الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الدكتور زهير البياتي

سعدون هليل

2014 / 5 / 13
الادب والفن


الدكتور: زهير البياتي
"أهم مايعيد للعروض المسرحية ألقها، هو إعادة الفرق المسرحية الأهلية وتفعيلها"
حاوره:سعدون هليل

زهير البياتي مواليد بغداد دبلوم معهد الفنون الجميلة/ فنون مسرحية بكالوريوس كلية الفنون الجميلة/ أخراج مسرحي ماجستير كلية الفنون الجميلة دكتوراه فلسفة فن/ كلية الفنون الجميلة/أخراج مسرحي عمل في المسرحيات الخاصة بالمسرح المدرسي عندما كان طالباً في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.عمل في فرق مسرحية متعددة منها فرقة مسرح الصداقة التابعة للمركز الثقافي السوفيتي للأعوام 66-67-68.فرقة المسرح المعاصر للأعوام67-70.فرقة مسرح التسعين للأعوام 70-71-72.أسس مع مجموعة من الفنانين المسرحيين فرقة مسرح الأمة عام1973-1974.عمل في فرقة مسرح اتحاد الفنانين عام1973-1974.فرقة المسرح الشعبي عام1974-1985.فرقة مسرح اليوم عام1985 وعضو الهيئة الإدارية فيها.عمل في فرقة المسرح الفني الحديث للأعوام1995-1996.عضو نقابة المعلمين.عضو نقابة الفنانين/ عمل في دورتها الأخيرة للأعوام2007-2008-2009 أخرج أكثر من 25 عملاً مسرحياً من هذه الأعمال غابة اليوتوبيا تأليف طلال حسن لفرقة مسرح التربية وهي مسرحية خاصة بالطفل.
مسرحية رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة معدة عن مسرحية "كيف تخلص السيد ميكونبوت من آلامه" تأليف "بيتر فايس".أخرج مسرحية الصخرة تأليف فؤاد التكرلي عام1973-1974.أخرج مسرحية "أهمس في أذني السليمة" تأليف "وليم هانلي" لكلية الفنون الجميلة لعام2008.مسرحة "الموت قسراً" تأليف "علاء محسن" لدائرة السينما والمسرح مشاركة مع الفنان الراحل كاظم العبودي عام1992.أخرج العديد من المسرحيات الخاصة لمعهد الأمل الخاص للصم والبكم للعوام1975-1976-1977.أخرج العديد من المسرحيات الخاصة للطفل منها مسرحية "مملكة العصافير" تأليف "سعد جعفر السعدي" لفرقة مسرح التربية.
-شارك في التمثيل في العديد من المسرحيات نذكر منها على سبل المثال وليس الحصر مسرحية "أوديب ملكاً" تأليف "سوفوكلس" للعام1969-1970 - مسرحية "الغريب" إعداد وأخراج "علي ماجد" الغريب "لالبير كامو" عام1970-1971.مسرحية برج الحمام تأليف "عدنان شلاش" أخراج "صبحي الخزعلي" لفرقة المسرح الشعبي عام1980-1981. وغيرها.ساهم مع عدد من الفنانين لتأسيس مسرح "الستين كرسي" الخاص بفرقة المسرح الشعبي. في حوارنا معه حول المسرح واشتغالاته الأخرى في النقد والاخراج والكتابة للطفل تطرق البياتي الى أمور راهنة عدة تتعلق بكل مفاصل المرحلة الراهنة والسابقة،وبدايات شغفه بالمسرح.



• ما مدى تأثير البيئة على تكوينك وتوجهك الفكري.
من المؤكد ان جميع المجالات الإبداعية لا تتجسد وتظهر إلى الواقع على شكل منجز إبداعي إلا من خلال مؤثرات معينة تفرضها البيئة التي يعيش فيها المبدع، وأعني بالبيئة هنا ليس المكان فقط بل الواقع الاقتصادي والاجتماعي والعلاقات التي تربط الناس مع بعضها، وفي خضّم هذهِ الأمور مجتمعة تتبلور أفكار وأدوات المبدع ومن ثمة يتمظهر المنجز الإبداعي ويبرز إلى الوجود على شكل قصةٍ أو رواية أو قصيدة، أو مسرحية، أو لوحة تشكيلية... الخ وهذه مسألة بديهية أي بمعنى أنهُ لا يبرز شيء ويتجسد إذ لم تكن هناك مؤثرات تساعد على ذلك.
ولدت في بغداد في منطقة العطيفية وفي بيئة جميلة كثيرة الأشجار يمر من خلالها نهر دجلة الخالد في منطقة شبه منعزلة عن ضوضاء وصخب المدينة، وعند دخولي المدرسة الابتدائية "مدرسة محطة الشالجية" كانت امتداداً للبيئة التي وُلدت فيها لكثرة حداقها ووسعها والأشجار الباسقة التي حولها، إلا أن اللافت للنظر في هذهِ المدرسة هو اهتمامها بالأنشطة المدرسية وتحت إشراف مديرة المدرسة الست "نورية الحاج نبات" لها مني أسمى آيات الحُب والتبجيل سواءً أكانت على قيد الحياة أم متوفاة إذ ان في نهاية كل أسبوع يوم الخميس تُقدم وتحت إشرافها الكثير من الأنشطة المدرسية وعلى اختلافها، القاء خُطب غناء، عروض مسرحية وكان يعزز هذهِ الأنشطة معلمة الفنية الست "صبيحة" هذهِ المعلمة صادف وأن اختارتني كي أكون مشاركاً في مسرحية "الأميرة والأقزام السبعة" في هذه المرحلة وفي ظل هذه الأجواء بدأ تفكيري عن سر وماهية المسرح والتمثيل خصوصاً.
• وأين تكمن المحطة الأخرى التي عمقت لديك هذا التوجه.
تعمق هذا التفكير عند انتقالي إلى مدرسة "الجهاد الابتدائية" التي كانت تهتم بالأنشطة المدرسية بشكلٍ كبير، وقد تم تشخيصي من قِبل معلم اللغة العربية طيب الذكر"أستاذ جعفر" واللجنة المكونة من مدير المدرسة الأستاذ "حسن عبد الكريم" ومعلم الفنية "محمد حسين زوين" كي أشارك في مسرحية "أبي عبد الله الصغير" وهذهِ المسرحية تتحدث عن سقوط غرناطة وعن آخر ملوكها، وشارك معي في هذهِ المسرحية الفنان الراحل "عارف محسن" و"ماجد حميد" ابن شقيقة الفنان "طه سالم" وقد شجعتنا إدارة هذه المدرسة على مشاهدة العروض المسرحية وخاصةً التي كانت تُعرض من على مسرح "قاعة الحرية" في مدينة الكاظمية.
ان ما يؤسف له وخاصةً في السنوات المتأخرة هو تراجع الأنشطة المدرسية أو الأنشطة اللاصفية وبدرجةٍ تكاد تكون قد انتهت وذلك بسبب ضيق أفق تفكير معظم إدارات المدارس الابتدائية خاصةً وهذا يشكل خللاً في عموم العملية التربوية على اعتبار ان الأنشطة اللاصفية والمسرح خصوصاً هي جزء لا يتجزأ من العملية التربوية.
في هذهِ المرحلة بدأ اهتمامي يزداد بالمسرح، المسرح هذا العالم السحري المليء بالألغاز والغموض وبدأ إصراري على فك رموز هذا العالم المشفّر، فبدأ أطلاعي يزداد لكشف أسرار هذا العالم عن طريق القراءة المستمرة ومشاهدة التمثيليات التي كانت تُعرض من خلال شاشة تلفزيون الجمهورية العراقية ومن خلال هذهِ الشاشة بدأت التعرف على الممثلين والمخرجين والرواد منهم عن طريق مشاهدة العروض المسرحية التي كانت تُقدم من خلال المهرجان السنوي لمعهد الفنون الجميلة فقد ترسخت في الذاكرة أسماء الرواد في هذا المجال، أسعد عبد الرزاق إبراهيم جلال، جعفر السعدي، سامي عبد الحميد، جاسم العبودي، بدري حسون فريد، بهنام ميخائيل، والرائد حقي الشبلي وغيرهم من الأساتذة والفنانين الكبار عبد الله جواد، خالد سعيد، قاسم محمد، فاضل فزاز، هذا بالإضافة إلى مشاهداتي للعروض المسرحية التي كانت تُقدم من على قاعة "المسرح القومي" في كرادة مريم وكلما زادات مشاهداتي للعروض المسرحية ازداد تعلقي بالمسرح بحيث أصبح شغلي الشاغل.


• كيف بدأت علاقتك بالفرق المسرحية عن أي طريق.
ومن حسن الصدف ان تم التعرف على الفنان "عدنان الحداد" وبتشجيع منه ثم انتمائي إلى فرقة "مسرح الصداقة" التابع "للمركز الثقافي السوفيي" وهناك تعرفت على الفنان "أديب القليه جي" و"وداد سالم" وقبلها كنا نلتقي بمقر "فرقة المسرح المعاصر" والتي كان يرأسها الفنان الراحل "حسين التكريتي" ومن الأعضاء العاملين فيها الفنان "غازي التكريتي" و"صبحي العزاوي" و"عيسى البيرم" وغيرهم، ولكني لم استمر في هذهِ الفرقة طويلاً بسبب انتمائي إلى "فرقة مسرح الصداقة" لكونها فرقة شبابية وتمتلك تطلعات فكرية قريبة إلى أفكاري.
• وهل بالإمكان ان تذكر أهم المحطات الأخرى المهمة التي أثرت في حياتك.
شكّل قبولي في معهد الفنون الجميلة، قسم المسرح نقلة مهمة في حياتي لأن معهد الفنون الجميلة كان بالنسبة لي بمثابة حلم أحقق فيه جزء من طموحي في مجال المسرح، ولكونه مؤسسة فنية تربوية يحقق وتصف الجانب النظري كما ويطور الجانب العملي من خلال كادره التدريسي الرصين، وتجدر الإشارة هنا إلى ثقل معهد الفنون الجميلة وسمعته الجيدة لدى المؤسسات الفنية والتربوية ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العربي والعالمي وعلى هذا الأساس فقد التحق به عدد كبير من الطلاب العرب، ولسمعته الجيدة فقد استقطب الكثير من المدرسين العرب والأجانب للتدريس فيه وفي مختلف الاختصاصات وقد رافق "التدريس في معهد الفنون الجميلة" افتتاح "أكاديمية الفنون الجميلة" التي بدأ التدريس فيها الستينيات من القرن الماضي مما حدا بالكثير من أساتذة قسم التمثيل في المعهد المذكور إلى نقل خدماتهم للتدريس في الأكاديمية، منهم إبراهيم جلال، أسعد عبد الرزاق، بدري حسون فريد، سامي عبد الحميد، عبد المرسل الزيدي، جاسم العبودي، جعفر السعدي، بهنام ميخائيل، حميد محمد جواد، عبد الإله كمال الدين، وغيرهم، ونتيجةً لرصانة الدراسة ووجود أساتذة وفنانين كبار مخلصين لمهنتهم ويقدرون المجالات الإبداعية ويقدرون مدى تأثيرها على المجتمع، فقد ترسخت فكرة الفن ودوره الفاعل في المجتمع وخاصةً لدى الشريحة الواسعة من المثقفين وبقية فئات الشعب.
• ما مدى تأثير العروض المسرحية التي كانت تقدم من خلال معهد وأكاديمية الفنون الجميلة والفرق المسرحية والأهلية من ناحية أفرازها للقيم الجمالية والفكرية.
ان العروض المسرحية التي قدمت من خلال "معهد الفنون الجميلة" و"أكاديمية الفنون الجميلة" وكذلك العروض المسرحية الرصينة التي كانت تُقدم من قِبل الفرق المسرحية العاملة وخاصةً في عقد الستينيات والسبعينيات كفرقة "المسرح الفني الحديث" وفرقة "المسرح الشعبي" و"فرقة مسرح اليوم" وفرقة "اتحاد الفنانين" و"فرقة 14 تموز للتمثيل" وغيرها من الفرق المسرحية الأهلية العاملة أفرزت قيماً فكرية وجمالية إذ أن هذهِ العروض برصانتها وابتعادها عن الابتذال عمقت الذائقة الجمالية والفكرية وجعلت من المتلقي يقترب من هموم المواطن بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، لذلك جعلت من السلطة تخشى هذه العروض المسرحية المُقدمة خاصةً من قِبل فرقة "المسرح الفني الحديث" وفرقة "المسرح الشعبي" وفرقة "مسرح اليوم" لذلك كانت لجنة فحص النصوص تدقق كثيراً في النصوص المسرحية المقدمة من قِبل هذه الفرق، وذلك لاعتقادها ان هذهِ الفرق تبث الفكر اليساري عبر العروض المسرحية المقدمة من قِبلها، وبقدر ما يتعلق الموضوع بالفرق المسرحية أود أن أشير هنا إلى مسرح "الستين كرسي" فأن هذا المسرح تابع لفرقة المسرح الشعبي وهو جزء منها وغير مفصل عنها وفكرة تأسيسه انبثقت في بداية السبعينيات من خلال فكرة طرحها سكرتير الفرقة آنذاك الفنان "أديب القليه جي" مفادها تأسيس مسرح تجريبي عن طريق إزالة جدران الشقة المؤجرة من قِبل الفرقة في الطابق الثالث من "عمارة الأخوان" في شارع السعدون وجعلها مسرح صغير يستوعب بحدود الستين مشاهد، لاقت هذهِ الفكرة استجابة من قِبل أعضاء الفرقة "جعفر السعدي" رئيس الفرقة و"وداد سالم" و"نضال عبد الكريم" و"زهير البياتي" "أديب الفليه جي" و"صبحي الخزعلي" و"هادي الخزاعي" "حسين الحسيني" "نعمان داود" و"جبار نزاري" وآخرون، ولما عاد "عوني كرومي" من المانيا بعد حصوله على درجة الدكتوراه وجد هذا المسرح جاهزاً ورحب بالفكرة في وقتها، وقدمت على هذا المسرح عروضاً مسرحية عديدة منها مسرحية "الدب" تأليف "تشيخوف" إخراج "جعفر السعدي" ومسرحية "الصغير الكبير" إعداد "فراس عبد المجيد" وإخراج "أديب القليه جي" ومسرحية "البداية" تأليف "سعدون العبيدي" إخراج "زهير البياتي" ومسرحية "برج الحمام" تأليف عدنان شلاش" إخراج "صبحي الخزعلي" ومسرحية "قارب في غابة" تأليف "ميخائيل خايتوف" إخراج "عزيز خيون" ومسرحية "المماشي الترابية" تأليف "ميخائيل خايتوف" إخراج "عادل كوركيس" ومسرحية "السياب" تأليف وإخراج "عقيل مهدي" وغيرها من المسرحيات.
لقد أثرى هذا المسرح "الستين كرسي" واقع الحركة المسرحية في العراق في عقدي "السبعينات والثمانيات" من القرن الماضي ودخل في أرشيف المسرح العراقي لكونهِ مسرحاً تجريبياً وقدمت من على خشبتهِ عروضاً مسرحية عالية المستوى، وعمل فيه خيرة فناني المسرح العراقي ومن الفنانين الذين ضحوا كثيراً من أجل تعميق الذائقة الجمالية وبث الفكر التقدمي ومن أجل حياة حرة ومرفهة.
إضافةً إلى هذهِ الفرق المسرحية فقد كانت هناك مؤسسات فنية عملت على تعزيز دور المسرح في المجتمع من هذهِ المؤسسات "مراكز الشباب" و"النشاط المدرسي" إضافةً إلى "الفرقة القومية للتمثيل" هذهِ المؤسسات جميعها عملت على خلق حركة مسرحية وعروض على مدار العام، وهذهِ الاستمرارية بالضرورة أفرزت مواهب كثيرة ولا يفوتني هنا ذكر "المسرح العسكري" الذي كان يرأسه الفنان "راسم الجميلي" وقدم هذا المسرح الكثير من العروض المسرحية "جمعية حماية الفنون والآداب" التي كان يرأسها الرائد المسرحي الفنان "عناية الله الخيالي". وهذه الجمعية أصبحت فيما بعد "فرقة العراق المسرحية".
• في أي من الفرق المسرحية عملت.
لقد عملت في فرقة المسرح الشعبي واليوم والحديث وكذلك في فرقة العراق المسرحية "والمسرح العمالي" بعد إعادة تنشيطه في بداية التسعينيات من القرن الماضي بإدارة "صباح عطوان" الكاتب المعروف، وعملت في النشاط المدرسي، ومن خلال عملي فيه كمشرف فني أخرجت الكثير من المسرحيات وقد تعمقت تجربتي في هذهِ المؤسسة لكوني عملت مع فنانين كبار من موسيقيين ومسرحيين وفنانين تشكيليين ومطربين وشعراء، والحديث عن "النشاط المدرسي" حديث ذو شجون والمجال لا يتسع هنا للحديث عنهُ بإسهاب.
• هل هناك من تجارب ثرة خضتها ولها خصوصيتها.
لعل من التجارب الثرة التي خضتها تجربتي في العمل معلماً في "معهد الأمل للصم والبكم" التابع لمحافظة بغداد/الإدارة المحلية في السبعينيات من القرن الماضي فقد توجب عليَّ أن أقدم عروضاً مسرحية يشترك فيها طلاب المعهد من الصم والبكم، وبقدْر ما كانت تجربة صعبة لكني استطعت أن أقدم عروضاً مسرحية خاصة بالمعهد للطلاب من "الصم والبكم" ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، واستطيع أن أقول وبتواضع أني أحد الرواد المسرحين الذين خاضوا هذهِ التجربة، ولحساسية هذا العمل وأهميته أرى من الضروري أن تُعمَم هذهِ التجربة لما فيها من فوائد جمة تربوية ونفسية واجتماعية إذ ان الطالب المشارك في هذا العرض المسرحي يشعر أنه إنسان خالٍ من أي عوق ومتجاوزاً فكرة الشعور بالنقص مما يؤدي بهِ إلى الاندماج بالمجتمع وبشكل طبيعي، وهذه مهمة وزارة "العمل والشؤون الاجتماعية" بالتعاون مع عدد من الوزارات مثل وزارة الصحة والتربية والثقافة، هناك تجربة إخراجية خطتها لها خصوصيتها وهي مسرحية "الدوامة" باللغة العربية والكردية من إعداد جبار النزارتي وإنتاج أحدى المنظمات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني خارج الإقليم والتي يديرها الأستاذ علي شيري.
• من خلال عملك في المسرح طوال هذهِ الفترة هل عملت مع مسرحيين لهم بصماتهم على الساحة المسرحية.
ان جيل الفنانين الذين عملت معهم كان جيلاً مليء بالطموح وكان جزءاً من هذا الطموح السفر إلى الخارج وإكمال الدراسة ولكن وقوع الحرب العراقية الإيرانية أجلت مشاريع الكثير منا بالإضافة إلى ذلك فأن معظمنا من حملة الأفكار اليسارية وكان هذا سبباً قوياً حال دون إكمال دراستنا الأكاديمية ولكننا استطعنا ان نحصل على القبول في جامعة بغداد/كلية الفنون الجميلة في بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما افتتحت الدراسات المسائية وبدون شرط الانتماء السياسي، وأنا أحد هؤلاء الذين تم قبولنا في قسم المسرح، وكنت أحد الثلاثة الأوائل على دفعتي، بعدها تم قبولي للحصول على درجة الماجستير في المسرح وكان عنوان الرسالة "التمثيل بين العفوية والمبالغة في عروض المسرح المدرسي-دراسة تحليلية" وقد أشرف على هذهِ الرسالة الأستاذ الكبير "أسعد عبد الرزاق" وقد تناول هذا البحث ظاهرة المبالغة التي تظهر بشكلٍ جلي خلال أداء الممثل أثناء التمثيل، ولكون هذهِ الظاهرة شغلت وتشغل مساحة واسعة في مجمل العروض المسرحية الخاصة بالمسرح المدرسي رأيتُ من الضروري دراسة هذهِ الظاهرة بغية الوصول إلى معرفة الدافع الذي يدفع الممثل إليها والوصول إلى الأسباب وسبل تجاوزها.
بعد حصولي على الماجستير حصلتُ على درجة الدكتوراه فلسفة فن الإخراج المسرحي وكان عنوان الأطروحة "المقاربة النصية والإخراجية في مسرحيات السيرة لعقيل مهدي" وقد أشرف على هذهِ الأطروحة الدكتور "سامي عبد الحميد" والأطروحة بشكلٍ عام تناولت ظاهرةٍ نادرة من ظواهر المسرح العراقي ألا وهي معالجة السير لشخصيات منتقاة والكشف عن المقاربة النصية والإخراجية لها مما يشكل إضافة علمية ومبتكرة للفن المسرحي، وقد ركزت هذهِ الأطروحة على الفنان الدكتور "عقيل مهدي" باعتباره أحد المؤسسين لهذا النوع من العروض المسرحية كما تناولت الأطروحة بالبحث والتحليل لعددٍ من العروض المسرحية كعينات، تناولت شخصية الجواهري وعلي الوردي والسياب وجواد سليم وحقي الشبلي، وأنا فخور لكون هذان الأستاذان قاما بالإشراف على الرسالة والإطروحة وهما من الأساتذة الكبار ومن الفنانين الرواد الذين أسسوا لمسرح عراقي رصين ومن الأساتذة الذين درست على في المرحلة الأولية والدراسة العليا اتمنى لهما العمر المديد وسوف أبقى ممتناً لهما ما حييت، وكما أني أبقى ممتناً لكلية الفنون الجميلة ولجميع الأساتذة فيها لما بذلوه ويبذلونه من جهود رائعة لخدمة الوطن وإعلاء الشأن الثقافي في وقتٍ نرى الثقافة بشكلٍ عام تتراجع نتيجةً للصراعات بين القوى المتنفذة لغرض تحقيق المصالح الخاصة وتغليب الهويات الفرعية على الهوية الوطنية.
• ما هو تقيمك لواقع المسرح في الوقت الحالي.
ان المسرح العراقي الرصين شكل ظاهرة حضارية وعلى امتداد تأريخه، وهذهِ الظاهرة أصبحت جزءاً من الذاكرة الجمعية للمجتمع وإزاء هذهِ المسألة يتوجب على الجهات المسؤولة أن تعي هذهِ المسألة الحيوية أن تعطي اهتماماً كبيراً لهذا الجانب الحضاري، وبقدْر ما يقدم من عروض مسرحية جيدة إلا أن هذه العروض لا تجد لها صدى واتسعاً بسبب أنها لم يستمر عرضها لفترة طويلة وأنا أعزو هذا السبب إلى الواقع الموضوعي والذاتي التي يعيشه العراق وبسبب عدم الإيمان الحقيقي للمؤسسات الرسمية المعنية في مجال الثقافة بشكل عام في مجال المسرح ودوره الفاعل في المجتمع.
أن أهم ما يعيد العروض المسرحية استمراريتها وألقها هو إعادة الفرق المسرحية الأهلية إلى سابق عهدها وتفعيلها من أجل ان تبقى عجلة الإنتاج المسرحي مستمرة على الرغم من الظروف الحالية التي يعيشها العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق


.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202




.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024