الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحى الأمريكى

نصارعبدالله

2014 / 5 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الوحى الأمريكى نصار عبدالله
عندما انتهيت منذ أيام من قراءة كتاب :"الوحى الأمريكى" للأستاذ عبدالعظيم حماد شعرت بالأسف الشديد أنى لم تتح لى فرصة العثورعلى نسخة منه، ولم تتح لى من ثم قراءته فى وقت صدوره ( أى منذ ما يقرب من عام ) ..وإلا لكنت قد عرفت فى حينه خبايا كثيرة كانت خافية على (وأظنها ما زالت خافية على الكثيرين من القراء) حول كثير من المسائل فى مقدمتها طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعات الإسلام السياسى بوجه عام، وبينها وبين جماعة الإخوان المسلمين بوجه خاص، وهى الخبايا التى يكشف عنها هذا الكتاب الدقيق المتعمق الذى يعتمد فى جميع فصوله على مصادر ومراجع ذات مصداقية عالية سواء ما كان منها ذا وجهة نظر أمريكية مثل وليام كوانت وروبرت كابلان أو وجهة نظر عربية مثل رجينا الشريف أو كمال حبيب. ولعل أخطر ما كشف عنه الكتاب هو أن كثيرا من القرارات التى اتخذتها جماعة الإخوان المسلمين كانت نتيجة للوحى الأمريكى الذى (نزل) على المقطم فى ليال مختلفة منها الليلة التى أفضت إلى استقالة أو إقالة الأستاذ محمد مهدى عاكف من موقع المرشد العام للجماعة، ومنها الليلة التى تقرر فيها انضمام الإخوان إلى شباب يناير!، والليلة التى تعهدت فيها الجماعة بعدم المنافسة على منصب رئيس الجمهورية بعد أن يتنحى مبارك ( ولم يكن قد تنحى بعد)، ثم الليلة التى تحول فيها موقف الجماعة من اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية إلى القبول بها كما هى دون الحاجة إلى استفتاء شعبى، ثم تأتى أخيرا الليلة الكبيرة، وهى على أرجح الأقوال ليلة العاشر من ديسمبر 2011 عندما أوحى السناتور جون كيرى ( رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى وقتها، وفيما بعد وزيرالخارجية)، عندما أوحى كيرى إلى عدد من قيادات الإخوان بضرورة ترشيح " إخوانى " لمنصب رئيس الجمهورية فى مصر، وذلك خلافا لتعهد الجماعة بعدم المزاحمة على هذا المنصب. وقد تنزل هذا الوحى عندما توجه كيرى بالسؤال الآتى إلى القيادات الإخوانية: ماذا سيحدث إذا دفع السلفيون بمرشح لرياسة الجمهورية؟ وهل تضمنون الفوز لمرشح تؤيدونه، ويقبل باتفاقية السلام مع إسرائيل؟ ، وكانت إجابة الإخوان ليلتها هى: نعم!! ، ثم فى نفس الليلة تقرر أن تدفع الجماعة بمرشح لها للرئاسة فى التوقيت المناسب إذا تعذر وجود مرشح يحظى فى آن واحد بقبول الشارع، والإخوان، والأمريكيين! ، وقد عرض المنصب بالتوالى على المستشارين : طارق البشرى وحسام الغريانى ومحمود مكى، ولكنهم رفضوا، فاتجه التفكير إلى سامى عنان ، ولكن المشير حسين طنطاوى رفض ذلك ، وحاول هو نفسه أن يجرب حظه، ولكن سمعة المجلس العسكرى كانت قد ساءت، ومن ثم فقد انهارت فرص المشير بمجرد التفوه بها . ثم رسا المزاد على المرحوم منصور حسن رئيس المجلس الإستشارى فى ذلك الوقت ، شريطة أن يكون المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة نائبا له ، وهو ما لم يقبله الرجل لأنه كان سيكون مجرد محلل للجماعة فى علاقتها بإسرائيل دون أن يكون له دور حقيقى فى السلطة بين نائب إخوانى ، يقال إنه القائد الحقيقى للجماعة ،ورئيس حكومة إخوانى ، كان مقررا أن يكون هو الدكتور محمد مرسى ، ومعهما برلمان إخوانى سلفى، وبذلك تخلى الإخوان عن الصيغة العملية التى طرحوها فى البداية : المشاركة لا المغالبة ، وبذلك أيضا خسر الجميع وكسبت إسرائيل وحدها ، أما كيف كانت إسرائيل وحدها هى الرابحة ، فهذا ما حاول المؤلف أن يجيب عليه من خلال بقية فصول كتابه الشائق والممتع والعميق فى آن واحد .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟