الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلابنا وعطلة الصيف

خالد بهلوي

2005 / 7 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من ابسط حقوق الطالب بعد تسعة اشهر من الدوام المتواصل وحفظ الدروس وتقديم الواجبات المدرسية الوظيفية والامتحانات المرهقة أن يرتاح طيلة فترة الصيف استعدادا للعام الجديد القادم وهذه العطلة أو الفترة الزمنية يحصل عليها جميع الطلاب دون استثناء وهي من الضرورة للحصول على الراحة الفكرية والجسدية والنفسية والعقلية
أما السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمضي الطلاب هذا الوقت
- هل يتمتع جميع الطلاب بحقهم في الراحة واللعب والتسلية واللهو
- هل يستفيد الجميع من هذه العطلة
تختلف الإجابة على هذا السؤال من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى ففي بعض البلدان الأوروبية يحصل الطالب على جزء من الراحة العقلية والجسدية في المدرسة حيث يحضر جميع وظا ئفة ويحفظ دروسه في الصف ويعود إلى المنزل ليمارس قسطا من الراحة والنوم أو ممارسة هواية معينة ومع ذلك من الأهمية الحصول على العطلة الصيفية
وفي البلدان النامية حيث 250 مليون طفل يجبرون على العمل أما بشكل دائم أو موسمي طيلة فترة الصيف أو العمل بعد الدوام في فندق أو مطعم وذلك بسبب تردي الوضع المعيشي للأسرة والفقر المدقع وحاجة الطالب إلى تامين مستلزمات المدرسة
وإذا أخذنا سوريا على سبيل المثال لنرى أن نسبة الفقر وصلت إلى 30 % أو 5.3 مليون فقير منهم 2 مليون يعيشون تحت خط الفقر أي بالكاد يحصلون على المواد الغذائية الضرورية للحفاظ على الحياة بصحة جيدة وتعليم أطفالهم بعد مرحلة الثانوية 0
لهذا يتفاوت الحاجة إلى عمل الطالب حسب واقع الأسرة الاقتصادي والاجتماعي حيث يضطر الكثير من الأسر إلى تشغيل أطفالهم فترة الصيف لبيع بطاقات اليانصيب أو بيع الدخان المهرب أو ربطات الخبز لتأمين قسم من نفقات الدراسة
أما العائلات الثرية والرأسمالية التي تود أن تسابق العصر والتطور والمعرفة وان يكون أولادهم مميزين في العلم والمعرفة والرفاه والعز فيذهب أولادهم الى المعاهد المتخصصة او يفتح لهم دورات تعليمية خاصة دون النظر إلى صفه الدراسي لذلك من السهل أن ترى طلاب الصف الأول حتى الشهادة الثانوية في المعاهد الخاصة التي افتتحت لهذه الغاية بعد أن ضاقت البيوت في استيعاب العدد الكبير منهم وفي هذه الحالة أيضا يضطر الطفل الطالب إلى الاستيقاظ باكرا ويحرم من بهجة العطلة وكأنه في المدرسة يحشو دماغه بالمعلومة المدرسية استعدادا للامتحانات بعد عام كامل ليدخل فرع الطب أو الصيدلة
أما الحقيقة أن حاجة الطالب يتعدى حشو المعلومة المدرسية المنهجية فهو بحاجة إلى استغلال فترة الصيف للراحة أولا وتعليم أمور أخرى كثيرة منها 0
أولا: ممارسة هواياته المفضلة وتنميتها سواء أكانت فنية أو رياضية
ثانيا: متابعة برامجه المفضلة أكانت تثقيفية أو غنائية أو مسلسلات هادفة
ثالثا: توسيع معارفه لمواجهة أمور الحياة والقدرة على التعامل والتكيف مع صعابها وتعقيداتها ولمواجهة مصاعب الزمان والكف أو التوقف تدريجيا عن الاعتماد على أهلة ووالديه ورسم معالم حياته وتامين احتياجاته الشخصية والفردية كالزواج والسكن والعمل
رابعا: المطالعة المستمرة وقراءة خبرات وتجارب الشعوب للوصول إلى بدايات النجاح ولينال ثقة المجتمع وان يكون فعالا في المستقبل بين الناس ليس بالشهادة فقط إنما بالجد والعمل والإطلاع على أسرار الحياة والاجتهاد والصبر للوصول إلى الغايات المرجوة
خامسا: تغيير المكان وقضاء فترة مناسبة في مدينة أخرى أو في الريف للخلود والراحة بعيدا
عن الجو التقليدي الذي يدرس فيه
سادسا: من الضرورة أن يتعلم الطالب مهنة مع بداية كل عطلة صيفية ليصبح رصيدا له مستقبلا إذا فشل في الدراسة أو بعد حصوله على شهادة علمية وتعذر عليه بل استحال الحصول على وظيفة فكثيرا ما نجد حامل شهادة علمية يعمل بصفة حارس وأخر سائق وغير بائع موالح
لهذا فان الخبرة المهنية لابد أن تترافق مع عمر الطالب ليستعين بها في العيش والحياة السعيدة
أما الواقع فان اكثر طلابنا يريدون قضاء هذه الفترة دون مبالاة ومسؤولية متسكعين في الشوارع بتصرفات صبيانية مراهقة يجلبون الويل والهموم لاهلهم دون مبرر
أن إبداعات الشباب تظهر وتجد طريقها للحياة في سن المراهقة أو المرحلة الثانوية لهذا علينا الاهتمام بهذا الجيل مستندين إلى العلم والمعرفة للوصول إلى الأفضل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي