الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة التشرميل بالمغرب

نقوس المهدي

2014 / 5 / 3
المجتمع المدني


برزت بالمغرب في الاونة الاخيرة ظاهرة اجرامية رهيبة تعود باذهاننا الى ازمنة السيبة التي سادت في سنوات خلت وروعت الناس ووضعت سلامة الدولة وهيبتها على المحك. وتجسدت في اعمال القرصنة وقطع الطرق تحت جنح الليل ومهاجمة قبيلة لقبيلة نتيجة لضعف الدولة والحروب وتفشي الفقر والجهل. ويلاحظ بان ابطال ظاهرة التشرميل هم من المجرمين ومن ذوي السوابق العدلية، تتجلى في السرقة تحت طائلة العنف المفرط باستعمال السيوف والاسلحة البيضاء ومحاولة الظهور بمظاهر غريبة ومبالغ فيها واشهار الجريمة والاعتداد بارتكابها على طريقة الفتوات المصريين، وتعاطي المخدرات التي بات المغرب بحكم موقعه الجغرافي اهم الاسواق الاكثر رواجا، وطفت على الساحة عبر حرب المخدرات بين المغرب والجزائر وهي حرب خطيرة ادهى واكثر فتكا من الحروب التقليدية والمعارك الميدانية. وتعد بمتابة القنبلة الموقوتة التي تتهدد مستقبل المنطقة وشعوبها وتعمل على خلق جيل من الضباع بحد تعبير المرحوم محمد جسوس..

وللتشرميل باعتقادي المتواضع حالات عدة غير ما نشاهده من انواع التطرف الديني والسلفية الجهادية بكل اعمالها الارهابية والفتاوى الظلامية، ومظاهر العنف في الجامعات المغربية وبملاعب كرة القدم وتكوين عصابات اجرامية منظمة ومسلحة خطيرة، اذ يحدث ان نصادفه ايضا في الادارات العمومية من خلال الفساد الاداري وتصرفات الموظفين الشجعين وتلكؤهم في قضاء حوائج المواطنين قصد ابتزازهم بالقوة، وعبر تقصير الشرطة والدرك واعوان المخزن في اداء مهامهم، والشطط في استعمال السلط، وتجاوز الصلاحيات المخولة لهم من طرف القانون، وغض الطرف عن المجرمين وتجار المخدرات وانصرافهم لنصب كمائن للعشاق وتحرير تقارير كاذبة وتعنيف المواطنين وتعذيبهم في المخافر، وحلق رؤوسهم كأداة ساذجة ومتهورة لردع المشرملين، ومن خلال فشل المؤسسات السجنية في اصلاح نزلائها وتحويلهم الى مجرمين حقيقيين، وفي مظاهر الفوضى العارمة التي تنهجها الدولة عبر خصخصة قطاع الخدمات الاجتماعية وترك المواطنين عرضة للابتزاز بطرق ملتوية من طرف ذوي الجيوب المتسخة..

ربما تنأى هذه الظاهرة الاجرامية الخطيرة لهؤلاء المتهورين عن عوامل الاحتجاج الاجتماعي ضد الاوضاع السياسية والاقتصادية التي يصنفها فيهم بعض المحللين، ذلك لان الشباب من هذا الصنف لايحتجون، بل يستعين المخزن بخبراتهم كيلطجية ومجرمين لترويع المحتجين انفسهم خلال المظاهرات ضد سياسة الدولة والتصرفات السيئة والمشينة لبعض المسؤولين، ويكونون مشلولي الارادة والادراك ولا يشغل بالهم الاجتهاد والكد والبحث عن عمل قار وشريف بقدر ما يهمهم الكسب السريع والظهور بمظهر انيق والانتقام والاحتيال والاساءة للمواطنين والانتشاء بالحاق الاذى بهم.

وتعود الاسباب بالدرجة الاساسية الى غياب الامن وعدم قيام المسؤولين الامنيين بمهامهم على احسن وجه الشيء الذي يعد من اواليات الدولة تجاه المواطنين، عوض تهوين الامور من طرف عميد الشرطة الممتاز الذي عزا اسبابها خطا في التقدير وهروبا من المسؤولية الى سلمية الظاهرة ورغبة بعض الشباب في الظهور بمظهر الفتوة ازاء خليلاتهم!!، هذا الى جانب ظروف البطالة والاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفوضى التسيير الحكومي التي يتخبط فيها المغرب منذ رهن المشهد السياسي والاقتصادي للبلد في ايدي سماسرة الاحزاب. مما اذى بالملك للدخول شخصيا على الخط للحد من هذه الافة واستئصالها لخطورة تداعياتها وعواقبها..

نعرض في هذا المقام لوجهات النظر المتنوعة حول هذه الافة المحدقة والخطيرة التي تهدد الامن القومي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب