الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركيون يبتكرون أديانهم الخاصة

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2014 / 5 / 2
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


لم تعد أغنية كايت سميث "أيها الإله بارك أميركا" التي غنتها في الحرب العالمية الثانية، كذلك بل تحولت إلى "أيتها الآلهة باركي أميركا" في هذا العصر، وفقاً الكاتبة كاثي لين غروسمان في قراءة لها، في هوفنغتون بوست، لكتاب صدر حديثاً.

وأكد كتاب "فيوتشركاست" أنّ المجتمع الأميركي انتقل من الفئات الدينية العريضة والواضحة، إلى أنواع من الإيمان المفصلة على قياس أصحابها. ويسلط البحث الضوء على الأشخاص الذين يبدون مسيحيين في الظاهر لكنهم في الوقت عينه يمارسون معتقدات تقليدية لا صلة لها بالمسيحية.

وقدم خبير الإحصاءات الدينية جورج بارنا في بحثه هذا إشارة ساخرة إلى أنّ "في أميركا 310 ملايين نسمة بـ310 ملايين دين". ويضيف أنّ الأميركيين اليوم "مجتمع خلاق يسعى إلى تخصيص كلّ شيء بحسب احتياجاته؛ فالملابس كذلك، والطعام، والتعليم... والآن جاء دور الدين".

ويحاول كتاب بارنا "فيوتشركاست" أن يلاحق التغيرات التي حلت بالمسيحيين في الولايات المتحدة منذ عام 1991 حتى عام 2011، ليخلص إلى نتيجتين كبيرتين هما أنّ معظم المسيحيين يؤمنون بأنّ المسيح مخلصهم وأنّهم سيدخلون إلى الجنة. وفي الوقت عينه هنالك اغلبية لم تذهب إلى الكنيسة خلال 6 أشهر إلاّ للمشاركة في مناسبة اجتماعية كزواج أو تأبين. كما أنّ نسبة الذين لا يذهبون إلى الكنائس أبداً ارتفعت من 24 في المئة عام 1991 إلى 37 في المئة عام 2011.

هذا ويلوم بارنا رجال الدين على هذه النتائج المتقلبة، حيث يعتبر أنّ الناس يشعرون بالملل من المواعظ الدينية التي لا تبدو مجدية معهم، حيث تسبب الكنائس الملل لهم، ويشعرون بها كئيبة ومهجورة، من دون أن يتمكن رجال الدين من إبهارهم وشدهم إليها.

ويعتبر بارنا أنّ الروابط الدينية تنكسر اليوم في الولايات المتحدة. ويستند إلى إحصائية خرج بها بحثه تشير إلى أنّ 7 في المئة فقط من المسيحيين في أميركا على اختلاف مذاهبهم السبعة مؤمنون فعلاً بالمسيحية بكامل حذافيرها. ويقول إزاء ذلك إنّ الناس يقولون: "نحن نؤمن بالله، وبأنّ الإنجيل كتاب جيد"... لكنهم بعد ذلك يؤمنون بما شاءوا.

لكنّ الأمر لا يتوقف على المسيحيين فحسب بل انّ اليهود أيضاً في الولايات المتحدة يعانون من مشكلة مماثلة. فمجلة "مومنت" اليهودية، تملك باباً عقائدياً يسمى "إسأل الحاخامات" للتواصل بين اليهود ورجال دينهم، حيث ميزت من آراء القراء اختلافات مذهبية وصلت إلى 14 "وهنالك ما هو أكثر" بحسب الناشرة نادين ابشتاين. وذكرت أنّ عدد شهر أيلول (سبتمبر) 2011 من المجلة سأل: هل هنالك دين يهودي من دون وجود الله؟ "وجاوب معظم القراء نعم" بحسب ابشتاين التي تضيف "اننا نعيش في عصر يمكنك فيه أن تختار الجزء الذي يعجبك من الدين الذي يروق لك".

من جانبه يؤكد الباحث الإجتماعي روبيرت بيلا أنّه لاحظ الظاهرة في الثمانينات. ويذكر أنّه وبخسارة "القدرة على خلق الروابط والعلاقات، فإنّ كل شخص يروق له ما هو فيه، فتلك الفردانية تشجع على العداوة تجاه الجماعات المنظمة" ما يشمل الجماعات الدينية بطبيعة الحال.

ويعرض الموقع لرأي بول موريس وهو ممرض عسكري، وأحد المحاربين القدامى في الشرق الأوسط، الذي نشأ في بيئة إيطالية كاثوليكية ملتزمة، لكنه شعر أنّ أسئلته الروحية لم يجبه دينه عليها. وعندها عمد إلى دراسة "كلّ الأديان الرئيسية في العالم فوجدت انّ كلاّ منها يملك أجزاء منطقية، لكنّ أياً منها لم يجعلني أؤمن به بالكامل". ويضيف موريس أنّه اليوم يعتبر نفسه من أصحاب المذهب الـ"لا أدري"، أما ما يؤمن به فعلاً فهو أنّ "العمل الجيد هو جيد في كل مكان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 2 - 22:51 )
السبب : أن المسيحيه ديانه غير صحيحه , فالغموض يكتنف سيرة مؤسسها (يسوع) , كما أن كمية الخرافات المهوله في المسيحيه ؛ جعلت أتباعها يتركونها إلى غير رجعه .

اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر