الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسخر من حمدين، ونهدد السيسي

مجدي مهني أمين

2014 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أنا أعطي صوتي للسيسي، وكنت واحدا ممن منحه تفويض الترشح للرئاسة، واستمع اليوم وغدا لحواره مع لميس الحديدي وإبراهيم عيسى للتعرف عليه وتفهم برنامجه الرئاسي، كما استمعت لحوارات حمدين صباحي مع كل من الإعلامي عمرو أديب، والإعلامية ليليان داوود، وشاهدت سعة صدره في تلقي الأسئلة وتقبل الانتقادات.

إحنا أمام اتنين مرشحين، خوضهما الانتخابات يدعم العملية الديمقراطية، ويقربنا من انتخابات حقيقية، ويضحد فكرة إنها انتخابات صورية؛ أقرب للاستفتاء منه لانتخابات ديمقراطية فعلية. طبعا سبق ترشح السيسي دعوة جارفة من الناس كي يترشح، بل حدثت أزمة في الشارع المصري من صمت السيسي أمام دعوة الجماهير له بالترشح، دعوة لم يكن أمامها مفر من أن يترشح الرجل لهذه الانتخابات، ولم يترشح أمامه إلا حمدين صباحي.. مرشح واحد فقط، يعني كان ممكن أن ينسحب الجميع ويتركوا السيسي كمرشح وحيد في الساحة، بطريقة تجعل الانتخابات استفتاءً بامتياز، كما كان يمكن أن أن يتقدم للترشح أشخاص صوريون يضفون جوا باهتا على العملية الانتخابية.. كل ده كان ممكن.

ما حدث هو أن ترشح شخص له قواعد شعبية وجماهيرية، بل وكسب 4.8 مليون صوت في انتخابات رئاسية سابقة، أي أننا أمام مرشح قوى تدعمه كتلة انتخابية كبيرة، وأمام مرشح نشيط قد يفوز فعلا في الانتخابات، أو يقترب كثيرا من الفوز، كل هذا يدعم العملية الانتخابية ويقويها. الرهان ليس على السيسي ولا على حمدين، الرهان على انتخابات حرة نزيهة، نحن لم نرَ انتخابات نزيهة، الثورة-حتى تاريخه- لم تأتِ لنا بانتخابات نزيهة.

الإخوان تحديدا لم يأتوا لنا بانتخابات نزيهة، قالوا أنهم منظمون، وفعلا كانوا منظمين في قيادة عملية انتخابية تفتقد كل معايير النزاهة، أغرقونا في الزيت والسكر، وطبعا كانوا يختزنون أطنانا من هذا الزيت والسكر لكل انتخابات قادمة، طمسوا صوت الناس؛مثلما كان يفعل نظام مبارك، كلاهما طمسوه كي يقودوا البلاد لأنظمة حكم مستبد، ولانتخابات مزيفة كل مرة، ويظل حكمهم باقٍ إلى ما شاء الله.

- وإلا على ما كانوا يراهن كل منهما للفوز والبقاء في السلطة؟
- كانوا يراهنون على انتخابات مزورة داخل اللجان، وبلطجية ترهب الناس خارج اللجان، انتخابات تطمس أصوات الناس.
- وإلا فكيف كان سيتم التوريث؟ بل، وكيف فاز الدكتور مرسي؟ كيف فاز رجل يفتقد كل مقومات رجل الدولة؟
- فازوا بالتزوير، التزوير الذي يأتي للناس بالمرشح الذي يريده المزورون، لا بالمرشح الذي يريده الناس، كي تصبح الدولة تحت رحمة المزورين.. وطبعا دولة تحت رحمة مزورين ستكون أبعد ما يكون عن أي معني للدولة العادلة؛ لأنها دولة مزورين مش دول شعب.

نحن نراهن، هذه المرة، على انتخابات تتم في لجان آمنة، وتدار بنزاهة.. آمنة تحترم المواطن، ونزيهة تحترم عقله، هنا يكون المكسب الحقيقي، والسباق في هذه الحالة ضرورة حتى نتأكد من اختيار الناس للمرشح الفائز، فنزاهة الانتخابات تبدأ مع بداية السباق، فلا مجال للسخرية من حمدين ، ولا لتهديد السيسي، فالساخر صنو الإرهابي، كلاهما يُخْرِج العملية الانتخابية من مسارها الديمقراطي، ويُخْرِج الدولة من مظلة القانون، نريد انتخابات دون تعالي وسخرية ، ودون تهديد وإرهاب، فكلنا نعمل من أجل الوطن.. متسابقون لا أعداء.

لو لم يفز حمدين ففرصته أوسع في تكوين حزب معارض، وهو ما يؤسس لحركة حزبية تقود العمل السياسي في مصر بدلا من اعتماده حتى الآن على اشخاص. نريد الخروج من نفق الاشخاص والكاريزما إلى أفق الأحزاب والبرامج السياسية، لذا فالكل فائز في هذه الانتخابات، لو دققنا النظر، واحترمنا الجميع، وطالبنا الجميع باحترام المواطن.. مناخ الاحترام المتبادل هو الركيزة لعملية انتخابية جادة تحتوي الجميع، لا تقصى ولا تستثني أحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة