الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة امريكية ام ثورة سورية

علي مسلم

2014 / 5 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يبتعد عن الواقع والحقيقة كل من يظن ان امريكا تتعامل مع الملف السوري بدون استراتيجية حيث انها لم تتعامل بشكل بارد مع تجاعيد الثورة السورية في يوم من الايام كما ذهب اليه البعض من المحللين , فالبرغم من انها فقدت بعض النفوذ الشكلي على المستوى الشعبي في سنين الثورة السورية لكنها في واقع الامر لم تغب ولا للحظة عن حيثيات وتفاصيل الثورة السورية وكانت بمثابة اللاعب الاهم في رسم مساراتها عبر سيرها نحو بناء استراتيجية جديدة قد تكون مغايرة لطبيعة الصراع الدائر بالنظر الى طبيعة الارادة التي انطلقت من اجلها الثورة السورية , وما جملة الرسائل التي تم تعميميها على موظفي البيت الابيض منذ عام تقريباً عبر صحيفة النيويورك تايمز على شكل تقرير مطول والتي تضمنت ان الولايات المتحدة تعمل باتجاه استنفاذ قوة المجموعات المتقاتلة على الارض السورية خصوصا حزب الله ودولة العراق والشام الاسلامية (داعش) الا محاولات هدفها صرف الراي العام عن المجريات الحقيقية لطبيعة التفكير الامريكي ووجهتها الحقيقية تتمحور رؤية البيت الأبيض الاستراتيجية فيما يخص الصراع في سوريا على التقارب مع إيران، وعلى إدماج إيران في منظومة إقليمية جديدة. بناءً على ذلك أنتجت هذه الرؤية تفضيلات استراتيجية وخيارات في السياسة، والتي ظهرت في سوريا والعراق ولبنان. تمشيًا مع هذه الرؤية الأوسع، أتت هذه الخيارات مفيدة لمصالح إيران، ومناوئة للثوار السوريين، ولداعميهم الإقليميين(طوني بدران) وهذا ما اشار اليه بوضوح السفير روبرت فورد في زيارته لواشنطن مؤخرا حين قال : منذ البداية كنا نقول ان السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة هو المفاوضات بين النظام والمعارضة أي الوصول الى شكل من التسوية مع النظام يبقي على مؤسسات الدولة مع اجراء بعض الاصلاحات الجذرية عليها لذلك وجدنا ان بعض المسؤولين في البيت الابيض قد اعلنوا وبوضوح ان الادارة الامريكية لا تريد نصرا صريحا للثوار وهذا قطعا جاء لمصلحة النظام(مع ملاحظة ان أمريكا لم تقف في وجه إضعاف الأسد ) حيث ان هذا الخيار أعاق كما يبدو جهود الدول الداعمة للثوار من خلال المناورة الامريكية لسد الطريق امام أي دعم سياسي او عسكري حقيقي من الدول الداعمة للمعارضة مثل فرنسا والسعودية وقطر وتركيا عن طريق تجنب الفيتو الروسي بل بالعكس عملت امريكا على ادخال الدب الروسي كشريك اساسي في الازمة السورية مع مغازلة التنين الصيني في الخفاء. اعتقد ان امريكا حصلت على ما كانت عاجزة عن الحصول عليها لو انتهجت غير هذا المسار وهي التخلص من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية المعلن عنها رسمياً (دون التغافل عن غير المعلن عنها) والسير قدما باتجاه تفكيك البرنامج النووي الايراني عبر ترخية حبال محاصرتها وانفتاحها الجزئي على الاسواق العالمية وفك الحصار عن جزء من الاموال الايرانية المجمدة في المصارف والبنوك الغربية , وكذلك استقدام المجاميع الارهابية التي لم تكن خارجة عن ارادتها رسمياً من كل اصقاع العالم نحو سورية البقعة الاكثر سخونة في العالم بغية التعرف على المزيد من منابعها الحقيقية للعمل على تجفيفها ما امكن مستقبلا وعند اللزوم , كل ذلك دون ان تفقد جندياً واحداً أو تخسر دولاراً امريكياً واحداً ايضاً كما أن ادارة اوباما نجحت في ادارة الوضع عبر استخدامها الناعم للقوة حيث اخذت بمبدأ ريتشارد هولبروك مساعد وزير الخارجية الامريكية سابقاً حسب تسريبات غير مؤكدة من مواقع اخبارية الذي ترأس الحوار مع طالبان افغانستان آنذاك أن الحوار مع الخصوم يجب ان تكون بمثابة حجر الزاوية في الاستراتيجية الامريكية لذلك عمدت الى التحاور سراً مع السيد حسن نصر الله زعيم حالش بغية وضع حد للحرب الأهلية الدائرة في سوريا وذلك لما لنصر الله من نفوذ وتأثير و بالإشارة المبطنة لهذه النجاحات يقول بريجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي السابق الذي وضع كل السياسات الامريكية الرهيبة في العصر الحديث من وسط ركام الحرب هذه سيتم بناء قوة عظمى وحيدة قوية صلبة منتصرة هي الحكومة العالمية التي تسيطر على العالم، وهي الولايات المتحدة التي تملك أكبر ترسانة سلاح في العالم لا يعرف عنها الآخرون شيئا، وسوف تقوم بعرضها أمام العالم في الوقت المناسب، إن طبول الحرب تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي