الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون بدون وسيط

آريين آمد

2014 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انتهت الانتخابات .. وانتهى التصويت ... ونحن اليوم أمام مجموعة من الكتل الفائزة ... مشهد يختلط فيه أمور عديدة... أهمها عدم وجود فائز أوحد... بل مجموعة فائزين... اغلبهم رفع شعار التغير بما في ذلك من بيده السلطة ولا ندري أي تغير يريده من كان بيده مفاتيح الحكم!!!!! وبانتظار نتائج الانتخابات الرسمية والتي ستتأخر بدون شك يحبس العراقيون أنفاسهم وتزداد التكهنات .. إلا أن الثابت إن الجميع يعرفون بعضهم بعضا بصورة جيدة ... ويعرفون ماذا تعني عمليات التدليس والتزوير إن كانت تتم باحترافية عالية أو بغباء مطلق وتحت أشعة الشمس وأمام أجهزة التصوير كما حصل مع مرشح دولة القانون القاضي محمود الحسن وهو يبتز مجموعة من الغلابة العراقيين !!!!!!. الجميع الآن يجهز عدته وذخيرته للحظة المساومة... واعتقد بان اختيار مصطلح المساومة يعتبر أفضل وصف لأي تفاهم عراقي عراقي بدلا من تسميات أخرى مثل المفاوضات أو اللقاءات الودية أو المباحثات... لان الأساس الآن هو تقاسم السلطة وما تعنيها السلطة في بلد غني مثل العراق... في ظل غياب شبه تام للقانون وأجهزة الرقابة على من بيده السلطة... فتجربة السنين المنصرمة كانت خير دليل على نموذج الحكم الفاسد والفاشل والأزمات المتلاحقة.
إن أقوى التحديات الآن في الفترة ما بعد الانتخابات هو قبول نتائج الانتخابات والأخطر من ذلك هو في قبول التداول السلمي للسلطة.... فاغلب المؤشرات تشير إلى رغبة رئيس الوزراء الحالي بتجديد الولاية رغم علمه المسبق بمقدار استحالة تحقيق مثل هذا الحلم بعد أن نجح في استعداء الجميع طيلة فترة حكمه السابق...
السؤال الآن من له القدرة على جمع العراقيين لغرض إجراء مباحثات جدية لعملية تشكيل حكومة جديدة؟؟؟!!! فالواقع يكشف خلو العراق من شخص يمتلك القدرة على لعب دور القائد للم شمل العراقيين... وكل من سيبادر سيكون موضع شك لدى الآخرين!!!!!
اعتقد بسبب غياب طرف يكون موضع ثقة لدى الجميع... تصبح قضية الحوار والاجتماع لتشكيل الحكومة المقبلة نوع من السراب ... لان أي لقاء محتمل اليوم سيكون فرصة لتبادل الاتهامات وربما اللكمات لان مسالة السلطة والنفوذ في العراق أصبح للأسف جزء من معادلة صفرية... وفكرة تقاسم السلطة فكرة يشوبها الشك والتخوين... فلا احد يثق بالأخر والجميع يخشون الجميع كأننا في غابة ولسنا في دولة تحكمها قانون ودستور !!!!!
إن ترك العراقيين لمصيرهم هكذا بدون مساعدة خارجية في هذه المرحلة المعقدة التي ستشهد عملية انتقال للسلطة أمر خطير للغاية... مثلما سيشكل تدخل الأطراف الخارجية في الشأن العراقي الداخلي أمرا ذات مخاطر أعظم.... نحتاج إلى وسيط محايد نزيه ... وهذا غير موجود اليوم في الوضع العراقي ... عليه لن يبقى أمامنا إلا أنفسنا وعليه يجب أن نجد لغة تبعد عنا شبح الحرب وتجعل من السلطة وسيلة لخدمة الإنسان العراقي الذي صوت للتغير.... متأملا أن يكون التغير بابا يقود إلى الأمن والاستقرار والازدهار لا أن يكون بابا من أبواب الحرب الأهلية والجحيم. فهل نقدر؟؟؟؟؟!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير