الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفيق عدس والمنظمة الصهيونية العالمية حقيقة أم أدعاء

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يعد اليهود العراقيين احد الفئات المهمة في العراقي لما يحملونه من امكانيات مادية وثقافية شهد لهم الكثير بذلك،لاسيما الجانب الاقتصادي كونهم مثلوا فئة التجار المهمة في السوق العراقي الذي يدين لهم بالكثير كونهم كانوا المحرك الرئيسي للتجارة العراقية وعرفت بعض العوائل اليهودية المشهورة بالتجارة في بغداد والموصل والبصرة التي لها مكانة مهمة بالنسبة للتجارة العراقية كونها تطل على الخليج العربي والمنفذ البحري الوحيد الذي مكن التجار من اي ينشئوا لهم شركات تجارية في مدينة البصرة ومن بين تلك الشركات شركة عدس التي تأسست في عام 1920 لصاحبها شفيق عدس.
فالتاجر اليهودي المعروف شفيق عدس الذي اثير حوله الكثير من الشبهات والتساؤلات حول نشاطه التجاري فهو من أصل سوري ولد في حلب عام 1900 ثم جاء للعراق واستقر في مدينة البصرة فكان من كبار التجار في البصرة وكيلاً لشركة فورد للسيارات الأمريكية ومقرها على شاطئ العشار،وكان شريكه في التجارة التاجر العراقي المعروف ناجي الخضري.
وفي خضم ما شهده العالم لاسيما اثناء الحرب العالمية الثانية وما حملته الحرب من تغيرات على الصعيد الدولي بالعموم والمشهد العراقي بالخصوص لاسيما بعد احداث حركة مايس 1941 وما تعرض له اليهود ما عرف بالفرهود في الرايع من حزيران 1941 عندما استغل بعض اللصوص الفراغ الأمني الذي حدث بعد دخول القوات البريطانية وان سبب حدوث الفرهود حسب ما اشيع انهم تعاونوا من البريطانيين ضد حركة رشيد عالي الكيلاني وهو امر يثير كثير من التساؤلات حول هذا الأمر عندما يقوم اللصوص امام مرأى من أعين البريطانيين بسلب اموال اليهود لاسيما في سوق المغايز(سوق الهنود في البصرة)وغيرها من المتاجر والمخازن؟
ولشفيق عدس قصة أخرى عندما وجهت له تهمة انه جاسوس للصهيونية وان البيت الذي شيده في مدينة البصرة ليكون مقراً لقنصلية إسرائيل في البصرة وكثير من الشائعات ولكن التهمة التي وجهت له من قبل المجلس العرفي العسكري هي أنه يشتري مخلفات معدات الجيش البريطاني في الشعيبة وشحنها إلى ايطاليا ليعاد شحنها ثانية إلى اسرائيل وقد القي القبض على شفيق عدس 1948 دون ان تلقي القبض على شريكه في العمل ناجي الخضري.
من بين التهم التي وجهت لشفيق عدس انه يقوم بمساعدة الحزب الشيوعي العراقي بالمال والمعروف ان الكثير من اليهود العراقيين انضووا الى صفوف ذلك الحزب لكونه يصهر الديانات والقوميات والطوائف ويدعو الى الدفاع عن حقوق الاقليات فوجوا بذلك الحزب خير معين لهم فكان لليهود دور بارز في الحزب الشيوعي ومنهم من تبوء سكرتارية الحزب في مدد مختلفة من يهودا صديق وساسون دلال وغيرهم من اليهود اعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
وصادف ان كان رئيس محكمة شفيق عدس الذي حكم عليه بالإعدام هو عبدالله النعساني المعروف بعدائه للشيوعية والغريب انه يحاكم امام محكمة عسكرية ولم يكن هناك شاهد اثبات في المحكمة واستغرقت المحاكمة ثلاثة ايام ولم يسمح له باستئناف الحكم.
وبالرغم من الشائعات التي ترددت بان استهداف عدس كان من قبل منافسيه في التجارة للتخلص منه ولكن ما ذكره رئيس الوزراء في العهد الملكي احمد مختار بابان انه بعد صدور الحكم على شفيق عدس زاره شخصان احدهما من اليهود العراقيين وصديق لبابان والثاني كان أجنبي وطلبا منه باسم المنظمة الصهيونية العالمية التدخل لتخفيف حكم الاعدام بحق عدس مقابل ثمانية ملايين جنيه استرليني مقدمة من المنظمة الصهيونية العالمية الذي قالا عنه ان له شأن لدى المنظمة الصهيونية العالمية وأضاف ان المنظمة على استعداد ان تضع المبلغ المقرر في اي مصرف واي بلد اقترحه وهذا ما دفع احمد مختار بابان للاعتذار منهما مما حدا به الى أخبار الوصي عبدالاله مما بالوصي للتوقيع على اوراق اعدام شفيق عدس.
ونشرت الوثائق البريطانية التي نشرت بعد ثلاثين عاماً من اعدامه تتعلق بمساعي الحكومتين البريطانية والأمريكية لتخفيف حكم الإعدام بحق عدس فقد أوعزت الحكومتان الى ممثليهما في بغداد بمراجعة رئيس الوزراء مزاحم الباجه جي والأمير عبدالاله بعدم تنفيذ حكم الاعدام وطالب والسفير البريطاني في العراق(السير هنري ماك)من رئيس الوزراء في 20 ايلول 1948 بان النظام البريطاني لا يسمح بإعدام بريء وقدمت سفارة الولايات المتحدة عن طريق سفيرها جورج وادزورث مذكرة احتجاج على الاعدام
وتم تنفيذ حكم الاعدام بحقه في 23 ايلول 1948 بالقرب من بيته الذي قارب على الانتهاء ولم يعدم مره واحدة وإنما اعدم مرتين ففي الأولى التي تم اعدامه فيها قام الطبيب بفحصه فوجد أنه ما زال حياً،لتكرر المحاولة مرة ثانية لتبقى معلقة لعدة ساعات ،ووصف السفير البريطاني في العراق عملية اعدامه بأنه"عملاً مخزياً ولكن اجد من الصعوبة توجيه اللوم للوصي والحكومة اللذين لم يكونا في وضع قوي للوقوف ضد الجيش".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات