الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة الحادية عشرة
سيف عدنان ارحيم القيسي
2014 / 5 / 1مواضيع وابحاث سياسية
الحلقة الحادية عشر
الحوار الشيوعي-البعثي وانقلاب 17 تموز 1968
أصبحت للانقلابات على ما يبدو صفة ملازمة للأنظمة العسكرية فما بين طموح السلطة وطموح الإقصاء للقوى الحزبية وبالدرجة الأساس القومية التي بدأت رحى المواجهة تدب فيما بينها وكل كتلة تحاول استقطاب حولها القوى التي تعتقد انها تمكنها للوصول للإذاعة من اجل اذاعة بيان ما اسموه بـ"الثورة" فأصبح الناس يترقبون بين آونة وأخرى حدث التغيير بالولاءات السياسية او العسكرية ولكنها تدور في قطب واحد وهو داخل المؤسسة العسكرية.
من جانب أخر فبعد إقصاء جناح البعث ومن بينهم احمد حسن البكر الذي بدا يجمع حولها القوى القومية والبعثية بالدرجة الأساس لإقصاء عبدالرحمن عارف وهو معروف بسياسته المرنة تجاه الخصوم وبعد وصول خبر القيام بمحاولة للانقلاب من قبل ابراهيم عبدالرحمن الداود وعبدالرزاق النايف الذي جمعهما وحلفا له اغلظ الأيمان عن وفاءه لهما ولكن يبدو ان الوعد بالوفاء لم يكن إلا محاولة لتمرير انقلابهما مع البكر وجناح البعث.
لم يكن الشيوعيون بعيدون عن محاولات البكر للقيام بانقلابه ويشير عزيز محمد ان البكر أرسل الينا عن طريق عزت مصطفى من خلال مكرم الطباني القيادي في الحزب الشيوعي العراقي لأنه الشخصية الشيوعية العلنية المعروفة كونه كان مدير عام مصلحة انحسار التبغ،وطلب منه ان ينقل رغبة البعث وقال نحن جاهزون لاستلام السلطة وان تكونوا معنا واستنكر سياسة الماضي وانهم سيفتحون افاقاً جديدة للتعاون بين الجانبين هذا جوهر الفكرة ،ولكن السبب الحقيقي انهم كانوا يريدون استمالة الشيوعيين لان همهم كان ان لا يفسد الحزب الشيوعي العراقي عودتهم ومقاومتهم كما حدث ابان انقلاب الثامن من شباط 1963 ،وكان ردنا كيف نكون معكم ودمائنا لم تجف بعد واكتفينا بالسكوت وعدم الرد وجرى اتصل ثاني وكرر الطلب نفسه وكان ردنا بان امضوا في انقلابكم ونحن سنكون على الحياد،وبالفعل اقدموا على انقلابهم في السابع عشر من تموز 1968 وقد زار مكرم الطالباني البكر وهنئه بحركتهم وقال له البكر كم تمنيت ان يكون البعثي علي يميني والشيوعي على يساري،وأصدرنا في التاسع العشرين من تموز 1968 اشرنا به الى ظروف الانقلاب حذرنا القادة الجدد من مغبة الاستمرار على النهج السابق ضرورة اشاعة الديمقراطية واعتراضنا على مسك العسكر زمام القيادة كما في السابق.
وبالرغم من موقفنا المتردد فطلب منا المساهمة في التشكيلة الوزارية الجديدة والبدء بالحوار فكان ردنا كيف نحاوركم هل من وراء الأسوار لأن رفاقنا في السجون ومنها بعد ذلك استجابوا لرغباتنا بغلق سجن نقرة السلمان واطلاق مجموعة من الشيوعيين من السجون وكانوا يسلكون ذلك النهج بالتقرب الى القوى المختلفة لان ارجلهم لم تلتصق بعد على الأرض والكثير يعرف نهجهم وسياستهم السابقة.
الحزب الشيوعي العراقي واستلام السلطة
ذكرنا فيما مضى الحزب واستلام السلطة كان النقاش حول تلك المسألة تدور في نقاشات الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1959 بعد سياسة التراجع بين الحزب الشيوعي العراقي وبين عبدالكريم قاسم وقاد ذلك الرأي سلام عادل وجمال الحيدري فيما عارضه الكثير من اعضاء المكتب السياسي اللجنة المركزية اضافة الى ايحاءات من موسكو ان حكم قاسم حكم وطني يجب مؤازرته وهذا النقاش قد احتدم داخل الحزب الشيوعي العراقي قاد فيما بعد والتي كانت نتيجته وصول البعث في الثامن من شباط 1963 وخسر الحزب الشيوعي العراقي الفرصة التي كانت متاحة له.
ومن ثم دخل الحزب الشيوعي العراقي في مرحلة الاتحاد الاشتراكي وتأييد حكم عارف من خلال خط اب 1964 وتخلي الحزب الشيوعي عن ذلك الخط اختيار نهج العمل الحاسم وبدأ الحزب بحملة تثقيفية كما ذكرنا،ولكن نحن اصطدمنا بعقبة كبيرة وهي من الذي يقود التغيير والقيام بالانقلاب ورأيناها محصورة في المؤسسة العسكرية وكنا نتهيأ لذلك ولكن بعد حسابات الامكانيات المتوفرة جدنا انها غير كافية لأن الذين سلموا السلطة اعتمدوا على القصر الجمهوري منهم الداود-النايف سعدون غيدان هم الذين سلموا القصر الجمهوري دون مقاومة من قبل انصار عارف وهذه الإمكانيات لم نكن نملكها،ونحن خرجنا من انتكاسة تلو الانتكاسة وتمكن البعثيون من خلال استمالة هولاء من استلام السلطة،وسرعان ما نفض البعثيون ايديهم عن جناح الداود-النايف لكونهما كانا على شكوك بولائهم، من جانب اخر وهو الذي لا يمكن نكرانه تأثير انشقاق الحاج على تنظيمات الحزب والتي قادت الى تشرذم تنظيمات وقوة الحزب الشيوعي العراقي والتي تحولات الى مساجلات بين الجانبين التي اخذت صحف الطرفين بكيل التهم والشتائم لكلا الكتلتين وهو ما أضعف من قوة الحزب الشيوعي العراقي تجاه توحد القوى القومية في تلك المرحلة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل من سبيل لإنقاذ مفاوضات التهدئة في غزة بعد التعثر والخلافا
.. هجوم إيران على إسرائيل يسلط الضوء على الطلب المتزايد على ال
.. إسرائيل تحضر لردّ يردع أي هجوم إيراني مستقبلي دون أن يغضب ال
.. إسرائيل تقرر الرد على إيران.. وترقب لشكل وتفاصيل الرد| #غرفة
.. دولة قطر تجري تقييما لوساطتها وتركيا تتحدث عن قبول غربي بشرو