الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفر الاول ... من كتاب غير مقدس

نضال الابراهيم

2014 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلماني الاصولي

كان ولا زال العلمانيين الأصوليين العرب نتاج لذات البنية القمعية الاجتماعية التاريخية الممتدة من بدء تاريخ العرب والمسلمين ، لبسوا طاقية والكرفته وأحيانا ملابس الطبقات العاملة ، وحكموا باسم الوهم القومي العروبي الجامع لبناء دولة الوحدة والعدالة واليسارية وصراعها الابدي مع الامبريالية ، وجعلوا من " ايات " ايدلوجيتهم نصوص مقدسة من يخالفها فهو خائن وعميل ، حتى اصبحت مقاطع خطب مفكريهم ورؤوس انظمتهم وعلى مدى عقود مناهج في مؤسسات التعليم و تبث على شاشات التلفزيون على انها هي ذات عين " الحكمة والعقل والقيم الابدية " الخالدة المنقضة للأمة من الرجعية والامبريالية ، وجل ما يستطيعه مثقفي تلك الحقبة ، هو تفسير وتأويل هذه النصوص بما يناسب كل مرحلة وحدث ، فكان ان انقلبوا على نصوصهم وشعوبهم ، وتحولت الحرية الى قمع والعدالة الاجتماعية الى حقوق مكتسبة لطبقة لصوص وعصابات تستعبد سواد الشعوب ، والوحدة الى تكريس للطائفية والاثنية والعائلية والعشائرية وتفتيت للمفتت ، لذلك واهم من يظن ان الربيع العربي اسقط تلك الانظمة بعد نصف قرن تقريبا من حكمهم ، قد يكون اسقط بعض الطغاة وحاشيتهم ، ولكن نظام وبنية القمع بكل اشكاله ، كانت قد تجذرت حتى لدى الشعوب الثائرة ، والثورة عليها قضية تحتاج الى " مشروع ثوري حقيقي لا يلبس رداء القدسية " وهو لا زال مفقود وتائه ، في مقابل ذلك اصبحنا نرى اشبه ما يكون بصرخات النصر ورقصات الشعوب البدائية حول النار عندما كانت تصطاد ضحية لتقديمها قربان لإلهتها يطلقها ( تيار الاصولية الدينية ) فرحا بالانتصارات الانتخابية التي لا يرى بها اساسا إلا وسلة من وسائل الصيد ، فهيا كانت حتى زمن قريب ولا زالت عند اغلبهم نتاج لنظام الديمقراطية القادم من بلاد الكفر ، ولا اظنه سوف يكون اقل قمعية في اعادة انتاج شكل جديد للبنية القمعية الاجتماعية بمختلف حقولها في دول ما بعد الثورات ليس لأنه " اسلامي " بل لأنه جزء لا ينفصل عن ثقافته وتاريخه كما هم الأصوليين العلمانيين ، تشكل " عقلهم الجمعي " على مفاهيم الغلبة ، والقوة ، والإقصاء ، والعقل الفقهي المدني والديني ، والحاكم الملهم ، وهي جميعا ، ان اتخذت لبوس العلمانية او الاسلامية لا تنتج ولن تنتج ، إلا الدكتاتوريات الفردية و الطبقية والتيارية والحزبية اي ان كان ما يطلقون عليها من اسماء ، سندها الارض او السماء .


في تزوير التاريخ الاسلامي

" ذكر ابن خلدون في تاريخه حالة الضّنك والخراب الذي عمّ المسلمين في عهد بني بُويه فليراجع ( تاريخ بن خلدون الجزء الرّابع )"إنّ آل بُويه قد اشتروا ضمائر أهل الطّمع ، والانتفاع الشّخصيّ ، من ضعفاء النّفوس ، فراحوا يكيلون لهم المديح جزافاً حتى جاوزوا المقدار .
هذا أبو هلال الصّابي , يضع كتاب " التّاجي" وهو سجين , وقد مرّ به بعض أصحابه فسأله فقال : (( أباطيل أُنمّقها , وأكاذيب أُلفّقها في تاريخ آل بُويه " وليد الأعظمي : السيف اليماني في نحر الأصفهاني – دار الوفاء – مصر ص65 " .
لا يعبر هذا النص عن حالة محددة فقط في أساليب وطرق وأسباب ( فلسفة ) كتابة تاريخ الدول والممالك الإسلامية وهو عهد بني بويه أو الدولة البويهية بل عن اغلب مراحل كتابة وتدوين التاريخ الإسلامي على أيدي مؤرخين أو من تناولوا جانب من التاريخ الاسلامي في مؤلفاتهم من حيث الانحياز وعدم الموضوعية في كتابته بل والتزوير والتلفيق أحيانا .
هل حان الوقت لإعادة كتابة تاريخ الحضارة الإسلامية بشكل كامل برؤية عصرية وبمناهج حديثة كبديل عن الأباطيل والأكاذيب التي كان بعضهم يلفقها على حد تعبير أبو هلال الصابي .


العقل أو فناء الاسلام

الشرع والشرائع السماوية... ابتعث الله ارتاسماتها الأولى للبشر لتكون دليل قيمي وأخلاقي وليس نظم سياسية واقتصادية واجتماعية نهائية الوجود لذلك فالذي يتخطى حدي الزمان والمكان هذه الارتسامات الأخلاقية والقيمية والقواعد العامة لها أما تفاصيلها التي أصبحت مذاهب واجتهادات فلا قدسية تمنع تبدلها واندماجها مع حركة التاريخ في التغير والتبديل فلا قدسية لفهم البشر للشرائع اي ان كانت مكانتهم بدء من الصحابة وانتهاء ممن يطلقون عليهم علماء دين بفهمهم وتفسريهم المحدود لها والغير ملزم لأمة الإسلام لذلك لا يمكن فهم وتأويل الشرائع ألا بالعقل وان تناقضا يقدم العقل على الشرع كونه متحرك مع حركة التاريخ والتطور .
اما الشرائع فهيا نصوص مهما تم تفسيرها وتأويلها لا بد من نهائية لكل إشكال التفسير والتأويل لها .
هذه كانت ولا زالت ثورة المذهب العقلي الاعتزالي والرشدي على عبيد النصوص وحراسها من أصحاب المذاهب السنية والشيعية الذين اختطفوا العقل من الإسلام حتى لا يفقدوا وجودهم بوجود العقل فهم أعداء العقل وهو ما جعل مزوري التاريخ الإسلامي يصنعون من الشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة ومالك وابن تيمية وغيرهم اصحاب القول الاخير في الاصول وكذلك الأمر في مذاهب أهل التشيع الذين جعلوا من الإمام وأحفاده حراس ومفسري الشرائع لا بل صناع لها وغيبوا مذهب أهل العقل في الإسلام لصالح مؤسسة الخلافة والملك من جانب ولصالح ثبات مذاهب أهل السلف أو الجماعة وكل الصفات التي أطلقوها على أنفسهم لنفي الأخر العقلي في الإسلام الذي مثله المتكلمين والفلاسفة المسلمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري