الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان والكابينات الحكومية ؟

محمد سليم سواري

2014 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال متابعتي لمواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الفسبوك ، جذب وشد إنتباهي النشاطات والسفرات للأصدقاء والعوائل وأبناء القرى الكوردستانية لقراهم وكأن هناك يوم لكل قرية في كرنفالات ومهرجانات بديعة حيث يلتقي أبناء القرية الواحدة مع عوائلهم بعد أن أبعدتهم بعضهم عن البعض العادات المدنية ومشاغل المدينة .. نعم تلتقي تلك العوائل على خرائب وأطلال قريتهم المدمرة من قبل الأنظمة البائدة وجهات أخرى لسنا بصدد ذكرها وتقديم الأدلة عليها.
هذه السفرات الجماعية والزيارات العائلية والتي تستمر يوماً بعد الآخر وسنة بعد الأخرى تتم حيث تنعم كوردستان كعروسة وملكة في أبهى صور جمالها وجاذبيتها وهي متوجة على العرش في كل فصول السنة وخاصة في الربيع والصيف .. فلا غرو إذا كانت هذه القرى المهدمة والأطلال البائسة نقطة سوداء وستبقى في جبين كل الأنظمة التي إمتدت أيديها لفعل الشر وفي المقدمة منها نظام الدكتاتور صدام حسين فإنها بالمقابل وعلى الضفة الأُخرى ليست نقطة مضيئة على جبين عروستنا كوردستان وفي عصور الكابينات الحكومية في إقليم
كوردستان منذ عام 1992 بصورة خاصة وحكومة العراق الفدرالي الديمقراطي منذ عام 2003 بصورة عامة ؟؟
يا ترى عندما تقوم هذه الجموع والمواكب بزيارة أطلال قراهم ماذا يقولون وبماذا يفكرون ، لأنه في كل وقت وحين قد تكون هناك صعوبة لإظهار ما تكنها وتكتمها النفوس البشرية من مشاعر وحقائق ولكنني متأكد في البدء وفيما هو مباح لهم وخارج دائرة الخوف والوجل أن يلعنوا كل الأيدي التي إمتدت وطالت تلك القرى لتسويها بالأرض لأن ذلك لا يكلفهم شيئاً من الناحية المادية والمعنوية ولن يجعلهم تحت طائلة القانون والحكم عليهم ببند الإرهاب أو الإساءة إلى الأمن القومي كما هو مفهومهم للأمن القومي ؟؟
ولكنني متأكد وعلى ثقة بأنهم مع أنفسهم يعاتبون كل الكابينات الحكومية الكوردستانية لإخفاقهم في إعادة بناء تلك القرى الكوردستانية وإعادة الحياة إليها .. حيث أن كل الثورات الكوردية وعبر تأريخها المطرزة بالدماء والدموع وخاصة ثورات المناضل الخالد الملا مصطفى البارزاني طيب الله ثراه كانت تراهن على مبدئية القرويين الكورد وحصانة القرية الكوردية لتكون القلعة لكل ثورة والعمق الإستراتيجي لكل جهد نضالي .
إن إعادة بناء تلك القرى ومن خلال إعادة الحياة إليها هي الخطوة المسؤولة للحفاظ على الأمن القومي الكوردي كما يقال قبل التفكير في حفر آبار النفط والصراع على المناصب في داخل الاقليم وفي بغداد وتأخير تشكيل الحكومة .
ونحن جميعاً إذ نتابع الآن الزيارات المكوكية بين أصحاب الشأن لتشكيل الكابينة الجديدة للحكومة في الاقليم برئاسة السيد نيجيرفان البارزاني سوف يراهن الكثيرون من أبناء الوطن على نجاح هذه الحكومة في المحاور التالية :
أولاً : وضع الشخص المناسب والكفوء والنزيه في المكان المناسب بعيداً عن النظرة الحزبية الضيقة والعشيرة الفلانية .. أليس أغلبية أبناء الشعب الكوردي هم مستقلون في إنتماءاتهم الحزبية وكان الأجدر أن يتولى المستقلون تلك المناصب التي كانت ولم تزل نقاط الخلاف بين الأخوة الأعداء وأنا واثق بأن هؤلاء المستقلون سيثبتون إخلاصهم ونزاهتهم أكثر من أقرانهم الحزبيين ؟
ثانياً : وضع حد للمحسوبية والفساد المالي والإداري التي تنخر في الجسد الكوردستاني الشعبي والإداري ليأخذ هذا الجسد المثخن عافيته وبهاءه .
ثالثاُ : البدء وبدون تأخير بوضع برنامج طموح لبناء القرى الكوردستانية وإن التأخير في هذا الشأن هو بسمار في نعش الأمن القومي كما يقال .
رابعاً : إعادة الحياة إلى السياحة في كوردستان وإنه من المؤلم حقاً أن الحركة السياحية في كوردستان كانت تشهد تطوراً في الخمسينات من القرن الماضي أكثر مما هي عليها الآن في السياقات السياحية ويشهد على ذلك الكثير من المعنيين .
خامساً : البدء بتطبيق برامج وخطط مدروسة لإنتعاش الزراعة في كوردستان وهذه الخطوة مرتبطة ومرهونة بالنقطة الثالثة .
وأملنا كبير بأن تكون هذه الحكومة بمستوى المسؤولية والطموح نحو الغد الأفضل لكوردستان وطناً وشعباً .. ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق