الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانكباب المرضي للفنانين المشارقة على الأغاني والألحان المغربية

حمودة إسماعيلي

2014 / 5 / 14
الادب والفن


كثير من الفنانين العرب انكبوا مؤخرا على تنزيل أغاني بالدارجة المغربية، رغم أنها كلهجة، يصعب فهمها بالنسبة للمشارقة والخليج، هذا دون ذكر صعوبة نطقها بالنسبة لغير المتمرسين للتحدث بها : فتجعلهم كيبدون كالمهرجين. ومرد ذلك حسب تفاسير المغنيين بأن الموسيقى المغربية تختزل ثروة في الألحان، بهذا أحب الكثيرون مؤخرا إحياء هذه الثقافة الموسيقية والاستفادة منها بإدراج أغاني ـ كلمات وألحان ـ مغربية. على من تنطلي مثل هذه السخافات ؟! إلا إذا استثنينا المغفلين الذي ينتشون بنفخ نرجسيتهم الغبية على حساب أن الموسيقى المغربية تلهم أهم الفنانين العرب !! .

لا نختلف على أن الموسيقى، بأي مكان كانت وبأي شكل كانت سواء مغربية أو خليجية أو أسترالية : فإنها تعتبر تراثا فنيا يحدد منطقة جغرافية حسب تاريخها الثقافي. لكن أن نأتي بعد الربيع العربي ونقول أن المغرب يحتوي على ثروة موسيقية، والتي كان يلفها الضباب قبل ذلك ـ طوال سنين ـ لا يعني سوى شيء واحد : أن الثروة ليست في الموسيقى بحد ذاتها، بل في توظيف تلك الموسيقى ! كيف ؟!

بعد المشاكل التي حدثت مؤخرا، تأثرت بذلك شركات الإنتاج، وحينما نقول شركات إنتاج نقول فنانين، لأن الفنان يعتمد على استراتيجية الشركة. وهذه الأخيرة لا يهمها الفنان سواء غنى أو فقط ظل يبتسم، إنما يهمها السوق والطلب. يعني أن الفنان المطلوب ستضعه الشركة فوق رموش عينيها، والغير مطلوب سيعود لحضن الماما، بعض الفنانين الذي ظهروا مع بداية العالم، سعوا لتكوين أنفسهم بعيدا عن إذلال المنتجين الذين لا يجيدون فعل شيء سوى التدخين ! لهذا وسواء كان الفنان فتيا (شاب) أو وجوراسيا (يغني منذ التسعينيات) فإن الهدف واحد : هو تحقيق النجاح والانتشار وبلوغ الإصدار (الألبوم) كافة البقاع العربية. لأن نجاح الألبوم يرتبط مباشرة بعروض صيفية وخريفية وصعود الأسهم، وكل ما يفيد إنقاذ الفنان من "البطالة الفنية"، وهي اللعنة التي تصيب الكثيرين نتيجة هوس الظهور لدرجة التسبب لهم باكتئاب أو ميول انتحارية منها الجهاد بسوريا !! .

وكما قلنا بأن المنطقة تأثرت بالأحداث السياسية، وقلة العروض الشرقية، زيادة على أن بعض الهرجانات العريقة لا مكان فيها لفناني الوجبات السريعة، فاسم المهرجان مقترن بالأسماء الوازنة فنيا في الساحة أما "النط والهيس" فتنفر منه، مثلها في ذلك مثل مهرجانات دول الخليج التي تدعم صغارها الذين يتألقون في البرامج الاستهلاكية السنوية، وما دون ذلك "روّح على بيتك".. لا مكان لك بيننا ! .

لم يعد سوى المغرب كوجهة، الذي يعرف احتفالات على طول السنة، دون ذكر عروض الفنادق والمطاعم الفخمة، وهذا ما يفسر انكباب الكثير من الفنانين على الأغاني المغربية، لاستقطاب الجمهور المغربي الذي سيعزز حضور الفنان ويفرض على المسيرين والمنتجين استدعاءه نظرا لتعلق (الجمهور) بأغانيه أي به، وبذلك ينقذ الفنان العجيب مستقبله من البطالة والاكتئاب و"الشيخوخة الفنية"، وينقذ لقب "الفنان كذلك ! فالمغرب صار كالصيدلية التي تظل مفتوحة حتى حينما يغلق الطبيب عيادته، كحل بديل وحيد لتسكين الألم ! ونأتي نقول "المغرب غني بألحانه" ! غني بعد الثورات أم قبل ؟ هذا هو السؤال ! .

الغريب هو أنه حتى بعض الفنانين المغاربة الذين تمشرقوا وماعادوا يغنون باللهجة المغربية، عادوا مؤخرا للأغاني المغربية. وذلك لأنهم اكتشفوا أنه يختزل ثروة موسيقية من الألحان !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى