الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تاملات : الحياة كانت هناك
سعدي عباس العبد
2014 / 5 / 9الادب والفن
تأملات : الحياة كانت هناك .......
_________________________
• البحث عن حياة افضل .. اعتراف صريح بامكانية وجود حياة غير تلك التي
• مستمرين في ملاحقتها او العكس .......
• الحياة التي انشدها توارت وراء حاجز متماسك يسمى القدر .. تمترست هناك وراء ما يطلق عليه
• _ هكذا هي الحياة ..... !! _ الحياة ليست هكذا , ...... كما يشاع
• بات من البدهيات القول ب اني مكرها على مواصلة الرحلة ..او الحياة او اني نتاج التاريخ في
• اشد وجوهه انحطاطا وقذارة متمثلا بالسلطة الابوية .. سلطة استمرار النوع في دعوتها الاشهارية
• المتضامنة في الخفاء مع سلطة الغريزة المضمرة .. سلطة الشبق والرغبة والنزوة .. المتجسدة
• على الارض .. تلك السلطة اشد وضوحا عبر مزاولتها للفعل .. وما يترتب على ذلك الفعل من
• صياغة تاريخ الفرد . نتاج الفعل . وتشكيل ملامح الوجود . الوجود نتاج الفعل . .. هذا تاريخ ليس
• ليّ يد في اختياره او صناعته .. انا نتاج الآخر وضحية نزوته .. هو من اختار اسمي وديني
• ومذهبي .. يحدث هذا في الطور الاوّل من تشكيل تاريخي الشخصي
• اما فيما بعد .. فسوف تشكّل ملامحي الاقدار وهذا اعتراف واقرار , بالغائي كفاعلية او نشاط وحرية
• ..انا لست حرا منذ جرى اخراجي عنوة من البيت او الرحم الامومي .. او المأوى الوجودي . منذ
• تلك اللحظة
• اعلن القدر ضمنا سلطة التاريخ .. ومنذ ذلك اليوم البعيد .. يوم تم سحبي اوجرّي قسرا
• من بيت او ماوى الرحم .. وانا في بحث مستمر عن حياة افضل .. في دوامة من الحلم
• حلم طويل في البحث عن حياة غير تلك التي تحياني ولست انا الذي يحياها
• .. اعتقد فات آوان البحث .. والحلُم بقي محض حلٌم , يتآكل في غمرة الانهاك والمرض
• غادرت ارض الاحلام ..او البحث عن هويتي ووجودي . وجودي الذي لن تتشكل ملامحه
• الا بتوافر الحرية والبراءة والجمال ...غادرت ذلك الحلُم .. حلم الاكتشاف .. اكتشاف الحياة
• التي توجد في مكان آخر ..او ربما في كلّ مكان , عدا المكان الذي اكرهت او اقسرت
• مرغما على التأقلم معه .....كيف يستطيع انّ يحيا الإنسان دون حلُم .. دون آمال
• بات الوجود فائضا .. اقصد وجودي.. وحتى الحلم الذي كنت احلم به بات مجرد حلم
• اقرب ما يكون للذكرى ..
• كنت احلم في رؤية مدن وقارات وبحار ونساء متحررات من عاهات الشرق
• ان اجوب غابات واتسلق مرتفعات من الجليد واعاشر نساء من الوان وجنسيات واعراق ودول
• متباينة .. كنت احلم بمشاهدة متاحف وصالات مسرح وسينما ومكتبات وامكنة اثرية ..
• انّ اجوب عواصم الثلوج والمطر والضباب .. اذرعها طولا وعرضا ..
• ولكن هيهات كانت محض احلام .. حتى الاحلام باتت محض ذكرى بعيدة استعيد سحرها
• في اوقات متباعدة .. المريض لا يحلم كثيرا او لا يفكّر انّ يحلم الا بالتماثل للشفاء ..المرض
• والحياة خصمان لدودان لا يلتقيان .. ليس بينهما مشترك .. عدا الموت يجمعهما في اللحظة
• الاخيرة ...الموت خاتمة مخيفة تاتي قسرا دون اختيار وبلا استأذان ولن تتيح لك حرية
• اختيار شكل وملامح الموت او المكان والزمان .. يأتي سريعا خاطفا كشبح ....
• لا ادري كيف مرّت خطوات الحياة من هنا ......مرّت بسرعة مذهلة دون ان احس بوقع خطواتها
• مضت من دون انّ تشعرني بذلك ...لم تخلّف عبر تلاحقها العاجل شيئا من شأنه انّ يجعلني مبتهجا
• بمغادرتها او مرورها ... كم تمنيت على الحياة انّ تعيد دورتها .. تعيد خطواتها ..ولكن ذلك لن يحدث على
• الاطلاق ... بل يعد ضربا من الوهم والجنون ... لماذا لم يمنحنا الرب حياتين .. كي يتسنى لنا
• نحن الذين عشنا خطأ او كان وجودنا عن طريق الخطأ.. يتسنى لنا إعادة ما خرّب .. ترميم ما
• اصابه العطب ..انّ تكون حياة بديلة للاوّلى التي نال منها الخراب والتشويهة ..كم
• ستبدو الحياة رائعة , فيما لو حدث ذلك .... اظن هذه بوادر تفيد بعطب العقل او تشير
• لاختلال في التوازن النفسي ... او الاستغراق في مجرى عويص من اليأس واللاجدوى
• الحياة التي استغرقتني طوال كلّ تلك السنوات لم تكن سوى لحظة خراب طويلة .. لحظة
• تناسلت حتى غد ت عمرا ضائعا بكاملهِ ..هل عاش احدا غيري حياة كتلك التي عشتها ؟
• ربما ..من يدري ... فالحياة كما الحسناء الثريّة لاتمنح سرها وجمالها لمن هب ودب
• على باب قصرها .. كذلك الحياة لاتمنح سرها لمن همّ خارج الساحل .. لاتفتح ابوابها
• لأولئك المهمشين ..من يتواجدون على حافات المهملات ..
•
•
•
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-