن سيناء تعتبر معقل الإرهاب في مصر فقد كان من الطبيعي أن ينالها النصيب الأكبر من تلك الفوضى وهذا الانفلات لدرجة جعلتها خارج نطاق السيطرة تقريبا ومفتوحة على جميع الاتجاهات باعتراف الأجهزة الأمنية نفسها , ومع مجئ الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم شهدت سيناء أكبر استباحة على مدار تاريخها فقد نشطت الجماعات الجهادية بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق إذ تصور هؤلاء أن كون الرئيس ينتمي للتيار الإسلامي سوف يحميهم أو على الأقل يقدم لهم غطاء سياسي كي يمارسوا عملياتهم الجهادية بدون محاسبة , ولا جدال في أن دعم الرئيس السابق محمد مرسي لحركة حماس في غزة وقيامه بفتح الحدود معها فضلا عن عفوه عندما تولى الحكم عن كثير من قادة الجماعات الجهادية (وصل عددهم إلى ألف شخص) ساهم بشكل أو بآخر في تكريس ذلك المفهوم وأدى بلا شك إلى زيادة نشاط تلك الجماعات في مصر , ونتيجة تلك الاستباحة وقع حادث اختطاف الجنود المصريين في سيناء الذي مثّل اهانة كبرى للمؤسسة العسكرية المصرية , وبسببها أيضا تشهد البلاد الآن هجمة إرهابية شرسة من الجماعات الإرهابية التي نشطت في سيناء في عهد مرسي وعلى رأسها جماعة أنصار بيت المقدس التي تشير المصادر إلى علاقتها بالإخوان المسلمين حيث كانت تمول عن طريق خيرت الشاطر كما كان يقوم بتجنيد أعضائها القيادي الاخواني أسامة ياسين

ومن المؤكد أيضا أن انخراط الجيش المصري في السياسة اثر حكم المجلس العسكري وقيامه بمساندة جهاز الشرطة في مهامها بعيدا عن مهمته الأصلية وهي الدفاع عن حدود الوطن قد أثر على الوضع الأمني في سيناء بشكل كبير

من خلال ما سبق يتبين لنا أن السيادة المصرية منقوصة على أرض سيناء وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي المصري لذا أتصور أنه يتعين على الرئيس القادم فتح ملف تنمية سيناء بكل تعقيداته الأمنية والسياسية والاجتماعية بما يضمن في النهاية تحرر سيناء وفرض السيادة المصرية عليها بالكامل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران