الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق العودة كحالة موضوعية

محمد جوابره

2014 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



لم يبقي الصهاينة سبيلا إلا واتبعوه بغية اقتلاع شجر الزيتون الراسخ في أرض فلسطين باعتباره أهم مكوناتها الثقافية التاريخية ذو دلالات عملية ورمزية مرتبطة بحق الشعب الفلسطيني على هذه الأرض ورمز من رموز كفاح الشعب الفلسطيني من اجل العودة والدولة وتقرير المصير . وعندما فشلت كل محاولات الصهاينة في اقتلاع أشجار الزيتون وزارعيها لجئوا إلى سرقتها والعمل على تحويلها كجزء من تراث الفكر الصهيوني القائم على الزيف والخداع فهم اليوم مستعدون لدفع إثمان باهظة مقابل كل شجرة زيتون معمرة في محاولة منهم لإلصاقها بوجودهم القائم على الاغتصاب والتهجير والاستيطان والعنصرية .
وكذلك كان ولا زال حق العودة هدفا سياسيا يشغل بال كل المفكرين والعباقرة الصهاينة في محاولاتهم البائسة للنيل من الشعب الفلسطيني وحقه الأصيل على هذه الأرض فمن التهجير والاقتلاع إلى الاستيطان الواسع وسرقة التاريخ والتراث وصياغة القراءات المزورة التي لا يمكن أن تنسجم مع حامليها الآتين من كل بقاع الأرض .. وهم اليوم وبعد إعلان فشلهم وصيرورة المشروع الفلسطيني الآتي من موضوعية حق العودة وكفاحية الشعب بتمسكه بحقوقه الوطنية بشتى الوسائل والأشكال ...
تسعى الحركة الصهيونية ممثلة بأداتها الاستعمارية "إسرائيل" وتماهي حليفها الاستراتيجي أمريكا مع أطروحاتها أن تنال من حق العودة عبر المطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية التي من شأنها أن تخلق منظومة فكرية تبرر ارتكاب الصهيونية لأبشع جرائم العصر بتهجير الشعب الفلسطيني واحتلاله وممارسة كل أشكال الاستعمار والعنصرية بحقه . من خلال تعزيز صوابية الفكرة الصهيونية باعتراف ذاتي من الفلسطيني بإنكار روايتهم وحقيقتهم التاريخية على ارض فلسطين .
إن النكبة الفلسطينية والتي مضى على عمرها ستة وستون عاما وحق العودة كشعار ناظم وأساسي للنضال الوطني الفلسطيني وجامع لكل مكوناته وأطيافه في الوطن والشتات يؤكد موضوعيته واستحالة نفيه من الواقع .. وها هم الفلسطينيون في كل مكان يؤكدون تمسكهم بهذا الحق رغم كل المؤامرات والمحاولات والتي يشارك فيها العدو والصديق هادفين من خنق حق العودة والتحايل عليه .
إن صيرورة الصراع بين المشروع الأخلاقي والإنساني والكفاحي للشعب الفلسطيني من ناحية والمشروع الصهيوني الامبريالي الرجعي العربي يثبت كل يوم صوابية الانحياز الواضح لمضمون الصراع والقدرة على خلق حالة كفاحية قادرة على تحقيق الشعارات النابعة من طبيعة الصراع وأحداثه المتوالية .. فعلى الرغم من سوداوية اللحظة السياسية الراهنة والتي تبدو أنها في صالح معسكر الأعداء إلا أنها في نفس الوقت تحمل مضامين إمكانية تحقيق المزيد من الانتصارات والتي بدأت بالثورات والانتفاضات المتتالية للشعب الفلسطيني .. فمن إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقه في هذه الأرض إلى الاعتراف العالمي والصهيوني بعدم إمكانية الاستمرار بنكران وجود شعب فلسطين ومن التمسك بالاستيطان لحالة عقيدية في الفكر الصهيوني إلى تحقيق تنازلات ملموسة عنه ومن حساسية تعامل العالم الغربي مع إسرائيل كدولة ديمقراطية في واحة من التخلف والديكتاتورية إلى حالة من المقاطعة والتي يمثل أساسها البعد الشعبي في العديد من بلدان العالم وتعميم مفهوم النكبة الفلسطينية باعتبارها أسوأ عملية تهجير وتطهير عرقي قامت به الحركة الصهيونية وإسرائيل .
واليوم فان مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة اليهودية ما هي إلا تعبير عن عمق الأزمة التي يعيشها الكيان الصهيوني "إسرائيل" والقلق الدائم من مستقبل الصراع وصيرورته المنسجمة مع الحق والعدل والنضال الإنساني العادل .
إن كل ما تقدم يستدعي منا كفلسطينيين أساسا وقبل غيرنا أن نتمسك بحق العودة ونحافظ عليه محورا أساسيا في بنياننا الفكري والثقافي ورفض كل محاولات التلاعب به من خلال محاولات تقديم حلول ترضي الصهاينة والتعامل معه وكأن الفلسطينيين أصبحوا مطالبين بحل هذه القضية .
إن مظاهر التمسك بحق العودة عبر إحياء ذكرى النكبة كل عام والآخذة بالازدياد تؤكد أن لا سبيل للنيل من هذا الحق , بل أن صيرورة الفعل الشعبي والسياسي المقاوم فكرا وعملا تؤكد أن لا مفر إلا أن ينتهي هذا الصراع بانتهاء مفاعيله الأساسية طال الزمان أو قصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة