الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان اللبيب من الاشارة يفهم

ابراهيم الثلجي

2014 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للدخول بسرعة الى الموضوع دون ان يمل القارئ في شرح اصول التحدث وايصال المعلومة او الرسالة لمختلف اصناف وحالات البشر والاحياء الاخرى
فلو اردت تعليم انسان اصم والتحدث اليه فانك تستعمل لغة الاشارة وحركات الوجه للوصول لدماغه عن طريق العين والبصر
ولو اردت تعليم شخص اعمى فانك تعمد للنطق وايصال المعلومة لدماغه عن طريق السمع والاذن
وان اردت ان ترسل رسالة الى قاريء تشيعها له مكتوبة
وان اردت ارسالها الى امي لا يعرف الكتابة ولا القراءة توجهها مسموعة وتلاوة
وحديثا ان اردت ارسالها بوسائط سريعة تطلقها بصورة امواج كهرومغناطيسية
وان تحريت نقاوة الارسال والدقة تعمد الى وسائل الديجتال الرقمية
وكل الوسائل المذكورة وغير المذكورة لعدم الاحاطة علميا بها انما كانت كلها لتخدم ايصال المعلومة للدماغ وابرزها الثلاثية الابعاد( اي وصف المشهد من عدة زوايا) مع ان البعض يحسبها تكرارا وهي بمعاني مختلفة ليحيط لب الانسان بكافة جوانب الصورة والصوت
ارى من خلال كتابة الاخوان المفكرين انهم يركزون عند تحري الحقيقة على الاشارة والحركات(وهي بالاساس وسائل نقل الحديث) وليس على المضامين المفيدة التي يلتقطها كل مستقبل بملكات التقاطه دون ان تعيب الوسيلة على مفهوم النص
فعند نقد الفكر الديني يجب علينا الاخذ بالاعتبار ماهية الامة المتلقية للرسالة السماوية ووسائل التلقي في تلك الحقبة الزمنية
فامة العرب عند نزول الرسالة الاسلامية بالقران تلاوة واضح وجليا انها تخدم امة من الاميين الذين لم يتعلموا القراءة والكتابة ونبيهم، فكان الوصول للدماغ عبر الاذن والاستماع وثم الحفظ السريع عن ظهر قلب الوسيلتان الوحيدتان وفقط الوحيدتان للتلقي والارشفة
وثابت وجلي لنا كبشر انه في حالة فقدان او عدم القدرة على استعمال كافة الحواس فان المستعمل منها يشكل تميزا ونبوغا عن المستعمل الكلي لها
فالاعمى ذا بصيرة وسمع مميز لتعويض فقدان النظر
والاخرس انفعالي بحركات وجههه وحدة نظره للتعويض ايضا
فكان لا بد من استعمال ترددات ونبرات صوتية وحركات رفع وجر ونصب وشدات وضم واسترسال ليخدم الكلام والالفظ المسموعة المعاني المطلوبة بدقة عالية ومميزة
ليدرك المستمع بان هناك قطع للانتقال لمقدمة فكرة او اشارة بنفس الجملة
او التاخير والتقديم لتفاعل الاذن مع شيء غير تقليدي او معتاد
ان معرفة حالة المجتمع او الامة وحقبتها التاريخية ضرورية بمكان لتشخيص الحديث على مراده وحقيقته
وكما ان هناك خداع بصري للدماغ فهناك ايضا خداع سماعي له ان لم تكن الكلمة مخدومة تماما بما يتطلب من اشارات او حركات لفظية للتمييز ومخالفة الدارج لانتاج فروقات المعاني وازالة التشابه والالتباس
وحتى في النظام الرقمي المحوسب نلجأ لمخالفة الحركات المعتادة لجلب الانتباه
فكثيرا تصادف وانت تتصفح صفحات الانترنت ظهور ما يسمى كوكيز فتضغط على اشارة اكس في طرفها للتخلص منها فيتحول امر الازالة الى امر فتح صفحة المنتج والبضاعة المعروضة
ونتذكر في هذا المقام فضل حل الغاز معاني اشارات الكتابة الفرعونية بما احتوت وكذلك اشارات لغات حضارات ما بين النهرين
وقد تهيأ لنا اهل العصر انها خبابص لصور عصافير وغزلان وعربات ولكنها كانت ذات دلالة ووصف لاحداث ذلك التاريخ
حتى الاشارة والائماءة في المنحوتات كانت ذات دلالة عظمى للارشاد، فغالبا ما كان تتبع سقوط نظر تمثال دالا على مكان شيء مخفي
وخلاصة القول الا نستهين باي اشارة اذا كان الهدف الترقي الفكري والهدى وازلة وانقشاع الضلال
مع تقديري وتحياتي لكل المفكرين لان في الفكر زاد مجاني للدماغ بالرغم انه الزاد الاغلى والاكثر كلفة من الطبيخ واللحم والدجاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم


.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح